أنماط من البشر طفت علي سطح الحياة السياسية استغلت مرحله التغيير السياسي في مصر بعد ثورتين عظمتين غيرتا وجه التاريخ المعاصر وقلبتا موازين القوة في الشرق الاوسط وجعلتا من مصر محور الارتكاز والاستناد للعالم العربي. تلك الانماط المنتمية الي الجنس البشري زورا وبهتانا استغلت تلك الثورة لتصعد علي اكتاف الدولة وتطفوا علي سطح الاحداث الا انها بعد مرور الوقت اصبحت طبقة من الريم العنف وازكمت رائحتهم انوفنا وكونوا مجموعة الصعاليك الجدد تذكرت مصطلح وتشبيه الصعاليك وانا اشاهد رائعة دواد عبد السيد والتي تحمل نفس الاسم ويترجم علي الشاشة قصة صعود مهمشين او صعاليك قمه المال والاعمال مستغليين تغيير الاتجاة السياسي من الاشتراكيه الي الانفتاح الراسمالي ورغم حاله الثراء الفاحش الا انا الصعاليك احتفظوا بصفاتهم وتكوينهم النفسي وظلوا رعاع وسوقة ولم يستطيعوا الاندماج مع المجتمع الراقي المثقف والان وبعد اكثر من ثلاثون عاما علي فيلم الصعاليك اراة يتكرر وبنفس الشخوص ولكن بختلاف بسيط بين الظروف السياسية والاجتماعية. فالصعاليك الجدد استغلوا ثورة يناير وصعدوا علي اكتافها ومقدمين انفسهم علي انهم اصحاب رائ وقلم ثائر يضحي من اجل هذا البلد فتدفقت عليهم الاموال من كل حد وصواب واوهموا الممولين انهم يدعمون الثورة وشبابها وهم في الحقيقة ينصبون باسم الوطنية وحب الوطن فاحد الصعاليك لم يكن سوي موظف في وزارة الاتصالات ثم قدم نفسه للشباب في الميدان علي انه الثائر المثقف ذو الميول اليسارية وبدا نجمه يصعد الي الحد الذي تم ترشيحة الي منصب وزاري ومن هنا بدا اللعب علي كل الاحبال من مؤيد للاخوان الي ثائر عليهم ثم مؤيد لثورة 30يونيو ثم من اشد المعارضين لها وكل هذا من اجل المال والشهرة. وصعلوكة اخري من الرعاع والسوقة كانت من المسبحين بحمد الرئيس السيسي لدرجة انها كتبت مقال في احدي الصحف الكبري تقول فيها وبالنص انت تعمز بس يا سيسي وستجدنا ملك يمينك هذة النكرة التي تكني بالشريف ولا تحمل من معني الاسم اي نوع من الشرف تتطاول الان وتستخدم الفاظ ومصطلحات يعاقب عليها القانون في معارضتها للدولة ورغم ان كتباتها سطحية ولغتها ركيكة ولا ترقي ان تكون كاتبة مقالات في بلاط صاحبة الجلالة ورغم بذائتها وتجاوزتها في حق الدولة ورغم ان علي شخصيتها وتصرفتها مئات من علامات الاستفهام الا انها مازالت تبث سمومها ويعلو فحيحها يوميا علينا. نحن في حاجة ماسة لفتح ملفات الصعود المفاجئ لهؤلاء الصعاليك ومن اين اتو بثرواتهم وكيف يدرون المال من اجل هدم الوطن؟ ولقد كان ابن خلدون سابق عصره ولديه رؤيه ثاقبة عندما كتب مقدمته الشهيرة والتي تنطبق علينا في فترة 25 يناير 2011 يقول فيها : عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون..... والمنافقون والمدّعون.... والكتبة والقوّالون..... والمغنون النشاز والشعراء النظّامون.. والمتصعلكون وضاربوا المندل.... وقارعو الطبول والمتفيقهون.... وقارئوا الكفّ والطالع والنازل.... والمتسيّسون والمدّاحون والهجّائون وعابرو السبيل والانتهازيون... تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط.. يضيع التقدير ويسوء التدبير..... وتختلط المعاني والكلام..... ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل..... عندما تنهار الدول.... يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف.. وتظهر العجائب وتعم الإشاعة..... ويتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق...... ويعلو صوت الباطل... ويخفق صوت الحق... وتظهر على السطح وجوه مريبة.. وتختفي وجوه مؤنسة... وتشح الأحلام ويموت الأمل.. وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه...