عامان مضيا على فراقك يا صديقى وكما كنت فى قلوبنا اخا وصديقا معلما ..ستبقى دوما الحاضر الغائب ... هو الفنان والسياسى والكاتب «حمدى أحمد». هو العملاق الأسمر القادم من الجنوب محملا بعبق التاريخ وعراقة المكان . لتحيطه أضواء المسرح والسينما فأثبت فيهما مهارة وحاز تألقا يوم أن جسد وعرف ب «محجوب عبد الدايم» فى رائعة «نجيب محفوظ» (القاهرة 30) كأحسن ممثل . كما ترك رصيدا من الاعمال المسرحية والافلام تشهد بامكاناته الفنية العالية. واحترامه لفنه وإخلاصه فى عمله . كان معتدا بنفسه لا يقبل إهانته مهما كان محدثه. فكان أحد أسباب تركه مسرحية «ريا وسكينة» وكان يقوم بدور «الشاويش عبد العال» أنه حدث موقف أثناء عرضها بدولة «الكويت» رأى فيه أنه من الأفضل ألا يستمر بعد خلافه معها لعدم قبوله مايمس كبرياءه ما أدى إلى فسخ تعاقده وتركه للمسرحية . وقد حقق من النجاحات ما جعله يلقب ب«عمدة الممثلين» و«فنان الشعب». وقد ترأس نقابة الممثلين . وشغل منصب مدير (المسرح الكوميدى). ومن إبداعه الفنى إلى صولات وجولات نائبا فى مجلس الشعب عن دائرة «بولاق ابو العلا» مدافعا عن حرية الفرد وكرامته الانسانية لدورتين برلمانيتين سبح فيهما ضد التيار . لم ينحن لرغبات وأهواء النظام الحاكم او السير فى اتجاهه المتخاذل احيانا وغير المنصف للمواطن الفقير فى أغلب الأحيان . فكانت الكلمة والقلم حاله معبرا والصحف المعارضة منبرا يعلن منه مطالب أهل دائرته، وأوجاع الوطن بشكل عام ليحظى المواطن بحياة كريمة؛ فكان قلمه الذى خط به مئات المقالات هو سلاحه وسيفه المسلول فى مواجهة الفساد بأشكاله ناطقا باسم الملايين من البسطاء والمقهورين . عاش الفنان والسياسى والكاتب «حمدى أحمد» حياة المناضل بفنه ودوره النيابى ومكانته الأدبية وبعد رحلة من الابداع الفنى والنضال السياسى والكتابة الصحفية خاض رحلة اخرى موازية مع الالم والمرض كان آخر مراحلها على سرير ابيض فى مستشفى القوات المسلحة بكوبرى القبة حيث وافته المنية ولقى ربه راضيا مرضيا فى صباح جمعة الثامن من يناير 2016 عن عمر يناهز اثنين وثمانين عاما . رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجعل أعماله فى موازين حسناته .