قال رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سعد عبد الرحمن إنه علم مسبقا بقيام جهات بوزارتي العدل والداخلية بدراسة عدد من المواقع لإقامة محاكمات أحداث بورسعيد مشيرا إلي أنه أبلغ وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد بذلك. وأضاف عبد الرحمن في تصريحات له علي هامش زيارته لقصر ثقافة الإسماعيلية الجمعة أنه يطالب بمحاسبة المتسببين في هذه الأحداث وبالاعتذار الرسمي عن الترويع الذي ارتكب بحق موظفي القصر . وتابع: أن مسؤولين بوزارتي العدل والداخلية اقتحموا الموقع برفقة قوي أمنية وقاموا بخلع كراسي مسرح قصر الثقافة دون وجه حق أو طلب مسبق, رغم أن وزير العدل نفسه أنكر معرفته بالموضوع وأبلغ وزير الثقافة أن المسؤولية تقع علي وزارة الداخلية لاختيار الموقع, وأنه تصور أنها حصلت علي موافقات . وقال عبد الرحمن: أستغرب أن يحدث ذلك بعد سقوط مبارك, فلقد كان نظام مبارك نفسه يقوم علي مراعاة القواعد الشكلية أما ما حدث فهو لا يعبر عن مراعاة قواعد لا شكلية ولا علي مستوي المضمون ونفي أن يكون هناك قرار منشئ لإقامة المحاكمات علي مسرح قصر الثقافة ليتم إلغاؤه. وأضاف أن ما يرضي المعتصمين والمثقفين هو اعتذار الجهات المسئولة عما حدث وعلي نفس الصعيد كان الناشطون والمثقفون والمبدعون والأهالي احتشدوالرفض استخدام موقع قصر ثقافة الاسماعيلية كمكان للمحاكمة وكانت الهتافات "الثقافة خط أحمر". ويفسر ذلك بأن القصر يحتضن أبناءهم الموهوبين خاصة بعد ثورة 25 يناير ويقدم خدمات جليلة للنهوض بالثقافة وكان موقف الجميع مشرفا وقد احتفلنا جميعا بالصمود . وقال مدير فرع ثقافة الإسماعيلية الباحث حمدي سليمان ما حدث أظهر كثيرا من شأن الثقافة وأعلن عن أهميتها للمواطن العادي . ويقول مدير إدارة الدراسات والبحوث بالقصر وأحد المعتصمين إن موظفي القصر والناشطين اعتصموا داخله لولعهم بهذا الصرح الثقافي فنحن نجتذب جمهورا هائلا ونقوم بعدد من الأنشطة المهمة لتوعية الناس مدللا علي ذلك بأن جمهور نشاطنا من المنتقبات مثلا كبير للغاية وهذا يعني أننا نقدم كمبدعين وفنانين أشياء مهمة ومفيدة .. ويضيف: أن اعتصام الأهالي معنا كان بغرض إبعاد فكرة إقامة المحاكمات أصلا في مدينة الإسماعيلية ولك أن تتخيل ما يمكن أن يحدث إذا قرر ألتراس الأهلي والزمالك والمصري والإسماعيلي المتواجد هنا أصلا الدخول في صدامات . ويقول الشاعر مدحت منير: إن المصريين لن يقبلوا أبدا العبث بمكتسباتهم الثقافية, والمثقفون هم من يمتلكون تلك الصروح وبالتالي سيدافعون عنها ضد أي استغلال . ويضيف: أن التراجع عن تحويل قصر الثقافة إلي قاعة محكمة, هو انتصار جديد للثقافة المصرية وهو ما يدل علي أهمية هذه الصروح للشعب المصري