فى توقيت شديد التعقيد وبالتزامن مع الإعلان المستفز للرئيس الامريكى بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدسالمحتلة ووسط غضب عربى وعالمى متنامٍ وتداعيات صاخبة هنا وهناك وبينما تتجه كل الأنظار والمنصات الإعلامية إلى القدس وما حولها تأبى مصر أن تتوقف عن المسيرة والا يعطلها اى شخص أو حدث مهما بلغت حدته فيفتتح الرئيس المصرى مؤتمر إفريقيا 2017 لبحث سبل التكامل الاقتصادى بين الأفارقة ودعم رواد الأعمال فى القارة السمراء . بمشاركة عدة زعماء ورؤساء حكومات ووزراء من 24 دولة أفريقية بالإضافة إلى أكثر من 500 جهة أفريقية ودولية ونحو 1500 مستثمر من إفريقيا ومختلف دول العالم وعلى ارض شرم الشيخ الآمنة والساحرة وفى أفضل مشاهد التنظيم الراقى تنطلق فعاليات المؤتمر الكبير لبحث سبل دعم التكامل الاقتصادى بين الدول الأفريقية وتذليل العقبات أمام تنشيط حركة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة ودعم الشراكات الناشئة ورواد الأعمال وطرق جذب التمويل لبعض المشروعات الأكثر ابتكارًا فى القارة الأفريقية وبحث دعم الشباب الذين تبلغ نسبتهم حوالى 60% من ابناء القارة وتحفيزهم على الابتكار واختراق أسواق العالم خاصة فى مجال التكنولوجيا والبرمجيات التى يتميز فيها شباب القارة بشكل ملحوظ . يهدف المؤتمر إلى تطوير البنية الأساسية فى قارتنا السمراء وإنشاء شبكات ربط وطرق تعزز التكامل بين دول القارة ولعل ابرز تلك المشروعات التى يناقشها الحضور مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط عن طريق نهر النيل.. ويهدف المشروع إلى ربط دول حوض النيل بممر ملاحى يدعم حركة التجارة البينية والسياحة ويعمل على توفير فرص العمل وزيادة إمكانية الدول الحبيسة بالاتصال بالبحار والموانئ العالمية حيث يسمح بتوفير منفذ بحرى للدول الإفريقية الحبيسة فى الداخل بعيدًا عن السواحل التجارية والاستغلال الأمثل لمياه النهر وتعظيم الفوائد لجميع الدول التى من شأنها إحداث نهضة فى التعاون والتبادل التجارى بين دول حوض النيل المختلفة بما يتيح تيسير النقل التجارى بين دول حوض النيل بتكلفة رخيصة تُسهم فى تسهيل التجارة البحرية وفتح أسواق تصدير إلى قارة أوروبا والدول العربية عن طريق مصر بما يسهم فى إنعاش الاقتصاد بالدول الإفريقية ويساعد على رفع معدلات التنمية وخفض نسب الفقر. ثانى هذه المشروعات العملاقة الطموحة هو طريق القاهرة - كيب تاون الذى يعتبر أحد المشروعات التنموية الحديثة الذى تسعى البلاد لإتمامه كونه يهدف لتنمية حركة التجارة بين مختلف دول القارة الإفريقية فهو أطول طريق برى يربط بين شمال إفريقيا وجنوبها بطول 9700 كيلو متر لتعزيز التبادل التجارى بين مصر والسودان وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوى والجابون وجنوب إفريقيا من أجل تسهيل النقل البرى بين دول إفريقيا إذ يستطيع أى مستثمر نقل بضاعته لأى دولًا من الدول التى يمر به الطريق فى زمن قياسى لا يزيد على 4 أيام على عكس النقل البحرى الذى كان يستغرق شهورًا طويلة وبتكلفة عالية. طموحات عديدة وتحديات عظيمة يناقشها المؤتمر ويحاول فيها المصريون تحقيق الانفتاح على الاسواق الافريقية التى تشمل اكثر من مليار مستهلك فى حين لم تتخط نسبة التبادل التجارى بين مصر ودول القارة السمراء حتى الان اكثر من 5 مليارات دولار تمثل 1% من حجم التجارة بين ابناء القارة والعالم الخارجى ... اسواق هائلة وفرص عظيمة للاستثمار وتحقيق الوحده الاقتصادية الافريقية التى قد تؤهل القارة السمراء قريبًا إلى الاستقلال عن الغرب وتحقيق الاكتفاء الذاتى فيما بينها من اجل قارة قوية مستقرة ومن اجل رفاهية اكثر لأبناء الدول الفقيرة فى كل أرجاء إفريقيا وضرب كل مخططات الفرقة والتشتت بين الجيران والاشقاء .... حفظ الله مصر بوابة افريقيا وقاطرتها إلى مستقبل أفضل.