مشهد يكاد يتكرر فى مجلس النواب...النصاب القانوني لانعقاد الجلسة العامة لم يكتمل..يضطر الدكتور على عبد العال الى رفع الجلسة مؤقتا لحين اكتمال حضور النواب،فى تلك الاثناء يظل جرس القاعة يصدر رنينه المعتاد ايذانا ببدء الجلسة ،بينما مذيع الجلسة يظل يردد جملته المعتادة"على حضرات السادة النواب المتواجدين فى البهو الفرعوني وحول القاعة الحضور لبدء الجلسة" وهكذا فى كل مرة تنعقد فيها الجلسة العامة،باستثناء مرات قليلة. الدكتور على عبد العال حذر مرارا وتكرارا من غياب النواب،وأصر مع بداية جلسة الاربعاء الماضي على ان يحتسب كل من لم يعتذر عن حضور الجلسة من المتغييبين وطلب من الامين العام وضع اسمائهم على باب القاعة،وقال قبل ان يرفع الجلسة ان هناك قواعد جديدة فى الحضور سيتم تطبيقها الجلسة القادمة ،وهو محق فيما سيفعل وأراه تأخر كثيرا،لانه يمتلك من الجزاءات الكثير مما تتيحه اللائحة الداخلية لمجلس النواب،ولكنه لايقدم على ذلك حفاظا على هيبة النواب. شخصيا لاأرى مبررا لتغيب نائب عن الجلسة العامة،صحيح ان هموم الدوائر كثيرة وخاصة فى القري والنجوع، التى يتصور فيها المواطنين ان النائب لديه عصا سحرية يمكنه من خلالها حل جميع المشكلات ماصغر منها وما كبر،ولكن الدكتور على عبد العال رأى فى إنعقاد الجلسة العامة كل اسبوعين حلا لهذه الاشكالية ،وحتى يتمكن النواب من التواجد فى دوائرهم لأكبر فترة ممكنة. الحق يقال ان هناك نواب ملتزمون الى حد بعيد ولاتكاد جلسة واحدة تعقد الا ويكونوا حاضرين فى الموعد المحدد،وهناك أخرون يأتون بالفعل الى المجلس ،ولكنهم يظلون داخل البهو الفرعوني ،الأمر الذى دعا احدى النائبات للمطالبة بقطع الانارة والتكييف عن البهو الفرعونى اثناء انعقاد الجلسة العامة. وهناك من لايلتزم بالحضور على الاطلاق ،وهؤلاء لايدركون ان التواجد داخل الجلسة لايقل اهمية عن التواجد فى الدوائر الانتخابية او فى الوزارات لتخليص المصالح ،لان مايناقش داخل الجلسة العامة من مشروعات قوانين تهم الصالح العام ،وهم نواب الشعب الموكل اليهم سن التشريعات التى تخدم على مصالح المواطنين . فى هذا المجلس نواب أعرفهم شخصيا ،يتماهون مع مشكلات"ناسهم"ولايغمض لهم جفن،الا اذا وجد مريضهم مستشفى يعالج فيه،ووجد طلابهم مدرسة يتعلمون بها ،ووجد صاحب كل حاجة مبتغاه،هؤلاء هم نواب الشعب وهم سفراء ورسل الانسانية وهم القدوة....نتمني على نوابنا مزيدا من الالتزام ،فالمواطن الذى اعطاهم ثقته يأمل فى ان يكونوا عونا له،لاعبئا عليه.