لم يعد هناك من شك بأن إنقطاع السياحة الروسية اثر تأثيرا سلبيا علي العاملين بالقطاع السياحي، والظاهر للعيان ان مدننا السياحية تعاني اشد المعاناة بسبب هذا الانقطاع،والكثير من أبناء القطاع هجروه واتجهوا لأعمال اخري،ففقد القطاع العديد من أصحاب الخبرة والمهارة. وما اود الاشارة إليه اليوم هي عدة ملاحظات أوجهها كنداء الي سيادة الرئيس السيسي في مستهل فترة رئاسته الثانية ،والتي ستكون بكل تأكيد حصادا لما تم إنجازه في المرحلة الاولي،ولولا اسفنا الشديد بأن السياحة لم تحظي بالاهتمام الذي يليق بها كصناعة كبري تساهم في تنمية المجتمع ،وخفض معدلات البطالة، ولكننا نلتمس كل العذر للقيادة السياسية، فالشهور والأيام الماضية كانت مليئة بالتحديات الكبري، ومحاربة الإرهاب الاسود الغاشم،ولكن ها هي عملية سيناء 2018التي يقوم بها أبطال مصر البواسل ،سوف تسهم بشكل كبير في دحر الإرهاب والقضاء عليه.
الأمر الهام يا سيادة الرئيس ان القائمين علي الشأن السياحي لم يستوعبوا دروس الماضي،وما زلنا نعتمد علي سوق واحدة او اثنتين وعلي أكثر تقدير ثلاثة اسواق رئيسية هي الروسية والألمانية والإنجليزية أما باقي الاسواق فاعدادها ضعيفة ولا يمكن الإعتماد عليها بشكل كبير.وما اود التنبيه إليه هو ضرورة الإسراع في دعم الأسواق الجديدة وخاصة السوق الصينية وإزالة كافة العوائق أمام نمو هذه السوق الواعدة. الأمر الآخر يا سيادة الرئيس هو ضرورة حث مجلس النواب علي سرعة سن القوانين المغلظة والرادعة لكل من تسول له نفسه الإساءة الي وجه مصر السياحي والحضاري.فالعديد من العاملين بالقطاع من سائقي الأجرة و العاملين بالمنتجعات والفنادق سلوكياتهم تتنافي مع أخلاقيات الإنسان المصري المضياف الكريم ولابد من ردع مثل هؤلاء لأن الدولة لن تستطيع توفير رقيب وراء كل موظف بالقطاع السياحي.
الأمر الثالث يا سيادة الرئيس هو رغبة ملحة من كافة العاملين بالقطاع في رؤية سيادتكم بشكل دوري في مدننا السياحية أسوة بمؤتمر الشباب،حتي تستمع إلينا مباشرة دون وساطة وتتعرف الي مشاكلنا وهمومنا،لأنك الوحيد بعد ألله القادر علي معالجة مشاكلنا المتراكمة يا سيادة الرئيس. .......أمر آخر اود الاشارة إليه وهو ضرورة تفعيل دور المجلس الأعلي للسياحة و إضافة بعض الوجوه الشابة لعضويته و تفعيل دور اللجان المنبثقة عنه حتي تستطيع القيام بالدور المنوط بها.
أمر آخر لا يقل اهمية عما سبق وهو الضرورة الملحة للاهتمام بالتسويق السياحي والذي أصبح حجر الزاوية إذا أردنا النهوض بالقطاع السياحي وازعم ان الرجل الذي استطاع في غضون سنوات قليلة استعادة دور مصر الحيوي في أفريقيا والشرق الأوسط، قادر علي دعم قطاع التسويق السياحي والذي بدونه لا تقوم لصناعة السياحة قائمة..التسويق السياحي الغير نمطي وغير التقليدي ،الذي يعتمد علي أساليب تكنولوجيه حديثة ومبتكرة،وشباب من ذوي العقول المبتكرة الماهرة.
ولابد هنا من الاشارة الي الضرورة الحتمية في الاعتماد علي علم النفس السياحي، بل وتدريسه في كافة الجامعات والمدارس ،حتي نبني اجيالا تنشأ علي حب السياحة و معرفة مدي أهميتها ،ومن الناحية الاخري معرفة ميول ودوافع السائح و رغباته وكيفية التواصل مع الأجيال الشابة في المجتمعات الأوروبية والآسيوية حتي يتسني لنا التواصل معهم وتلبية احتياجاتهم.كما ان التسويق السياحي يخبرنا بما يفكر فيه السائح و يدلنا علي كافة الطرق الممكنة لتسهيل عملية التواصل مع كافة الرغبات والميول.وليس بخاف علي أحد ان السياحة الثقافية آخذة في التراجع عالميا و ظهرت أنماط اخري من السياحة هي التي تجذب الشباب وحديثي السن.وهذا بالضبط ما يقوم به التسويق السياحي..يخبرنا بكل ما هو جديد و يسعي لتعريفنا بالحلول والمقترحات لجذب المزيد من الزائرين.
سيادة الرءيس لقد خطوتم خطوات جبارة بمصر في غضون سنوات قليلة ،،سيشهد بها التاريخ ،وما نرجوه من سيادتكم هو نظرة الي السياحة لأنها بلا شك ستساهم في التنمية المستدامة و ستضخ أموالا كثيرة لخزينة الدولة و ستخفض من معدلات البطالة.
وفق الله مصر جيشا وشعبا واعانكم الله للنهوض بالقطاع السياحي.