ترى هل مازال السفير البريطانى لدى مصر «جون كاسن» يستمتع بالأكل على عربة الفول أو يتناول الكشرى بين المصريين البسطاء بشوارع القاهرة.. بعد أن سمع الخبر الحزين بوفاة مريم مصطفى عبدالسلام الطالبة المصرية بمدينة نوتنجهام ببلده «بريطانيا العظمى» التى غربت عنها الشمس؟! وهل مازال سعادة السفير محتفظًا بتلك «الضحكة الباهتة» التى تملأ محياه بعد أن أدى الإهمال الطبى بأحد مستشفيات نوتنجهام إلى تفاقم حالة مريم التى لم تجدِ معها 13 عملية جراحية لإنقاذها من المصير المحتوم بعد أن «سحلتها» 10 فتيات إنجليزيات (لسن كلهن سوداوات البشرة كما أشيع بل بينهن بيضاوات أيضًا) فى الشارع علنًا وأمام المارة ولم ينقذها أحد منهن أو حتى من الشرطة التى تتفاخر بريطانيا بأن ال«سكوتلانديارد» أقوى جهاز أمن عالميًا - من ضمن واجهاتها البارزة؟! وماذا سيقول سعادة السفير للمصريين بعد أن فارقت مريم.. الزهرة التى لم تتعد ال18 ربيعًا من عمرها.. الحياة بعد أن ظنت أنها ستجد فى بلد سعادته، الأمن والأمان والتعليم الجيد من أجل مستقبل أفضل لها ولأسرتها التى تعيش معها بنفس البلدة؟!، والغريب أن السفارة -المسئول عنها سعادته- بعد وقوع الجريمة المفزعة بحق مريم يوم 2 مارس الجارى قد وصفت بالنص ما حدث لمريم بأنه: «هجوم خسيس وغير مقبول»، وأكدت أن «جميع جرائم أشكال الكراهية مرفوضة تمامًا»، وأن «المملكة المتحدة لديها بعض من أقوى القوانين فى العالم لمواجهتها»؟! والأغرب أن الشرطة البريطانية تعلم هوية الفتيات العشر المتورطات فى ذلك الاعتداء الوحشى على مريم، وحتى هذه اللحظة لم يتم اتخاذ أى إجراءات تطفئ لهيب الغضب لدى أهل مريم بمدينة نوتنجهام، ولدى أهل مصر جميعًا الذين يشعرون أن مريم باتت قطعة من أكبادهم، لاسيما أن هذا الاعتداء العنصرى الوحشى لم يكن الأول من نوعه إذ تعرضت مريم وأختها ملك (15 عامًا) وأخوها آدم (12 عامًا) للاعتداء من قبل، وأن مريم وملك تعرضتا لاعتداء مماثل منذ عدة أشهر على يد اثنتين من الفتيات المتورطات فى قتل مريم!! ولا أدرى ما هو شعور سعادة السفير بعد مقتل مريم، بينما رئيسة وزرائه السيدة «تيريزا ماى» تقف أمام البرلمان ترغى وتزبد وترفع يد العقاب تجاه روسيا بعد أن اتهمتها بمحاولة تصفية العميل الروسى السابق «سيرجى سكريبال» بغاز الأعصاب فى مطعم بمدينة سالزبورى، بل رفعت الأمر لمجلس الأمن الدولى؟! وأخيرًا.. هل سيكون لدى «جون كاسن» الجرأة و«العين القوية» لكى يهنأ المصريون بشهر رمضان المبارك حين يحين أوانه أم ......؟