ما أن لامست أقدامنا أرض سيناء الغالية، بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ورئيس الوزراء والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى وعدد من الوزراء وقادة القوات المسلحة والشرطة المصرية فى افتتاح مقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الارهاب ، حتى شعرنا بالفخر , جراء تلك الحالة البطولية النادرة لقواتنا المسلحة والشرطة المصرية . فمنذ اللحظات الأولى تشعر وكأننا فى حالة حرب حقيقية , حرب تخوضها قواتنا الباسلة لتطهير سيناء من فلول الإرهاب والتطرف , وهى حرب لا تتوقف عند حدود سيناء فحسب , بل تمتد إلى كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى مصر , كما أعلن عن ذلك مراراً وتكراراً الرئيس عبد الفتاح السيسى , حيث تشهد جميع الاتجاهات الاستيراتيجية حالة استنفار دائم لمواجهة أية محاولات اختراق، قد تحدث أثناء ممارسة القوات البطلة لمهامها الوطنية فى دحر الإرهاب والتطرف. ونحن نخطو باتجاه مقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الارهاب أمس الأحد بصحبة الرئيس كان من الواضح ان إدارة الشئون المعنوية برئاسة اللواء محسن عبد النبى قد أحكمت التنظيم الكامل للزيارة، للوقوف على تلك الحالة من الانضباط والالتزام فى العملية الشاملة سيناء 2018 التى تقوم بها قواتنا من الجيش المصرى والشرطة , فى اطار الدور البطولى لتلك القوات , لبسط سيطرتها الكاملة على جميع المحاور الاستراتيجية , حيث يواصل الابطال من مختلف الأفرع والقوات أداء مهامهم القتالية ببسالة منقطعة النظير , وبطولات مشرفة , سوف تفتح صفحات بيضاء فى تاريخ الوطن , لتكشف عن معادن الرجال الأبطال الذين يخوضون حرب الشرف والتضحية لحماية أمن بلادهم. وياتى افتتاح مقرقيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب في إطار التطوير والتحديث الشامل لقدرات القوات المسلحة، بما يمكنها من مواصلة دورها المقدس في حماية الوطن بأعلى درجات الكفاءة. حيث قام الرئيس بجولة تفقدية في موقع قيادة قوات شرق القناة، توجه سيادته بعدها إلى مركز العمليات الدائم لقيادة شرق القناة، والتي يتم من خلالها إدارة خطة المجابهة الشاملة للعملية "سيناء 2018"، حيث استمع سيادته إلى شرح تفصيلي من السيد الفريق/ محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، تضمن عرضاً لنتائج العملية العسكرية على مدار الخمسة عشر يوماً الماضية، وما حققته من إنجازات لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، وفرض السيطرة الأمنية الكاملة على شبه جزيرة سيناء، تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها، وتهيئة المناخ الملائم لمواصلة تنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأبناء سيناء. لقد كان واضحا خلال الزيارة التى حرص فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى ان يكون بين ابنائه من الضباط والجنود بعد أكثر من أسبوعين على قراره , وبصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة باطلاق العملية الشاملة سيناء 2018 انه جاء ليؤكد تواجده بنفسه , وسعيه الحثيث لكى يبرهن للضباط وللجنود ان مصر كلها , بقيادتها وشعبها , تقف داعمة ومساندة للعملية البطولية لتطهير سيناء،حيث أكد "أن الشعب المصرى يثق فى قدرة قواته المسلحة على حماية مصر والقضاء على جميع مظاهر ترويع المواطنين أو إرهابهم ، مؤكدا ثقته الكاملة فى انتصار مصر الكامل بمشيئة الله فى حربها الشريفة ضد الإرهاب الآثم ، الذى آن أوان خروجه من مصر، وأوضح الرئيس السيسى أن عملية التنمية الشاملة فى سيناء بدأت بالفعل منذ العام 2014 ومستمرة حتى عام 2022، مشيرا إلى أن تكلفة تنمية سيناء ستصل الى اجمالى 275 مليار جنيه وو رقم ضخم يستلزم تكاتف كل المصريين من أجل المساهمة فى توفيره، داعيا المواطنين ورجال الأعمال من أبناء مصر الشرفاء بالتبرع لصندوق تحيا مصر والذى يمكن من خلاله المساعدة فى التمويل اللازم لتنمية سيناء. كان واضحا خلال الزيارة ان القوات المسلحة تقف على أعلى درجات الاستعداد القتالى , جميع الأماكن والارتكازات الأمنية فى حالة يقظة كاملة . . كلُ يعمل فى موقعه.. مراكز إبلاغ القرارات ومقاومة الإرهاب تقوم بدورها , عبر إشارات وأوامر تصدر من القيادة لأبطال القوات المسلحة الذين ينفذون الأوامر الموكلة إليهم على الارض محققين أعلى درجات النجاح..حيث يتم التبليغ الفورى عن اى تحركات مشبوهة أو أوكار اختباء عناصر ارهابية أو تكفيرية , التى لم تعد تجد ملاذات آمنه بعد انطلاق العملية الشاملة , وباتت الساحة مكشوفة امام قواتنا لملاحقة تلك العناصر وقتلها , وتصفيتها , وتدمير أوكارها. كان واضحا من كل ما شهدناه بالأمس ونحن مع المقاتلين تلك الحالة من الاستعداد القتالى المستمرة على مدار 24 ساعة , فالكل متأهب لتنفيذ الأوامر فى اى وقت .. ليلاً ونهاراً .. التنسيق متكامل بين افرع القوات المختلفة ( برية بحرية جوية ) إطلاق النيران لا يتوقف ..أبطال المدفعية يطلقون زخات قذائفهم لدك حصون الارهابيين والتكفيريين .. طائرات سلاح الجو لا تتوقف عن رصد ومتابعة العناصر الارهابية ومحاولة هروبهم .. القوات البحرية تواصل ليل نهار تمشيط وحراسة السواحل المصرية , حتى لا ينفذ منها ارهابي، أو تكفيرى واحد , هاربا , أو محاولا الوصول لسيناء. كان المشهد عظيما , فابطال الشرطة المصريه متأهبون , وجاهزون لتنفيذ المهام الموكلة اليهم , حيث يتولون غلق مداخل ومخارج المدن بالتعاون مع ابطال القوات المسلحة , والهدف بالطبع منع وصول أو هروب العناصر التكفيرية أو الارهابية إلى المدن أو القرى التابعة لها،حيث يقوم ابطال الشرطة بعمليات تفتيش ومداهمة للبيوت والمنازل المشتبه بها فى اطار عملية التمشيط والمداهمة للبحث عن العناصر الارهابية والتكفيرية. ويبرز هنا بطبيعة الحال دور اهالى سيناء. بتاريخهم الحافل فى دعم ومساندة القوات المصرية فى العملية الشاملة سيناء 2018 , كما هو حالهم عبر تاريخ الحروب المصرية فى مواجهة الكيان الصهيونى .وهى صفحات مشرقة ومضيئة تكشف عن المعادن النفيسة لأهالينا فى سيناء.. وقد بدا تعاونهم واضحا فى العملية الاخيرة من خلال تبليغهم عن كل البؤر الإرهابية والتكفيرية , ومساعدة القوات المصرية فى الكشف عن الاشخاص المشتبه بهم , وكان من الواضح بحسب روايات العديد من الضباط والافراد ان هناك تعاونا كاملا مع القوات،وان الاهالى متفهمون لكل الاجراءات التى تتخذ من اجل مواجهة التكفيريين , وجماعات الظلام , وتفهمهم كذلك للاجراءات الضرورية التى يتم تطبيقها بمناطق مكافحة النشاط الارهابى. وفى هذا الاطار , لم تتوان قوات الشرطة والجيش عن توفير آلاف العبوات الغذائية وتوزيعها على القرى والمدن , حيث تدور منظومة هائلة تتلاحم فيها عناصر الشرطة والجيش مع الاهالى لبلوغ الاهداف التى انطلقت من اجلها العملية الشاملة سيناء 2018 . .... لقد كان واضحا إدراك الرئيس عبد الفتاح السيسى للأهمية الاستراتيجية لسيناء ومحاولات المساس بها , وتحذيره الدائم بأن مصر وجيش مصر لن يسمحوا ابدا بالمساس بسيناء, وحتى لو قدموا ارواحهم فداءً لها . سيناء ذات الستين الف كيلو متر مربع , وان كانت مساحتها لا تتعدى 6% من مساحة مصر، غير أن أهميتها الاستراتيجية البالغة هى التى دفعت إلى اطلاق مصر معركتها العسكرية الكبرى لتحريرها من عناصر الارهاب والتطرف , فسيناء لها تاثيراتها المباشرة على الحفاظ على امن البحرين الأبيض والأحمر،وتضم اهم المضايق , وتاثيرها المباشر على سلامة الملاحة بقناة السويس وكذلك على خليج العقبة , فهى الجسر الذى يربط قارتى آسيا وافريقيا , ناهيك عن الاهمية الاستراتيجة الفائقة , فيما يتعلق بارتباطها الحدودى, براً وبحراً مع الكيان الصهيونى وقطاع غزة والأردن والمملكة العربية السعودية , فقد كانت سيناء مسرح العمليات العسكرية فى حروبنا مع «إسرائيل» منذ عام 48. لقد تعرضت مصر خلال السنوات الماضية لتحديات كبرى , دفعت بالدولة المصرية بعد ثورة 30 يونية 2013 إلى بدء مواجهة جذرية مع الاسباب التى قادت إلى تفشى الارهاب فى شمال سيناء , وراحت مصر فى هذا السياق تعمل على تدمير الانفاق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية لمنع كافة أنواع تهريب السلاح والبشر،وهى عمليات تعاظمت بعد وصول جماعة الاخوان للحكم فى عهد المخلوع محمد مرسى , والذى أمر باطلاق سراح الاف الارهابيين , وفتح المجال لهم لزرع قواعدهم الارهابية فى سيناء , ومنح الجنسية المصرية للآلاف من الفلسطينيين الذين عبروا الحدود فى مرحلة الفوضى العارمة. عوامل عدة تضافرت لإحداث حالة العنف التى شهدتها سيناء خلال السنوات الماضية , ومن بينها تسلل السلاح بكميات كبيرة من ليبيا إلى غزة بعد ما اطلق عليه ثورة 17 فبراير الليبية , فى استغلال واضح للفوضى التى عاشتها مصر بعد 2011،وكذلك دور حركة حماس فى تغذية العنف قبيل التفاهمات التى حدثت بفعل الدور الذى لعبته المخابرات المصرية لبدء خطوات المصالحة بين حماس وفتح , وكذلك استخدام القوى المعادية لمصر لبعض الشاردين من القبائل "26 قبيلة " فى اطار الجرائم المنظمة والداعمة للارهاب , وكذلك استغلال الأوضاع الاجتماعية لابناء سيناء , وانخفاض معدلات التنمية فى دفع بعض العناصر للنقمة على الدولة الوطنية , ومن ثم توفيرهم لملاذات آمنة لعناصر الارهاب , حيث تحولت بعض المناطق إلى مستودعات للسلاح ومزارع للمخدرات. وفوق كل ذلك , جاءت عمليات هروب عناصر داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية من المواجهات فى سوريا والعراق وليبيا واتجاه الكثير منهم لسيناء ليشكل دعما ومساندة للعناصر الارهابية المتواجدة على ارض سيناء , وهو ما ادى إلى زيادة حجم العمليات الارهابية التى كان أخطرها ما استهدف مسجد الروضة , وسقوط المئات من الشهداء والمصابين . لكل ذلك جاءت العملية الشاملة سيناء 2018 , والتى كلف بها الرئيس عبد الفتاح السيسى،الفريق محمد فريد حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة , حيث انطلقت العملية بقوتها العسكرية الهائلة , وباجنحتها , وبأفرعها المتعددة لتوجه ضربة قاصمة للارهاب سوف تشل من قدراته وتجهز عليه إلى امد بعيد . . لقد كانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى سيناء رسالة واضحة بان مصر قادرة على التصدى للارهاب ودحره تماما .. وهى رسالة لكل من يفكر فى المساس بالأمن المصرى .. ولكل ذى عينين , سواء من عملاء الداخل , أو داعميهم من الخارج.