أحداث السعودية الداخلية.. وسلسلة اعتقالات الكثير من الأمراء على خلفية قضايا فساد تم ذكرها.. والاقاويل بشأن استقالة رئيس الوزراء اللبنانى واحتجازه ايضا بالسعودية.. ثم مطالبة السعودية والكويت وغيرهما من الدول الخليجية لجالياتهم بمغادرة الاراضى اللبنانية على الفور.. احداث فارقة هزت منطقة الشرق الأوسط واثارت المخاوف بشأن مستقبل السعودية داخليا أو بدول الجوار ومخاوف أخرى أيضا بشأن مستقبل المنطقة وما يعتريه.. وبالنظر لشكل التحالفات والصراعات الدائرة أو التى بدأت بالفعل تتشكل ملامحها تبدو أن المصلحة الأولى والأخيرة فيما يحدث ستصب فى صالح الكيان الإسرائيلى بكل اسف فى ظل صراعات عربية عربية وأخرى إسلامية ! وكما لو كان العالمان العربى والاسلامى يعملان ضد أنفسهم أو لصالح اسرائيل ! ان شكل التكتلات الجديد فى العالم لن يصب بكل تأكيد فى صالح الشعوب أو الدول العربية ولن يدعم ايضا الاستقرار فى أى من الدول العربية بالشكل المتوقع وإنما من شأنه بالطبع ان يضر بالمصالح الاقتصادية وان يعمل على تفتيت المنطقة وتقسيمها وفقا للخطة المعدة سلفا لهذا السيناريو منذ سنوات طوال والمعروفة «بالشرق الأوسط الجديد» والتى استطاعت مصر إجهاضها من خلال تكاتف ابنائها ووقوفهم وقفة واحدة مع القيادة السياسية منذ سنوات وحتى الآن، ومن ثم يظل الرهان معقودا على مصر لتكون بمثابة رمانة الميزان فى المنطقة ولتلعب دورها المعهود المتصف بالحكمة ذى المرجعيات العروبية والاسلامية للحفاظ - فى اكبر تحدٍ تاريخى - على هوية ووحدة هذه الأمة والمنطقة فى مرحلة تعد من اصعب المراحل التى مرت بها فى التاريخ المعاصر ! ولانها مصر ولانها دولة الريادة فى الوطن العربى وهذا قدرها فقد اتسع دورها الذى أسنده القدر لها ليشمل محاولات احتواء الأزمات التى قد تعصف بالمنطقة اذا ما اشتعلت بها حروب وهذا ما عبر عنه الموقف الرسمى متمثلا فى تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا والتى أكد فيها ضرورة حل القضايا الخلافية فى المنطقة بالحوار والنقاش منوها إلى أن أمن الخليج العربى هو من أمن مصر وأنه خط أحمر.. حفظ الله مصر والعالمين العربى والإسلامى .