تتعرض قلعة إنتاج العسل الأبيض فى محافظة الغربية بشكل خاص وجمهورية مصر العربية بشكل عام للخطر الداهم نتيجة مهاجمة مرض "الفاروا" لخلايا النحل وعدم التنسيق بين الجهات المسئولة فى وزارة الزراعة ومربى نحل العسل، فهناك العديد من الآفات الحشرية والحيوانية والأمراض التى تهدد طوائف نحل العسل وتؤثر بدرجة كبيرة على صناعة العسل في قرية حصة شبشير التى تعد قلعة إنتاج العسل والقرى الأخرى التى يعمل أبناؤها فى نفس المجال. يقول خبير النحل فؤاد بدران، رئيس الجمعية المصرية للنحالين بالغربية، ل «بوابة الأسبوع» أن مهنة تربية نحل العسل مهددة بالتوقف نتيجة لتفاقم المشاكل التى يواجهها المربين وأهمها الأمراض التى تواجه النحل ومنها ما قد يقضي على الطوائف مباشرة أو يؤدي لهجر النحل لخلاياه مما يسبب خسائر اقتصادية للمربين وتناقصا في كميات العسل الناتجة والمعروضة في السوق ويزيد بالتالي من الحاجة لاستيراد مزيد من العسل ليفي بحاجة المستهلكين. ويوضح أن مرض "الفاروا" يعد المرض الأخطر على طوائف النحل حيث يتطفل على الحشرات الكاملة واليرقات والعذارى لأفراد الطائفة ويؤدي هذا المرض إلى انتشار ثقوب في أجسام النحل الأمر الذي يمنعه من الطيران وهو ما دفع الخبراء إلى التحذير من انهيار مقومات هذه الصناعة المتميزة في مصر خاصة إذا أضيف إلى الأمراض التي تؤدي إلى ضعف الإنتاج غياب التنسيق بين مربي النحل ومسئولى وزارة الزراعة وارتفاع تكاليف التربية. ويضيف أن أغلب النحالين يعملون بشكل فردي وإجتهادى وهو ما أدى إلى التدهور الحاصل الآن في ظل رش المزروعات بأنواع من المبيدات الضارة للنحل والتي تمده بغذاء يصيبه بالأمراض فضلا عن مرض الفاروا الذي انتشر مع الاستيراد غير المراقب. ولفت بدران إلى أن مرض "الفاروا" ليس له علاج حتى الآن، وهو ما يؤثر على معدلات الإنتاج للخلية وتخفضها من 30 كيلوجرام عسل إلى 4 كيلوجرامات فقط، محذرًا من أن صناعة النحل المصرية باتت على وشك فقدان الثقة من جانب المستوردين، فنحل العسل ثروة قومية فى العالم كله وهو العمود الفقري للزراعة لأن النحل يعمل على زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية فى العالم إلى الضعف. ويضيف الحاج عمر مخلوف الفقي، أحد كبار مربى نحل العسل بقرية حصة شبشير بمركز طنطا أن مشاكل النحل تختلف طوال فصول العام لكنها تزيد بشكل كبير فى فصل الشتاء خاصة من شهر أكتوبر حتى يناير، ويتعرض النحال فى تلك الفترة لأكبر هزة فى مصدر دخله نتيجة للأمراض التى تهاجم النحل ناهيك عن "دبور البلح" الذى يتم مقاومته مقاومة يدوية من خلال عمل مصايد لجذب الدبابير لتقليل عددهم وخطورتهم لكن هذه الطريقة لا تقضى عليه نهائياً. ويشير إلى أن هناك أمراض كثيرة تهاجم النحل والنحال لا يعرفها لكونه غير متخصص فى علم النحل مثل مرض "الفاروا" وحاول الكثيرون التغلب على المرض لكن دون جدوى رغم أنه ليس مرض حديث بل ظهر منذ عام 1989 وهو عبارة عن حشرة تسمى "الفاروا" تصيب النحلة وتأكل أجنحتها فلا تستطيع الطير، كما تؤثر على الجهاز التنفسى وقرون الاستشعار للنحلة، وقد تم استعمال جميع الأدوية الموجودة بشكل اجتهادى لكن دون جدوى ولم تقضى على المرض. ويطالب الحاج مخلوف وزارة الزراعة بالنظر بعين الاهتمام للنحالين وتخصيص مرشد للنحل بالجمعية الزراعية، مشيراً أن هناك قسم خاص بالنحل فى كلية الزراعة وهناك اساتذة متخصصون فى تربية النحل لكن هناك فجوة كبيرة بين الدراسة النظرية والدراسة العملية كما أن المؤتمرات الدولية التى يتم عقدها من حين لآخر لاتفيد النحالين الصغار فهى تعقد من أجل المستثمرين الكبار فقط . أما الدكتور فاروق بدران أحد مربى النحل، فيطالب بتدخل سريع من الدولة ووزارة الزراعة لإنقاذ نحل العسل وإنشاء نقابة للنحالين، مشيرًا أنه فى قرية حصة شبشير لا تخلو أسرة من ممارسة مهنة تربية نحل العسل ومستلزماته، إما صاحب منحل أو يعمل فى منحل أوسائق ينقل المنتجات أو المواد، وأصبحت المهنة مهددة بالإنقراض فى الوقت الذى وصلت فيه للعالمية من حيث تصدير منتجات النحل ومشتقاته وأصبحت القرية قبلة لجميع الباحثين عن الجديد فى عالم النحل.