عمر فاروق: وعي الشعب المصري خط الدفاع الأول ضد مؤامرات «الإرهابية»    إبراهيم ربيع: «مرتزقة الإخوان» يفبركون الفيديوهات لنشر الفوضى    الحكومة تواصل إنقاذ نهر النيل: إزالة 87 ألف حالة تعدٍ منذ 2015 وحتى الآن    ترامب: نرغب بوصول المساعدات إلى غزة دون أن تمسّها حماس    زلزال عنيف يضرب سواحل روسيا.. وتحذيرات من تسونامي    ترامب يفرض 25% رسومًا جمركية على الهند بعد تعثر المفاوضات التجارية    إعلان نيويورك: يجب أن تنهي حماس حكمها في غزة وتسلّم أسلحتها للسلطة الفلسطينية    الجنايني يكشف سبب تعثر بيع زيزو لنيوم السعودي    جدول مباريات الزمالك في الدوري المصري الممتاز الموسم الجديد 2025-2026    القانون يحدد شروط لوضع الإعلانات.. تعرف عليها    مدير أمن سوهاج يتفقد الشوارع الرئيسية لمتابعة الحالة الأمنية والمرورية    غرق طفل بترعة في مركز سوهاج.. والإنقاذ النهري ينتشل الجثة    وفاة طالب أثناء أداء امتحانات الدور الثاني بكلية التجارة بجامعة الفيوم    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الإعلامى حسام الغمرى: جماعة الإخوان تحاول تشويه موقف مصر الشريف تجاه فلسطين.. فيديو    محمد محسن يحتفل بعيد ميلاد زوجته هبة مجدي برسالة رومانسية (صور)    لهذا السبب... لطفي لبيب يتصدر تريند جوجل    المجلس القومي لحقوق الإنسان يهنئ أعضاءه الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2025    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    وزير العمل يعلن 68 وظيفة بالسعودية.. تعرف عليها    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    بكابلات جديدة.. قرب الانتهاء من تغذية محطة جزيرة الذهب أسفل كوبري العمرانية    القنوات الناقلة مباشر لمباراة ليفربول ضد يوكوهاما والموعد والمعلق.. موقف محمد صلاح    معاشات أغسطس 2025 للمعلمين.. الصرف يبدأ الجمعة وزيادة 15% تُطبق رسميًا    «التموين»: لا صحة لعدم صرف الخبز المدعم لأصحاب معاش تكافل وكرامة    من المهم توخي الحذر في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 30 يوليو    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    مكتب ستارمر يؤكد اتصاله بنتنياهو قبل إعلان الاعتراف المحتمل بدولة فلسطين    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    استعدادًا للموسم الجديد.. نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    وكيله ل في الجول: أحمد ربيع لم يفقد الأمل بانتقاله للزمالك.. وجون إدوارد أصر عليه منذ يومه الأول    نبيل الكوكي يقيم مأدبة عشاء للاعبى وأفراد بعثة المصرى بمعسكر تونس    الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في الكونغو    خالد أبوبكر للحكومة: الكهرباء والمياه الحد الأدنى للحياة.. ولا مجال للصمت عند انقطاعهما    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    سعر الفول والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    السيطرة على حريق هائل بشقة سكنية في المحلة الكبرى    مفاجأة ممدوح عباس.. الزمالك يتحرك لضم ديانج.. تقرير يكشف    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    قبل الصمت الانتخابي.. أضخم مؤتمر لمرشحي مستقبل وطن في استاد القاهرة (20 صورة)    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كنعان هي أرض فلسطين عبر الأزمنة والعصور
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 01 - 01 - 2018

بشواهد التاريخ استخدم اسم فلسطين للدلالة علي المنطقة الجغرافية جنوبي بلاد الشام فوفقا لما كتبه المؤرخ الإغريقي هيرودوت في مؤلفاته في القرن الخامس قبل الميلاد، إذ أشار إلى منطقتي بلاد الشام وبلاد الرافدين باسم سوريا وإلى جنوبها فلسطين بفلسطين السورية، وعلى ما يبدو فقد استعار هيرودوت هذا الاسم من اسم پلشت الذي أشار إلى الساحل الجنوبي ما بين يافا ووادي العريش حيث وقعت المدن الفلستية، وكان الفلستيون من شعوب البحر ومن أبرز الشعوب التي عاشت في منطقة فلسطين من القرن ال12 ق.م. ولمدة 500 عام على الأقل.
وقد عم استخدام اسم فلسطين وفقا للمراجع التاريخية والمقالات المتخصصة وموسوعة الويكيبديا التي رجعنا إليها كاسم يدل على منطقة ذات حدود سياسية معينة في القرن الثاني للميلاد هي أرض كنعان عندما ألغت سلطات الإمبراطورية الرومانية ولاية يهوذا إثر التمرد اليهودي عليهم عام 132 للميلاد وأقامت ولاية فلسطين السورية محلها. أصبحت فلسطين تسمى جند فلسطين في بداية عهد الخلافة الإسلامية، وكانت تتداخل حدودها مع جند الأردن.
وتقع فلسطين في موقع استراتيجي بين مصر وسوريا والأردن، وهي أرض الرسالات ومهد الحضارات الإنسانية، حيث وجدت بها أقدم مدينة بالعالم وهي أريحا، وتعاقب عليها عشرون حضارة منذ الألف الثامن قبل الميلاد. وهي مهد الديانتين اليهودية والمسيحية ، ولهذه الأرض تاريخ طويل وجذور بالثقافة والدين والتجارة والسياسة. وفيها توجد الشواهد التاريخية الدالة علي تاريخ هذه الأرض الطويل المتشابك منذ ما قبل التاريخ. وكان أقدم شعب استوطن هذه الأرض هم الكنعانيون. وقد تمت السيطرة على المنطقة من قبل الكثير من الشعوب المختلفة، منهم قدماء المصريين والفلستينيين وبني إسرائيل، والآشوريين والبابليين والفرس والإغريق والرومان والبيزنطيين، وصولا إلى الخلافة العربية والإسلامية منذ تطهيرها من الرومان على أيدي عمر بن الخطاب عام 637 م، ثم الصليبيون، والأيوبيين الذين طردوا الصليبيين من فلسطين والبلدان العربية عام م1187، ومن بعدهم المماليك والعثمانيون، و البريطانيون وأخيرا إسرائيل بعد النكبة عام 1948،وخلال تلك الحقب التاريخية عبر أزمنة التاريخ خلفت الشعوب التي غزت فلسطين أثار وشواهد دينية مختلفة للديانات الثلاث وغيرها من معتقدات الشعوب الأخرى ومع ذلك لم توجد أمة من تلك الأمم تشبثت بأحقيتها ببناء كيان ديني وقومي على أرض فلسطين غير اليهود الذين ادعوا أحقية بناء وطن على تلك الأرض وأصروا بمساعدة الدول الغربية وأمريكا بالقرن العشرين على إقامة تلك الدولة على أرض الغير وهي فلسطين أرض كنعان وفق مصادر التاريخ المدونة ، في حين أنهم جاءوا إلى كنعان من خلال أنبيائهم بداية من سيدنا إبراهيم وأبنائه وأحفاده كقبائل رحل واستقبلهم أهل كنعان بكرم الضيافة وأعطوهم الأمن والأمان الذي افتقدوه في أرض العراق ، وسمحوا لهم بالرعي والترحال والتجارة والتنقل في البلدان المجاورة ومنها مصر ، وشمال أفريقيا ، ثم اليمن وشبه الجزيرة العربية وغيرها من الدول ، وتمكن أنبياؤهم وملكوهم من العيش ونشر رسالاتهم السماوية التي آمن بها أهل المنطقة وأقاموا شعائرهم ومعابدهم وصلواتهم ومارسوا معتقداتهم ومن ذلك هجرة يوسف وأخوته من بعده إلى مصر وما لاقوه من مكانة من ملوك وفراعنة مصر حتى استقروا فيها لأكثر من 400 عام تكاثروا خلالها حتى خروج موسى وقومه عليه السلام من مصر بعد مطاردة فرعون له ووصوله مع قومه إلى أرض التيه التي مكثوا فيها 40 عام عقابا لهم على مخالفة نبيهم وتخليهم عن القتال حتى عفا الله عنهم وأرجعهم مرة أخرى إلى أرض كنعان التي خرجوا منها ، وظلوا بها حتى غزت فلسطين أو كنعان الكثير من الدول التي نالوا منها العذابات والويلات وهو ما لم يجدوه من أهل كنعان والمناطق المحيطة بها التي عاشوا فيها ونشروا خلالها رسالة التوحيد دون أذن يذكر من أهل تلك البلدان .
سيدنا إبراهيم عليه السلام
منذ سنة 1894 ق.م. إلى سنة 539 ق.م. قامت في مدينة بابل إحدى عشرة سلالة من الممالك، أقواها وأشهرها هي الأولى والأخيرة، وأعظم ملوك السلالة الأولى هو حمو رابي ألأموري 1792–1750 ق .م، ووفق التوراة فإن سيدنا إبراهيم كان آرامياً تائهاً كان أبي فانحدر إلى كنعان ثم مصر وتغرب هناك في نفر قليل فصار هناك أمة كبيرة وعظيمة وكثيرة ، وأوصى إبراهيم أن يتزوج ابنه اسحق من بنت آرامية من عشيرته وقال إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق ، وفعلاً تزوج إسحاق من رفقة ابنة بتوئيل الآرامي، "وكان اسحق ابن أربعين عاما، وبتوئيل هو أخو كاسد بن ناحور أي أن بتوئيل هو ابن أخي إبراهيم أيضاً، ثم عاد من بعده ابنه يعقوب ليتزوج من بنتي خاله لابان الآرامي بأور بالعراق ليئة ورحيل ويرحل بعد ذلك عائدا بهما إلى كنعان ، وقد كانت مدينة أور في بلاد ما بين النهرين أو مدينة حوران وفقا للمرويات الدينية والتاريخية هي الأرض التي عاش بها سيدنا إبراهيم وزوجته سارة قبل أن يرحلا إلى أرض الكنعانيين ، وكان سيدنا يعقوب عليه السلام قد لجأ إلى حرّان بعد أن هرب من أخيه عيسو لاختلافهما على نيل العهد الديني من أبيهما ، وهناك رعى قطعان خاله لابان الآرامي مقابل زواجه من ابنتيه ، وكانت حرّان في تلك الفترة مشهورة بكونها مركزاً لعبادة سين الإله القمر أعظم الآلهة مع عبادة الشمس والكواكب والعمل بالسحر والتنجيم وهي الأمور المخالفة لرسالة التوحيد التي نزلت على سيدنا إبراهيم وأولاده .
بداية بني إسرائيل
سيدنا إبراهيم أو ما يسمي أفراهام بالعبرية ومعناها الأب الرفيع أو الأب المكرم وهو أحد بطاركة اليهودية الثلاث، وشخصية محورية في المسيحية والإسلام وأديان إبراهيمية أخرى. وقد وردت سيرة حياته في سفر التكوين وفي القرآن , ووالد إبراهيم عليه السلام هو تارح حسب سفر التكوين ,أو آزر حسب القرآن، وهو العاشر في شجرة النسب من نوح وقد ولد لتارح ثلاثة أبناء وهم إبراهيم , وناحور, وهاران والد النبي لوط ، وأشارت بعض الروايات أن إبراهيم ولد في حران الموجودة في بلاد الأناضول ، وفي روايات تاريخية أخرى تشير بولادته في مدينة أور القريبة من بابل في عهد الملك النمرود بن كنعان في الفترة بين 2324-1850 وحسب رواية التوراة فإن إبراهيم ولد سنة 1900 ق.م وهي أقدم المصادر التاريخية بخصوص تاريخ ولادته , وفد تزوج سيدنا إبراهيم من ثلاثة نساء وهما سارة وهاجر وقطورة ، وقد تزوج سارة في أور التي أنجبت له إسحاق وهي في عمر التاسعة والثمانين بعد أن بشرتها الملائكة ، وكان سيدنا إبراهيم قد تزوج من السيدة هاجر المصرية أثناء زيارته لمصر بعد أن قبلها هدية من أحد فراعنة مصر حتى أنجبت له ابنه البكر إسماعيل عليه السلام ، والأخيرة وهي زوجته قطورة والتي أنجبت له ستة أبناء وهم:زمران، يقشان، مدان، مديان، يشباق، شوحا .
ويعتبر كلاً من إبراهيم وابنه إسحاق وحفيده يعقوب الآباء الثلاثة بني إسرائيل،. وقد أنجب يعقوب اثني عشر ولداً عُرِفوا بالأسباط وببني إسرائيل ، وكان من بينهم يوسف عليه السلام الذين استقروا في مصر وعاشوا فيها لأكثر من 400 عام ويقال بأنهم دفنوا جميعا فيها ، ومن المنظور اليهودي فإن الآباء الثلاثة ينظر لهم على قدم المساواة من ناحية الأهمية ، فقد لعب إسحاق دوراً مهماً في نشأة وتكوين بني إسرائيل، وإبراهيم هو مؤسس الحنيفية ، وقد بدأت دعوة إبراهيم كما ذكرت بالقرآن بأبيه وتحذيره له من عبادة الشيطان. وانتهت دعوته لأبيه باعتزال إبراهيم له لعله يتراجع ويؤمن بالإله الواحد ، ولكن قوم سيدنا إبراهيم كانوا يعبدون الأصنام والكواكب ولهذا فقد دعاهم إبراهيم لترك عبادة الأصنام لأنها لا تنفع ولا تضر. ولكن عندما لم يستجيبوا لدعوته حطم إبراهيم الأصنام في يوم عيدهم ، ويذكر القرآن أن سيدنا إبراهيم قد ترك كبير الأصنام ليقيم الحجة على قومه ويذكر القرآن أنه حدثت مناظرة بين إبراهيم والملك لإثبات قدرة ووحدانية الله عقب تحطيم الأصنام، ونتج عن ذلك أن أمر الملك بحرق إبراهيم في النار ولكن سيدنا إبراهيم قد خرج من النار معافى بأمر الله يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم القران الكريم.
وحسب العهد القديم فإن سيدنا إبراهيم قد هاجر إلى بلاد كنعان استجابة لدعوة الرب بعد أن رُفضت دعواه في أور الكلدانية ،وأخذ معه أسرته ومعهم سيدنا لوط وهاجروا إلى بلاد كنعان (فلسطين حاليا)، ومروا شمالاً بمجن بابل ومن ثم إلى حاران، ومن ثم اتجهوا جنوباً إلى دمشق وأقام لفترة قصيرة في شكيم (نابلس) وبنى مذبحاً للرب .كما تذكر التوراة أنه اتجه جنوباً بعد ذلك إلى بيت ايل و يقع التل في دير دبوان، ثم انتقل جنوباً إلى النقب في طريقه إلى مصر بعد حدوث المجاعة
وبعد ذلك عاد إلى جنوب فلسطين. وفي بيت إيل انفصل إبراهيم ولوط بسبب الأملاك الكثيرة وقلة المراعي. وقد سكن إبراهيم في حبرون حيث اشترى المغارة عند بلوطات ممرا . وتنقل إبراهيم في مناطق كنعان القريبة من حبرون مثل مدينة جرار وهي تقع جنوب شرقي غزة وكذلك مريا القريبة من القدس في الشمال، وقد اختلف الروايات في المدة التي عاشها إبراهيم ولكن أقلها يتحدث عن 175 سنة، وقد دفن في مغارة المكفيلة في حبرون وهي المغارة التي اشتراها إبراهيم من عفرون بن صوحر الحثي لتكون قبراً له ولأسرته بأربع مئة شاقل فضة، وكلمة مكفيلة هي كلمة سامية تعني مزدوجة حيث كانت المغارة كانت تتكون من قسمين، وكانت المغارة في طرف الحقل الذي يستخدم للزرع ، وقد دفنت فيها سارة وكذلك إسحاق وزوجته رفقة ويعقوب وزوجته ليا ، وتم دفن رحيل زوجة سيدنا يعقوب بعد ولادتها لابنها الثاني بنيامين في أرض كنعان وغير بعيد عن مقبرة العائلة .
وسيدنا إسحاق هو ابن ووريث سيدنا إبراهيم وهو أبو يعقوب وأخيه عيسو كما هو مكتوب في سفر التكوين من كتاب التوراة ، فعندما وصل إسحاق سن الأربعين أرسل إبراهيم خادمَهٌ إلى بلاد ما بين النهرين ليختار لابنه إسحاق زوجة من لابان الذي هو من عائلة زوجته سارة لتكون رفقة زوجة لإسحاق ، لكنها كانت عاقرا، لذلك صلى إسحاق لكي يمنَ الله رفقة نعمة الحمل، فحمَلَت رفقة بتوأم، عيسو ويعقوب، ففضل إسحاق عيسو، ولكن رفقة فَضَلَت يعقوب.
وسيدنا يعقوب هو ابن إسحاق بن إبراهيم وأحد الأنبياء المذكورين في التوراة والقرآن وَلَدَ لإسحاق ورفقة: عيسو ويعقوب بعد 20 سنة زواج، حيث كان إسحاق يبلغ من العمر 60 عام ، وكان إبراهيم يبلغ 160 عام من العمر ، وكان يعقوب يختلف عن أخيه عيسو بالمظهر والتصرفات ، فعيسو كان صياد ، بينما كان يعقوب رجل يسكن الخيام، وبعد زواجه وعودته بعائلته إلى أرض كنعان حيث بيت أبيه وجده قد عاش وبلغ من العمر وفقا للمرويات 180 عام حتى توفاه الله وقام كلا من يعقوب وعيسو بدفنه فِي مَغَارَةِ فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الْمُوَاجِهَةِ لِمَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ التي كان إبراهيم قد اشتراها .
يعقوب ويوسف
كان يوسف قد فارق أباه يعقوب عندما كان عمره15 عام تقريبا، حيث أُخذ كعبد إلى مَصر بسبب أخوته الذين كانوا كادوا له وحقدوا عليه بسبب حب أبيه له ، ولأنه كان قد حلم حلماً عظيما مفاده بأنه سيكون له شأن كبير وانه سوف يصبح ملكا عليهم . وقد حزن يعقوب جداً على فقدانه ليوسف الذي مكنه الله في الأرض وجعله علي خزائن مصر كلها ً وفي مرحلة متقدمة كان قد كشف نفسه لأخوته وتسامح معهم، و دعاهم وعوائلهم وأبويه إلى القدوم إلى مصر.وقد عاش يعقوب آخر 17 سنة من عمره في مصر مع أولاده الإثني عَشَر ومات عن عُمر متقدم وقبل موته أوصي ابنه يوسف بأن يدفنه في مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ بأرض كنعان . فأقام يوسف جنازة كبيرة لأبيه وتم دفنه هناك.
فلسطين في التاريخ
في عام 2100 ق. م تعرضت كنعان لغزو القبائل الكريتية التي سكنت شواطئها بين يافا وغزة، فسميت تلك المنطقة باسم (فلسطين) ثم صار هذا الاسم لكل المنطقة فيما بعد وبحكم موقعها تعرضت لحروب طاحنة وغزوات وهجرات متوالية وكان معظم الغزاة عابرين عليها ولم تدم إطالتهم بها ، ومن استقر فيها فقد اندمج مع سكانها الذين كانوا مسلمين وصار منهم، و مع وجود اليهود بكثرة في مصر وبعد رفض الفرعون دعوة التوحيد وصراعه مع سيدنا موسي خرجت قبائل العبرانيين من مصر متجهة نحو فلسطين في عام1290 ق. م تقريبا، وتوقفت في صحراء التيه 40 عاماً كعقابا لهم من الله علي أفعالهم حتى استقروا بعدها في ارض كنعان مرة أخري ،وفي عام 1000 ق. م أخضع النبي داود عليه السلام الكنعانيين اليبوسيين في منطقة القدس وأقام بها معبدا لبني إسرائيل، وبعد وفاة ابنه النبي سليمان عليه السلام عام 935 ق. م انقسمت المملكة إلى مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل ، وفي القرن السادس ق. م تعرضت فلسطين لغزوات الآشوريين والكلدانيين وتبعثر اليهود على أثرها وفي عام 529 ق. م غزا الفرس فلسطين وهدموا المعبد وضموها لدولتهم بعدها تمكنت قبيلة يهوذا مع بقايا الأسر البابلية من العودة إلى القدس وأعادت بناء المعبد من جديد ، وفي عام 332 ق. م غزا الاسكندر فلسطين ،وعام 90 ق. م قدم العرب إلى الأنباط وألحقوا فلسطين بعاصمتهم البتراء ، ثم جاءت الدولة الرومانية واحتلت كنعان في أوائل القرن الميلادي وظلت تتبع روما أولاً ثم بيزنطة من بعدهم ، إلى أن جاء الإسلام وحررها من قبضتهم وتم استرجاع أرض كنعان لأصحابها ولأهل الديانات بها دون إيقاع الأذى بسكانها وحسن معاملتهم وبخاصة أهلها وكل الذين كانوا يؤمنون بالمسيحية بعد رسالة سيدنا عيسي عليه السلام والتي كانت قد أعلنتها روما ديانة رسمية عام 212 م أي بعد مرور أكثر من قرنين من الزمان تعرض خلالها تلامذة وأنصار المسيح عليه السلام و المؤمنون بالمسيحية لأشد أنواع الاضطهاد والقتل والملاحقة من حكام الدولة الرومانية الذين تعاقبوا علي حكمها خلال تلك الفترة بمساعدة حاخامات ورجال اليهود الذين كانوا يقطنون في فلسطين وفي الدول المجاورة التي كانت تخضع لروما لرفضهم وحقدهم علي المسيح ورسالته وعلي الديانة المسيحية ومن آ منوا بها, ويعود إليهم أنهم كانوا السبب الرئيسي وراء كل ما لحق من الأذى الذي قع بالمسيح وأمه عليهما السلام وعلي الأنبياء في عصره وعلي المؤمنون بالمسيحية طوال تلك العهود وقيامهم بتحريض حكام الرومان من خلال أساليبهم في نشر الفتن وترويج الادعاءات الباطلة ومنه خطورة المسيحية عبي الدولة الرومانية ومعتقداتها .
مكانة السيد المسيح والمسيحية في أرض فلسطين
عندما استولى اليونانيون بقيادة القائد هيرونيموس علي بيت لحم قام في المدينة مركز عبادة لاتيني دام بعد وفاته سنين عديدة، وفي عام 614 أدّى غزو جيوش كسرى إلى القضاء علي لمعبد اليهودي ولم ينج من بيت لحم سوى باز يليك الميلاد وذلك كما يقال بفضل رسم للمجوس خراب قائم على جدار البازيليك. والمجوس وهم ملوك الفرس الذين سجدوا ليسوع الطفل بحسب الرواية الإنجيلية.، لقد استمدت بيت لحم شهرتها العالمية الكبرى بسبب مولد المسيح فيها. ويروى أن يوسف النجار، ومريم العذراء ذهبا إلى بيت لحم لتسجيل اسمهما في الإحصاء العام، فولدت مريم وليدها هناك. وترى المصادر المسيحية أن الولادة كانت في مغارة قريبة من القرية وفقا لبعض رواياتها ومصادرها ، وبعد هذا الحدث المقدس بقرون أي عام 312 م بعد إعلان حرية التعبد للديانة المسيحية، طلب القديس مكاريوس بطريرك القدس من الإمبراطور أن يعيد المكان المقدس، فبنت القديسة هيلانة باز يليك الميلاد. في عام 384 مع وصول): (فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة)، وفي سنة 330 م بنت هيلانة أم قسطنطين الكبير، كنيسة فوق المغارة التي قيل إن يسوع ولد فيها، وهي اليوم أقدم كنيسة في العالم. والمغارة تقع داخل كنيسة الميلاد، ومنحوتة في صخر كلسي، وتحتوي على غرفتين صغيرتين، وفي الشمالية منها بلاطة رخامية، منزل منها نجمة فضية، حيث يقال إن المسيح ولد هناك. وعندما أمانًا خطيًا على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وكنائسهم. ولما حان وقت الصلاة، صلى بإشارة من راهب، أمام الحنية الجنوبية للكنيسة، التي أخذ المسلمون يقيمون دخل عمر بن الخطاب القدس، توجه إلى بيت لحم، وفيها أعطى سكانها فيها صلواتهم، فرادى، وجعل الخليفة على النصارى إسراجها وتنظيفها. وهكذا صار المسلمون والمسيحيون يقيمون صلواتهم جنباً إلى جنب. وابتدءاً من العصر البيزنطي، أضحت المدينة مركزًا دينيًا. ويمتد العهد البيزنطي بعد ذلك من 324 م - 636 م . فدخلت فلسطين في حوزة البيزنطيين في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول (324 - 337 م ) الذي اعتنق المسيحية وجعلها دين الدولة الرسمي. وقد شهدت فلسطين عامة أهمية خاصة في هذا العصر لكونها مهد المسيحية. وقد احتلت مركزاً مرموقاً في العهد البيزنطي، إذ كانت الميناء الرئيس وبعد الميلاد، صارت الناصرة في الفترة البيزنطية مدينة مقدسة بالنسبة للعالم المسيحي، وأُقيمت فيها كنيسة للمرة الأولى، هي كنيسة البشارة البيزنطية، التي ما زالت بقايا منها في كنيسة البشارة الحديثة حتى اليوم. وقد استفاد أهلها من وفود الحجاج المسيحيين إليها. وإذا كان اليهود قد رحبوا بالحجاج المسيحيين واستقبلوهم بحفاوة وأطلعوهم على المواقع الهامة للمسيحيين مثل الكنيس الذي كان يسوع المسيح يصلي فيه، إلا أن اليهود بقوا معادين للمسيحية ورفضوا إقامة كنيسة في المدينة حتى لم يبقَ أمامهم مفر. وقد انتهى الوجود اليهودي في الناصرة عند نهاية هذه الحقبة من الزمن.
وبسبب أهمية المدينة بالنسبة للعالم المسيحي سميّت وتمكنت العديد من المدن مدينة الناصرة أحد أكثر المدن قداسًة في الديانة المسيحية، فبحسب الإنجيل، فإن الملاك جبرائيل بشّر مريم العذراء بولادة يسوع المسيح، كما أنها المدينة التي نشأ فيها المسيح، كما أنها المدينة التي نشأ وبسبب أهمية المدينة بالنسبة للعالم المسيحي سميّت وتمكنت العديد من المدن حول العالم، فضلًا عن مدراس وجامعات ومستشفيات ورهبانيات وكنائس تُعتبر مدينة الناصرة أحد أكثر المدن قداسًة في الديانة المسيحية، فبحسب الإنجيل، فإن الملاك جبرائيل بشّر مريم العذراء بولادة يسوع فيها فنُسِبَ إليها ودُعي يسوع بيسوع الناصري. كما دُعي أتباعه بالنصارى بمعجزة إلهية ولد عيسى عليه السلام ورغم المعجزة فقد كان اليهود في بادئ الأمر ينظرون إليه نظرة شك ويتهمون أمه بالزنا معاذ الله ويقولون في حقها بهتانا وافتراء عظيما، وقد ذكره الله عز وجل في القران الكريم، ولما كبر عيسى عليه السلام دعاهم إلى الله وظهرت على يديه المعجزات فما كان منهم ألا أن اتهموه بالسحر ومع كفرهم واستكبارهم بدأ الصراع الشديد بينه وبينهم، لقد أرسل الله عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل بالإضافة إلى زكريا ويحيى فقد كان الله عز وجل يبعث إليهم عدة أنبياء في الوقت نفسه وكان هؤلاء الرسل الثلاثة زكريا ويحيى وعيسى يحاولون أن يعيدوا اليهود للدين الحق وأن يبعدونهم عن الانحرافات التي هم عليها ولكنهم ظلوا على انحرافهم وغيهم،كفر اليهود عيسى عليه السلام واتهموا أمه بالزنا وحاشاها من ذلك، في عام 325 بعد إعلان حرية التعبد للديانة المسيحية، طلب القديس مكاريوس بطريرك القدس من الإمبراطور أن يعيد المكان المقدس، فبنت القديسة هيلانة باز يليك الميلاد. في عام 384 مع وصول القديس هيرونيموس إلى بيت لحم قام في المدينة مركز عبادة لاتيني دام بعد وفاته سنين عديدة. في عام 614 أدّى غزو جيوش كسرى إلى اليهودية ولم ينج من بيت لحم سوى باز يليك الميلاد وذلك كما يقال بفضل رسم للمجوس خراب قائم على جدار البازيليك. والمجوس وهم ملوك الفرس الذين سجدوا ليسوع الطفل بحسب الرواية الإنجيلية.، استمدت بيت لحم شهرتها العالمية الكبرى من مولد المسيح فيها. ويروى أن يوسف النجار، ومريم العذراء ذهبا إلى بيت لحم لتسجيل اسمهما في الإحصاء العام، فولدت مريم وليدها هناك. وترى المصادر المسيحية أن الولادة كانت في مغارة قريبة من القرية، ولكن القرآن (يقول): (فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة)، وفي سنة 330 م بنت هيلانة أم قسطنطين الكبير، كنيسة فوق المغارة التي قيل إن يسوع ولد فيها، وهي اليوم أقدم كنيسة في العالم. والمغارة تقع داخل كنيسة الميلاد، ومنحوتة في صخر كلسي، وتحتوي على غرفتين صغيرتين، وفي الشمالية منها بلاطة رخامية، منزل منها نجمة فضية، حيث يقال إن المسيح ولد هناك. وعندما دخل عمر بن الخطاب القدس، توجه إلى بيت لحم، وفيها أعطى سكانها أمانًا خطيًا على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وكنائسهم. ولما حان وقت الصلاة، صلى بإشارة من راهب، أمام الحنية الجنوبية للكنيسة، التي أخذ المسلمون يقيمون فيها صلواتهم، فرادى، وجعل الخليفة على النصارى إسراجها وتنظيفها. وهكذا صار المسلمون والمسيحيون يقيمون صلواتهم جنباً إلى جنب ،وابتدءاً من العصر البيزنطي، أضحت المدينة مركزًا دينيًا. ويمتد العهد البيزنطي بعد ذلك من 324 م - 636 م . فدخلت فلسطين في حوزة البيزنطيين في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول (324 - 337 م ) الذي اعتنق المسيحية وجعلها دين الدولة الرسمي. وقد شهدت فلسطين عامة أهمية خاصة في هذا العصر لكونها مهد المسيحية. وقد احتلت مركزاً مرموقاً في العهد البيزنطي، إذ كانت الميناء الرئيس لاستقبال الحجاج المسيحيين القادمين لزيارة الأرض المقدسة .
وبعد الميلاد، صارت الناصرة في الفترة البيزنطية مدينة مقدسة بالنسبة للعالم المسيحي، وأُقيمت فيها كنيسة للمرة الأولى، هي كنيسة البشارة البيزنطية، التي ما زالت بقايا منها في كنيسة البشارة الحديثة حتى اليوم. وقد استفاد أهلها من وفود الحجاج المسيحيين إليها. وإذا كان اليهود قد رحبوا بالحجاج المسيحيين واستقبلوهم بحفاوة وأطلعوهم على المواقع الهامة للمسيحيين مثل الكنيس الذي كان يسوع المسيح يصلي فيه، إلا أن اليهود بقوا معادين للمسيحية ورفضوا إقامة كنيسة في المدينة حتى لم يبقَ أمامهم مفر. وقد انتهى الوجود اليهودي في الناصرة عند نهاية هذه الحقبة من الزمن.
ومع الحملات الصليبية للمدينة ازدادت الأهمية الدينية، إذ كانت مركز الأبرشيات الكاثوليكية كما تبعتها كنائس منطقة الجليل. وبسبب قدسية مدينة الناصرة لدى العالم المسيحي، أصبحت المدينة مقصدًا للحجاج الزائرين. وقد زارها ثلاثة باباوات؛ البابا بولس السادس في 5 كانون الثاني/ يناير 1964، البابا يوحنا بولس الثاني في عيد البشارة في 25 آذار/ مارس 2000، والبابا بنديكتوس السادس عشر في 14 أيار/ مايو 2009يُذكر أنّ في مدينة الناصرة يعيش أكبر تَجّمع مسيحي في فلسطين التاريخية ،وقد كانت الناصرة بوابة الغزاة إلى فلسطين التاريخية من ناحية الشمال، فتعاقب عليها الفرس والإغريق والرومان والبيزنطيون والصليبيون والمغول والعثمانيون والبريطانيون، حتى استولت عليها المنظمات اليهودية المُسلحة في 16 يوليو 1948. تجدر الإشارة إلى أن اسم الناصرة أطلق على عدد من المدن في مختلف أنحاء العالم، وقد تأسس أول مجلس بلدي للمدينة في العهد العثماني عام 1875 م و سميت باسم الناصرة تيمنًا بمدينة البشارة حسب المعتقدات المسيحية،أما دخولها الأحداث التاريخية بعد السيد يسوع المسيح، فكان في الفترة التي أعقبت عام 136 للميلاد، فبعد أن خرب تيطس مدينة القدس في العام الميلادي السبعين، عاد اليهود فعصوا ثانية، على عهد الإمبراطور هدريان، فأرسل إلى القدس جيشًا عظيمًا أخضعهم ودمر القدس عام 131 للميلاد، ثم جدد بناءها في العام 136، وحكم بالموت على كل يهودي يدخل القدس، عند ذلك وجه اليهود قواهم وأنظارهم نحو الجليل، وحصلوا على امتياز من الإمبراطور بأن لا يدخل غير اليهود إلى بعض المدن ومن ضمنها الناصرة. فاحتجبت هذه البلدة وظلت هكذا حتى عام 250 م، وبعد ذلك أخذت الناصرة تنمو وتزدهر، وكان ذلك ابتداء من الفترة الواقعة بين عامي 306 و 337، حيث بنيت فيها الكنائس والأديرة.
الفتح الإسلامي
نظراً لأهمية فلسطين من الناحية الدينية إذ يوجد بها أولى القبلتين لدي المسلمين، ولارتباط اليهود بأجدادهم الذين عاشوا فيها ، ثم تشرفها بميلاد السيد المسيح عليه السلام بها ونشر رسالته انطلاقا من مدينة الناصرة ووجود الكثير من الآثار والكنائس التاريخية والأماكن الدينية المرتبطة بميلاد السيد المسيح وفقا لما ذكر بالإنجيل والقرآن التي تعتبر رمزا دينيا وتاريخيا وحضاريا للديانة المسيحية واتي يحج إليها مسيحيو العلم ويقيمون طقوسهم وشعائرهم الدينية والاحتفال بمظاهر أعيادهم بجوار أماكن عبادتهم المقدسة والمثبتة تاريخيا ودينيا، ولكون فلسطين موجودة وسط الحضارات والإمبراطوريات القديمة وكونها معبراً بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا وملتقى لها ، وكل ذلك جعل أرضها مطمعا تتكالب عليه الشعوب والدول بقديمهاً وحديثهاً ، واجتذابها للسكان من مختلف الديانات والقوميات ومع مجيء الإسلام في جزيرة العرب وانتشاره في ربوع الدنيا انطلقت الرسالة الإسلامية السمحة إلى جميع الاتجاهات لتحمل رسالة الإسلام والحضارة الإسلامية للإنسانية جمعاء وتوجهت قوات المسلمين شمالاً إلى فلسطين لتقضي على الجيوش الرومانية في معركتين حاسمتين هي معركة اجنادين بالقرب من القدس ودخلت القدس سنة 638 م على يد عمر بن الخطاب ، ومن بعدها معركة اليرموك التي أنهت الوجود الروماني في فلسطين وتم استيلاء المسلمين على كل فلسطين وصارت جزءاً لا يتجزأ من البلاد الإسلامية بسقوط الرومان سنة ( 460 م ) لينتهي فصل الختام للإمبراطورية الرومانية في أرض الإسلام وليبدأ من بعدها فصل جديد من الصراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية الصليبية .
قبة الصخرة
ويعد بناء قبة الصخرة من أهم معالم المسجد الأقصى المبارك، وترتفع هذه الصخرة نحو 1,5 متراً عن أرضية البناء، وهي غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و 18 متراً، وتعلو الصخرة في الوسط قبّة دائرية بقطر حوالي 20 متراً، مطلية من الخارج بألواح الذهب، ارتفاعها 35م، يعلوها هلال بارتفاع 5م.
وقد شرع في إنشائه عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، سنة 68 ه \688 م،وأتم البناء عام 72 ه لاستقطاب المسلمين إلى هذه البقعة المقدسة بسبب انتقال الخلافة من المدينة المنورة إلى دمشق لصالح الدولة الأموية في بلاد الشام، ويقع المسجد وسط هضبة صخرية واسعة تسمى الحرم الشريف ويقع على امتداد محوره الجامع القبلي , وقد أقام فوق القبة بناء مستديرًا مكونًا من قبة خشبية مرتكزة على رقبة مستديرة الشكل، محاطة بست عشر نافذة. وهذه الرقبة مستندة على رواق مستدير، محمولة على أربعة أركان من الرخام الأبيض المشجر، واثني عشر عمودًا موزعة بحيث يعقب كل ركن ثلاثة عمد. ويتكون باقي البناء الذي في ظاهر الرواق الداخلي المستدير من مطافين يحوطان به, وهما منفصلان أحدهما عن الآخر برواق وسطي مثمن الشكل. محمول على ثمانية أركان.
وقد سُميَّ المسجد مسجد قبة الصخرة نسبةً إلى الصخرة المُشرفة التي عرج منها النبي صلّى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج.
إن قبة الصخرة أثر هام في تاريخ العمارة الإسلامية مرتبط في قلب كل مسلم وفي عقيدته بالإسراء والمعراج، وتعد في مجال العمارة الإسلامية أقدم أثر حي يشهد على نشأة فن العمارة الإسلامية وعلى جمال زخرفة هذا الفن ، فيما تعتبر قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم الإسلامية في العالم، ذلك أنها إضافة إلى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية من جهة، ولما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى، حيث جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا، لما امتازت به من تناسق
وقبة الصخرة أثر يشهد لبانيه خليفة المسلمين الأموي عبد الملك بن مروان رحمه الله بجهده ويوضع لبنة أولى في صرح العمارة وجدير بالذكر أن جميع الدراسات والاختبارات الأثرية الكثيرة التي أجراها علماء متخصصون في البناء خلال عمليات الصيانة والترميم، على مدى الأزمان، أثبتت بما لا يدع مجاًلا للشك، أن قبة الصخرة بكامل أساساتها وجدرانها الخارجية، هي من إنشاء عبد الملك بن مروان، وأنها بناء متجانس الأجزاء، لا يضم بقايا أي بناء قديم لمعابد وهياكل بحسب مزاعم اليهود.
وعبر أزمنة التاريخ الإسلامي اهتم المسلمون برعاية وعناية قبة الصخرة المشرفة، وبخاصة بعد ما كان يحدث بها من خراب جراء التأثيرات الطبيعية، مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار والحرائق وجرائم الاحتلال والاستيطان، فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان أو مسئول عربي وإسلامي في ترميمها وحمايتها قدرالامكان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.