مازالت ألسنة النيران تتصاعد من شركة النصر للبترول بالسويس لليوم الثاني، خاصة بتنكات رقم '133- 131' الخاصة بمشتقات البترول المتعلقة بالبنزين، وتواصل ما يقرب من 40 سيارة دفاع مدني محاولة السيطرة علي الحريق بعدما تم إطفاء نسبة 90 % منه. وأكد المهندس هاني ضاحي الرئيس التنفيذي لهيئة البترول أنه لا تأثير للحريق علي توفير إحتياجات السوق المحلي من المنتجات البترولية.. حيث أن هذه المستودعات تحتوي علي النافتا المعدة للتصدير ولاتخص السوق المحلي . وقال ضاحي أنه تم السيطرة وإخماد الحريق بالكامل في ثلاثة مستودعات وجاري حاليا السيطرة وحصار النيران في المستودع الرابع والأخير وتأمينه بإستخدام وسائل الإطفاء المتاحة بشركات قطاع البترول والدفاع المدني والقوات المسلحة. وقامت إدارة الشركة بمنع دخول عمال الوردية الصباحية إلي الشركة، عدا عمال الأمن الصناعي، الذين ظلوا متواجدين منذ عصر السبت، بالإضافة إلي ما يقرب من 36 سيارة إطفاء قادمة من 3 محافظات 'الإسماعيلية - الشرقية - القاهرة'، بالإضافة إلي سيارة الدفاع المدني بالسويس والقوات المسلحة، هذا ويواصل وزير البترول وجميع قيادات الهيئة العامة للبترول التواجد بالمحافظة، لليوم الثاني، حيث ظلوا يتابعون الموقف بالشركة حتي الساعات الأولي من صباح اليوم من داخل ديوان عام المحافظة. وأظهرت المعاينة التي أجرتها مديرية أمن السويس بمكان الحادث أمس أن اشتعال النيران بحوض صهاريج 46 بمنطقة تخزين المنتجات البترولية، حيث يبلغ قطر الصهاريج 17 و24 متراً، بإجمالي مساحة 1000 متر3، وامتد اشتعال النيران لعدد 4 مستودعات لتكرير البترول، وتم السيطرة علي 3 مستودعات، وجار التعامل مع المستودع الرابع، ونتج عن الحريق من إصابة العديد من قوات إدارة الحماية المدنية باختناقات بسبب التعامل مع الحريق وهم: 'عميد خالد محمود عبد العزيز 55 سنة مدير إدارة الحماية المدنية، وعقيد أشرف محمود 52 سنة، وكيل الإدارة، ورائد أحمد عبد المجيد عويضة ضابط بالإدارة، ونقيب محمد صابر عبد السلام 30 سنة ضابط بالإدارة، ونقيب محمد عبد السميع الشامي ضابط بالإدارة، وأمين شرطة سعيد إبراهيم سالم 35 سنة، وأمين شرطة مصطفي محمد مصطفي 30 سنة، وأمين شرطة أحمد ماهر علي 30 سنة، وأمين شرطة محمد علي عبد الحميد 30 سنة، وشرطي نزيه أحمد نزية 32 سنة، وشرطي أحمد عبد الله هديوي 31 سنة، وشرطي محمود حامد مصطفي، وإدارة مرور السويس'. كما نتج عن الحريق وفاة بشير سعد بشير 32 سنة، سائق بشركة النصر للبترول، وذلك لإصابته بصدمة عصبية حادة وحروق بنسبة 100% إثر اشتعال النيران بجسده. وأصيب 12 من العاملين بالشركة هم: إبراهيم فرغلي إبراهيم 35سنة - إبراهيم عبد الوهاب محمود 47 سنة - غريب عبد الواحد محمود 35 سنة - جمال محمد عبد الرحمن 38 سنة - إسلام السيد فرغلي 42 سنة - حسن منصور محمد 37 سنة - ناصر عربي الجابري 37 سنة - محمود محمد حسن 24 سنة - حسن إبراهيم أبو ستة- أيمن سلامة محمود سلامة محمد 33 سنة - محمد محمود أحمد عاشور 27 سنة - أحمد جاد حسين 27 سنة، هذا وأصيب المجند أحمد نيل محمد 22 سنة بالقوات المسلحة باللواء السابع الجيش الثالث الميداني بكسر بالعضد الأيسر، وتم نقله إلي مستشفي عجرود العسكري. وقال مدير ادارة الدفاع المدني بالمدينة العميد خالد بهجت ان النار أمسكت بخمسة صهاريج منذ اندلاع الحريق مساء السبت وان ارتفاع ألسنة اللهب بلغ نحو 25 مترا في بعض الاحيان ، وتابع أن سبب الحريق غير معروف وأن المعمل الجنائي سيحدده. وقال الشهود ان سكان عقارات مجاورة لمقر الشركة الذي يوجد في شرق السويس تركوها وان ألوفا من السكان يتابعون الحريق من أماكن قريبة. وقال عمال ان شركات بترول مجاورة سحبت عمالها وأوقفت العمل وان سفنا محملة بمواد بترولية في ميناء الزيتيات القريب تركت الميناء خشية امتداد النار اليه وتطبيق معايير الامن الصناعي غير صارم في مصر مما يتسبب في كثير من حوادث المصانع. ومن جهته أكد ثروت عطا الله- عضو مجلس الشوري عن حزب النور السلفي بمحافظة السويس، أن الحريق المندلع في شركة النصر للبترول يعد حادثا جسيما، لكن وسائل الإعلام تضخمه أكثر من اللازم. وأضاف أن وسائل الإعلام تضخم الحدث جدًا مما يثير الرعب والقلق، بل يجب إذاعة الأمن وطمأنة الناس بدل من نشر الإشاعات"، مؤكدًا أنه تم تفريغ مجمعات غازات حول مكان الحريق، كما يتم محاولات تفريغ التانكات تجنبًا لأي انفجار آخر. وأشار إلي أنه "في أسوأ الظروف لو حدث انفجار فلن يمتد إلي مسافة 8 كم أو 15 كم كما انتشرت الإشاعات، بل الأمر سيقتصر علي الشركة فقط، وهذا لن يحدث بإذن الله". سحابة سوداء تغطي سماء السويس وغطت سحابة سوداء سطح الشركة وعدد من الأماكن السكنية المحيطة، ومن جانبهم احتشد عدد كبير من المواطنين أمام مقر الشركة مع عدد من عمال الشركة الذين لم يتمكنوا من الدخول، بسبب رفض الشركة دخول أي عمال من الوردية الأولي دون الأمن الصناعي حتي يتم السيطرة علي الموقف. ولكن لدواع أمنية تواصل فرق الإطفاء محاصرة التنكين المشتعلين منذ أمس حتي إخماد ألسنة اللهب التي أدت إلي تفحيم أكثر من 5 تنكات بترول 3 رواسب بترول -2 نفته'. وعلي جانب آخر قامت قوات الأمن بغلق جميع الطرق المؤدية للشركة وتم نصب أكثر من كمين وتسهيل السير بطريق آخر خاصة للسيارات والأتوبيسات المتوجهة إلي طريق السخنة والشركات الصناعية بمنطقة عتاقة الصناعية وتنمية شمال غرب خليج السويس. تشكيل لجنة فنية لإعداد تقرير عن الحريق وصرح اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس الأحد بأن النيابة العامة بالمحافظة اصدرت قرارا بتشكيل لجنة فنية من أساتذة كلية "هندسة البترول" لإعداد تقرير فني كامل عن الحريق. وقال إن المحامي العام لنيابات السويس شكل لجنة تقصي حقائق لمعرفة الأسباب وراء هذا الحريق وتقدير خسائره، مؤكدا أن هذا الحادث لن يمر بسهولة بسبب ما تعرض له العمل في الشركة بشكل عام من خسائر بالإضافة إلي الفزع الذي حدث في المحافظة بأكملها ، وأكد انه تم بالفعل اطفاء 4 خزانات بترولية ولم يتبق سوي أثنين من الخزانات مازالت محاولات أخماد النيران بهما مستمرة".