يرى الفنان محمد منير أن الوضع الذي تمرّ به مصر الآن وضع طبيعي؛ بسبب كونها ظلّت لمدة 60 عاما في غيبوبة، وأن عملية الإفاقة تحتاج إلى وقت ومجهود كبير. وقال منير، في سياق حوار مطول له لجريدة المصري اليوم في عددها الصادر اليوم (الأحد): "مصر ظلّت لمدة 60 عاما في نوم طويل يُشبه نوم أهل الكهف، وعودتها للحياة تحتاج إلى وقت طويل؛ فهناك مراحل كثيرة، وكعادة المصريين لا بد أن يشرب كوبا من الشاي حتى يفيق؛ لذلك مصر لم تشرب الشاي حتى الآن". وأضاف: "مصر وحشتني.. مصر التي أعرفها، ورغم أنني أعيش فيها؛ فإنني لم أعد أرى نفس الوجوه، وظهرت وجوه أخرى طفت على السطح وانتشرت لتُحقّق مصالحها الخاصة". وأتبع: "هناك الكثيرون ممن استغلّوا الحالة التي مرّت بها، وحاولوا المتاجرة بها، وكل ثورة لها تجّار، وإعلاميو مصر كانوا تجارا أيضا استغلّوا الحالة، وهذا بالتأكيد لا يتساوى مع مَن تاجر بشبابه من أجل الوطن". ويرى منير أن مرحلة التعافي التي تمرّ بها مصر الآن سوف تستمرّ إلى أن نجد القائد الحقيقي الذي يُؤمن بمواقف محددة، ربما لا تصلح هذه المواقف في زمن سابق؛ لكن لا بد أن نعود للشعار القديم وهو "يد تبني.. وأخرى تحمل السلاح"، يد تبني لمصر في المستقبل من التعليم والصحة والجهل وكل الموبقات التي نشاهدها، ويد تحمل السلاح ليس سلاحا ضد عدو؛ لأن العدو واضح سواء داخليا أو خارجيا، ولن نستطيع أن ننهض بالبلد إلا بعد أن يعود الأمن. وتطرّق منير خلال حواره للحديث عن شهداء مجزرة بورسعيد، مشيرا إلى أن شباب الثورة والأولتراس هم دراويش هذا العصر لأنهم الضمير الحي، ويعتبرهم مثل ناقوس الخطر أو المسحراتي الذي ينبهنا؛ لكن هؤلاء الثائرين والأولتراس لا يطمعون في مناصب، ولا يسعى لأن يترأس لجنة أو يحصل على عضوية في البرلمان، ولكن يطالب بأن يعمّ الأمن والقانون أرجاء الوطن. وبسؤاله عن تأثير الخطاب الديني، أجاب: "يتم استخدام الخطاب الديني في مصر بشكل خاطئ؛ فمن المفترض أن نرتقي بالشعب حتى نصل إلى مرحلة النهضة، وألا يتم استخدامه لحساب أيديولوجيات خاصة؛ لأننا شعب متحضر". وعن الاقتصاد الإسلامي، أكّد منير: "لم أشاهد أي تنمية حقيقية وهو ما يُسمّى "اقتصاد إسلامي"؛ فالسلفيون قاموا بشراء بعض الملاهي الليلية وحوّلوها لعمارات سكنية، لكنهم لم يطوّروا موبايل أو يُقيموا بنكا أضع فيه أموالي، أو يقيموا خطوط سكك حديدية بين مصر وكينيا التي هي قلب إفريقيا والكنز الحقيقي لمصر وحتى تكسب الدول الإفريقية في صفك، وهذا هو الاقتصاد الحقيقي الذي يجب أن نعتمد عليه". وأنهى منير حواره بحالة من التفاؤل الشديد بشأن انتخابات الرئاسة؛ قائلا: "نظرا لأن وجوه المرشحين الحاليين وجوه مشرّفة، وانتخابات رئاسة الجمهورية هي الوقت الحقيقي الذي يجب أن نقاوم فيه الجهل والتخلّف، وعلينا أن نختار واجهتنا؛ لأنها لحظة تاريخية من تاريخ مصر نحتاج فيها إلى كل ما تعلّمنا من دروس حياتية عن كلمة الضمير".