حصلت مصر من السوق الألماني خلال العام الماضي على مليون سائح فقط وهو رقم يبدوا ضئيلا إذا ما تمت مقارنته بما حصلت عليه تركيا والذي وصل إلى 4 ملايين سائح وذلك على الرغم من توتر علاقاتها السياسية مع برلين و كذلك موسمها السياحي المحدود والذي لا يزيد عن 6 أشهر فقط..كان من الممكن أن تحقق مصر أربعة أضعاف هذا الرقم ولكن قيام وزراه السياحة بوقف الحملات الترويجية فى كافة المدن الألمانية.. وتجميد الحملات الدعائية المشتركة مع منظمي الرحلات..وكذلك قيامها بتغيير إستراتجية تحفيز الشارتر من شركات السياحة إلى الطيران..انعكس بشكل سلبي على الحركة الوافدة من هذا السوق الهام ولم يحقق الزيادة المتوقعة. ولهذه الأسباب تحديدا جاءت وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط للمشاركة فى بورصة برلين بعد أن قامت باتخاذ حزمة من القرارات الايجابية للقضاء على هذه المعوقات حيث قامت بإعادة إطلاق الحملات الترويجية المشتركة مع منظمي الرحلات وغيرت تماما في إستراتجية التنشيط الخارجي بالاستعانة بخبرات حقيقية تفيد مستقبل صناعة السياحة فى مصر..ووضعت برنامجا للقاء وزراء السياسة والاقتصاد فى ألمانيا للاستفادة من العلاقات المتميزة بين البلدين وتوجيها نحو زيادة الحركة السياحية خلال العام الجاري. انعكست هذه الإجراءات بالإضافة إلى قيامها بإعادة روح التعاون بين القطاع الخاص والوزارة..على الوفد المشارك بالفعاليات والذي ضم وزير الطيران شريف فتحي واللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر واللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء و100 شركة سياحية وفندق حيث أكد عبد الله أن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لكى تحصل مصر على ما يتناسب سواء مع إمكانيتها الطبيعية والتي تتميز بها عن جميع الدول المنافسة أو بنيتها الفندقية حيث تضم شواطئ البحر الأحمر قرى سياحية وفنادق فاخرة..مضيفا ان هذه الروح الجديدة التى طرأت على قطاع السياحة دفعته لتشكيل لجان من القطاع السياحي بالمحافظة للعمل على تنشيط الحركة السياحية من مختلف دول العالم.. أكثر من 180 دولة و100 وزير سياحة يشاركون فى النسخة رقم 52 من بورصة برلين وأكد اللواء خالد فوده أن مشاركة مصر مختلفة هذا العام عن الأعوام السابقة حيث بدأت السياحية تستعيد عافيتها بسبب قيام الدولة المصرية بكسب ثقة العالم مما انعكس على تحسن الصورة الذهنية لمصر فى الخارج بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية التى إتخذتها الحكومة لتأمين جميع المناطق السياحية والمطارات حيث أشادت الوفود الأمنية الألمانية ودول الأتحاد الأوروبي وإنجلترا بالأجراءات التى تمت بمطارى شرم الشيخ والغردقة..مضيفا أن الوفد المصرى جاء للمشاركة فى هذا الحدث الهام من أجل زيادة الحركة إلى أضعاف ما تم تحقيقة خلال العام الماضى مؤكدا أن مصر تستحق ما هو أفضل وان هناك عزيمة من الدولة على الوصول بعدد السائحين إلى 30 مليون سائح. ومن المنتظر أيضا أن تقوم المشاط والوفد المرافق لها بإجراء مباحثات مع الجانب الألماني لتخفيض رسوم المغادرة المفروضة على السائح الألمانى المتجهة الى مصر والتى تقدر بنحو 24 يورو فى حين تصل الى 7 يورو فقط للسائح المتجه الى تركيا او تونس..ويذكر هنا ان الى أن كارين مارج عضو البوندستاج قد أبدت تفهما لهذا المطلب خلال لقاءها العام الماضى مع محافظا البحر الأحمروجنوبسيناء.. كما ستعقد وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط خلال أيام البورصة لقاءات مع منظمى الرحلات الألمان "FTI-ETI-THOMSCOOK-" وغيرهم لبحث سيل العديد من الملفات الهامة والتى يأتى على رأسها مساهمة الوزارة فى الحملات الترويجية المشتركة وبرنامج دعم الشارتر الذى تغير فى عهد وزير السياحة السابق وتهدف المناقشات إلى زيادة الحركة السياحية خلال العام الجارى لتصل إلى أضعاف ما تحقيقة خلال العام الماضى. كما ستعقد المشاط داخل الجناح المصرى العديد من اللقاءات الصحفية مع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية للرد على استفساراتها فيما يخص الأوضاع السياحية والأمنية وستعرض مصر خلال المؤتمر خارطة الطريق التى تم اعتمادها لدعم صناعة السياحة وتوجهات الحكومة نحو مساندة القطاع حتى تعود الحركة السياحية الى طبيعتها. وتأتى بورصة برلين هذا العام تحت شعار "الأجازة هى طبيعتنا" وستحضرها خلال ساعات الأفتتاح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعمدة برلين مايكل مولر..وتتضمن الفعاليات أيضا كلمات لكل من رئيس الرابطة الاتحادية لصناعة السياحة الألمانية مايكل فرينسيل، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية (UNWTO) زوراب بولوليكاشفيلي، ورئيس وزراء ولاية مكلنبورج - فوربومرن الألمانية مانويلا شفيسيج، ورئيس مجلس إدارة ميسى برلين الدكتور كريستيان جوكه.