خطب النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع بخطبة النحر 'إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلي يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعي من سامع فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض'. وكانت خطبة للنبي صلي الله عليه وسلم أبلغ تعبير عن أن قتل المؤمن من أعظم المصائب وأكبر الكبائر لأن المؤمن أعظم حرمة عند الله من بيته الحرام 'الكعبة المشرفة' لذلك فرض الله القصاص علي المعتدين القاتلين إذ قال: 'يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلي' وقال: ' ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ' وقبل أن أدخل في الحديث أحب أن أذكركم بقوله تعالي: 'ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا'. وبعد ففي ظل هذا التواجد للفوضي والفساد الذي مازال حتي الآن يبقي نزلاء فندق طرة أقصد سجن طره بدون محاكمة مما يؤكد بل يعلمنا أن الثورة لم تنته بعد بل إنها تبدأ من جديد، فإن الصراع الموجود بين كتلة المعارضة والعسكر هو صراع غير شرعي بين سلطة أمضت حياتها تحمي دولة الديكتاتور المتمثلة في جبروت الحكم وبين شباب يمتلك قدرة بارعة بذكائه وفراسته وتفكيره ووعيه. إن كان هناك رهان حقيقي فهو رهان علي الثورة لأن ما قامت به من اقتلاع جذور الظلم والفساد وخلق بصيص من الأمل يقودنا لآفاق وردية نحو التقدم والدولة المدنية الحديثة والدستور ونحن بوصفنا شباب ثورة 25 يناير لن نسمح بهيمنة او عودة ما يسمي بسلطة الدولة القديمة، فهي مواجهة بين الماضي الثابت بقيمه وقوانينه وشروط فساده وبين حلم لمستقبل مستنير أحدثه شباب مصر، وأراهن علي مستقبل مصر لأنه لا يصح إلا الصحيح ولا تصح إلا صفوف وأصوات وأحلام وآمال الشباب التي تنادي وتحارب من أجل حلم وفكر جديد لأن أي دولة بيروقراطية تمثل فكرا سابقا خارج حدود الدولة المدنية. هل سينجح الإخوان؟ وإذا نجح الإخوان في حل تلك الأزمات سيثق الشباب والشعب فيها واذا فشلت فسوف تتحول إلي فرق فاشستية مثلما حدث في إيران، وذلك في حد ذاته سيتحول إلي أزمة.. أي بدلاً من حل أزمة ستولد أزمات، فتضيع فرصتنا بالثورة لنبدأ ثورة من جديد، فالمتربصون بمصر مازالوا يعملون في الظلام لإجهاض فرحتنا بالثورة.. ولن يفلحوا.. فإذا ما ظن الحاقدون المتربصون أنهم سينجحون في إفساد ثورتنا أقول: لا تفرحوا كثيرا فإذا ما نجحتم في إفسادها فسوف نبدأ ثورة من جديد.. ولن تنجحوا ولو اجتمعت الأمم علي ذلك. ولكن.. أين المجلس العسكري والشرطة؟ كأن البلد بلا حاكم وكأن الشعب يعيش بلا ضوابط ولا قانون. الحاكم الحقيقي للبلاد هو المجلس العسكري وهو الذي أساء إدارة شئون البلاد في المرحلة الانتقالية ولا أدري ما المبرر الذي يدعو لبقائه حاكما حتي الآن علي الرغم من تحديده الفترة الانتقالية منذ البداية بستة أشهر، ودفع الكثير والكثير لأن يقولوا نعم للتعديلات الدستورية حتي لا يكون إعداد دستور جديد في البلاد من شأنه أن يمد في عمره هذه الفترة؟ وبالفعل تمتد هذه الفترة دون داع، وبالفعل تنتقل البلاد من سيئ الي أسوأ. وهنا تجدر الإشارة إلي أن المجلس العسكري استطاع بجدارة وقوة وحسم حماية الانتخابات.. أين المشير وحمايته لمصر وشعب وشباب مصر؟؟ وهو يستطيع بكل حسم وقوة أن يحمي المخلوع عند تقديمه للمحاكمة؟؟ لماذا استطاع المشير ان يحمي الانتخابات والمخلوع ولا يستطيع أن يحمي دماء المصريين؟؟ أليس هذا مدعاة للتساؤلات والاستغراب ومدعاة لوضع علامات استفهام كثيرة ومتعددة؟؟؟؟ الإدارة السياسية والملف الأمني: والسؤال الذي يجب أن يطرح نفسه: هل عجز المجلس العسكري بالفعل عن إدارة الملف الأمني؟؟!!! كان لابد أن نعي جيدا أن تحقيق الأمن لا يحتاج إلا الإرادة السياسية، وأن حالة الانفلات كانت قرارا سياسيا عمل علي تحقيقه وزير الداخلية 'المنكوس' عفوًا المحبوس واستمر فيه من ورثوا الحكم بقرار 'حكيم' عفواً بقرار عقيم والدليل علي ذلك انه عندما أرادوا أن تتوفر الإرادة علي تحقيق الأمن في الانتخابات البرلمانية ومحاكمة 'الدلوع' أقصد المخلوع، شاهدنا حالة من الحسم والضبط والربط الأمني الذي لم يتوفر إلا اذا أرادوا هم أن يتوفر. تصريحات المشير: تصريحات المشير طنطاوي الذي أكد أنه علي الشعب المصري أن يقوم بالقبض علي هؤلاء البلطجية الذين ارتكبوا مجزرة بورسعيد.. أقول مسئولية القبض لا تقع علي عاتق الشعب ولكن علي عاتق الحاكم ألا وهو المجلس العسكري والجهات الأمنية التي من واجبها حماية المواطنين وتأمين المباريات. فأرجو من المشير توضيح هذه الجزئية لأنها دعوة صريحة لإحداث فتنة شعبية، وإن كان لا يقصد ولكن الكلام يؤكد ذلك. المجلس العسكري والإخوان: إن صوت الشارع الغاضب في الأيام المقبلة سيحدث انقسامًا وصراعًا حقيقيًا بين طبقتين: الطبقة الأولي تتمثل في المجلس العسكري والإخوان، والطبقة الثانية هي طبقة الشعب المصري، علمًا بأن المجلس العسكري يحاول أن يزيل عن نفسه مسئولية ارتكاب مجازر بورسعيد، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، وماسبيرو، والسفارة الإسرائيلية ومسرح البالون وأحداث الكنائس وأخيرا كنيسة الزقازيق بالشرقية ولكنه في الواقع هو المسئول عنها!!!! والرهان في الأيام المقبلة علي قدرة الطبقات الشعبية علي التنظيم والصمود في وجه المجلس العسكري. فهل يتدبر الذي يسعي في الأرض فسادا ويبيع وطنه ودماء إخوانه ومواطنيه مقابل دريهمات معدودة؟! فليتعظ الذين يسعون في الأرض فسادا من أجل نظام الفاسد الضال المضل 'الجربوع' عفوًا المخلوع. 'وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون' وكما بدأت مقالي هذا ببعض آيات من الذكر الحكيم أيضا أختم بقول الحق تعالي: 'وكتبنا عليهم أن النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص'. وهذا هو العدل فلنتحد أيها الشباب العظيم شباب ثورة 25 يناير ونتكاتف ونتآلف ونترك الفرقة والعداوة والبغضاء ولنكن يدا واحدة حتي نستطيع أن نحافظ علي حيوية وقوة الثورة لنقف بكل قوة وحزم لحماية ثورتنا ودمائنا وحرماتنا وأعراضنا وأموالنا فيتحقق النصر للثورة فتزول الغمة وتنكشف الظلمة ونصعد للقمة فتسعد الأمة ' ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز'.. حفظ الله مصر.. عاشت مصر حرة