قال الشيخ ياسر نور الدين، مدير إدارة الأوقاف لمركز بيلا بكفر الشيخ، للأسبوع، على هامش اهتمام الدولة بتجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم، إن تجديد الخطاب الدينى أو تحديث الخطاب الدينى أو تطوير الخطاب الدينى كل هذه المصطلحات وغيرها التى أصبحت تتردد فى الفترة الأخيرة بكثرة أدت إلى اختلاط المفاهيم عند كثير من الناس ، موضحًا أن كل هذه المفاهيم تحتاج إلى مزيد من التوضيح لأن البعض ربما لا يدرك المراد من مفهوم التجديد للخطاب الديني، وضرورة الحاجة إليه. وأكد نور الدين، أن هذا المصطلح من المفردات التي اختلط فيها الحق بالباطل، وقد يختلف المراد بها حسب المستعملِ موضحًا أن أدعياء التنوير والتقدم من الليبراليين والعلمانيين والتغريبين، ومن لفَّ لفَّهم من عبيد الفكر الغربي، يريدون بمصطلح "تجديد الخطاب الديني" تغيير ثوابت الدين الإسلامي وأصوله، فضلا على اهدافهم لهدم القيم والمبادئ الإسلامية، واستبدالها بأخرى محرفةٍ ومبدلةٍ، وهم في الحقيقة يقصدون جعل دين الإسلام متوافقاً مع النظرة الغربية للدين، بحجة جعل الإسلام متلائماً مع ظروف العصر. كما استعرض نور الدين بعض المفاهيم المعنية من تجديد الخطاب الدينى موضحًا أن منهم من يقصد بمصطلح "تجديد الخطاب الديني" تحديث وسائل الدعوة إلى الإسلام، والتجديد فيها، ومنهم من يقصد بيان حكم الإسلام في النوازل المستجدة، ومنهم من يقصد تنزيل الحكم الشرعي على الواقع المعاش، ومراجعة التراث الفقهي مراجعة استفادةٍ وتمحيصٍ، وتقريبٍ الفقه للناس وتيسيره، ونحو ذلك من المعاني الشرعية . وأضاف نور الدين، إن التجديد لم يكن أبدا وليد هذه الأيام وإنما هو أمر حث عليه الشرع الحنيف كما ورد في السنة النبوية، بمفهومٍ شرعيٍ، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "إن الايمان ليَخْلَقُ فى جوف أحدكم كما يَخْلَقُ الثوب، فاسألوا اللهَ أن يُجددَ الإيمانَ فى قلوبكم". كما اوضح ان أصوات كثيرة تعالت و تدعو إلى وجوب القيام بمراجعة جذرية وشاملة وعميقة للطرق والأساليب والصيغ و للمناهج التي تعتمد في مجال تبليغ مبادئى الاسلام وأحكامه وتوجيهاته ومقاصد شريعته إلى الناس كافة، ونشر رسالته السمحة التي تسعى إلى الخير للإنسانية جمعاء، على نحو يجلي الحقائق، ويدحض الأباطيل، ويفند الشبهات، ويوضح معالم الحق للمسلمين، ولكل من يرغب في اكتساب المعرفة الصحيحة عن كل ما يتعلق بالإسلام.