لم يعد من شك، أن التحولات الهائلة في الموقف المصري، إن علي صعيد الداخل، أوالخارج، شكلت منطلقا لتزايد العمليات الإرهابية، وتصاعدها بهذا الشكل في الآونة الأخيرة، حيث بدت مصر، بقيادتها الوطنية، مصممة علي إنجاز ماتعهد به الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ تقلده منصبه، وهو أمر، وبقدر ماأثار أحقاد الخارج، وخاصة القوي المناهضة للموقف المصري المستقل، بقدر مادفعها لتوظيف أدواتها، وأذنابها في الداخل، لشن سلسلة من الهجمات، علي أهداف منتقاة، ساعية من وراء ذلك، بث روح اليأس والإحباط لدي المواطنين المصريين، غير مدركين، أن مايقرب من الأربع سنوات من نشر الأكاذيب، وبث الاشاعات، وممارسة الإرهاب،لم تفت في عضد المواطن المصري، الذي بات، بوعيه المتنامي، يدرك حدود مايستهدف وطنه، من أهداف، تخضع لحسابات قوي استخباراتية دولية،علي ارتباط وثيق بعناصر الجماعات الإرهابية، التي تنفذ مايطلب منها، وفق أجندة سياسية، محددة سلفا. وهنا يمكن رصد أهم الأسباب المباشرة، والتي تقف خلف تزايد وتيرة العمليات الارهابية الأخيرة، وفي المقدمة منها، تعاظم الدور المصري، إقليميا ودوليا، وكان لما حققته مصر من إنجاز كبير في ملف المصالحة الفلسطينية أثره الكبير علي القوي والعناصر والمنظمات والأجهزة، التي أصابتها الصدمة، جراء قدرة مصر علي طي صفحة الخلاف بين حركتي فتح، وحماس، بعد أحد عشر عاما من الانقسام، الذي أثر سلبا علي وحدة الشعب الفلسطيني، وقضيته الوطنية، ولعل فشل المحور التركي - القطري، في تحقيق تلك المصالحة، علي مدي سنوات من المحاولات المتكررة، قد أثار حنق تلك العواصم الداعمة للإرهاب، وأفقدها رصيدا كبيرا من المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
ويضاف لأسباب زيادة وتيرة الارهاب كذلك، تلك السلسلة المتلاحقة من الانجازات، والافتتاحات الكبري، التي تشهدها مصر، حيث تتنامي قوتها العسكرية، بشكل غير مسبوق، ففي خلال فترة وجيزة، تمكنت مصر، بقواتها المسلحة، وبدعم مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسي، من إقامة الأسطول الجنوبي، بإمكاناته العسكرية الهائلة، أعقبها إفتتاح الرئيس لقاعدة محمد نجيب العسكرية، وكان آخرها، الإنجاز الكبير الذي تحقق للبحرية المصرية، من خلال تطوير القاعدة البحرية العسكرية بالأسكندرية، وبدء عمل 4 من القطع البحرية، التي قفزت بترتيب القوات البحرية المصرية، للمستوي السادس عالميا.
وإذا أضفنا لذلك تلك القفزات الهائلة من تشييد المناطق السكنية،وشق الطرق، وإقامة الجسور والكباري والأنفاق، ناهيك عن العاصمة الإدارية، والتي تشكل وحدها إنجازا فريدا غير مسبوق.
بقي القول أن تصاعد وتيرة الإرهاب في شهر أكتوبر، شهر الانتصارات، يأتي في إطار محاولة العناصر الإرهابية، إفساد فرحة المصريين، وقواتهم المسلحة، بتلك المناسبة المجيدة، في سياق محاولات متعمدة من عناصر الإرهاب لتشويه صورة القوات المسلحة، ونشر صورة ضبابية عنها، في نظر الأجيال الشبابية،والمستقبلية، تحقيقا لأهداف بعيدة المدي، تحملها مخططات الشر، لتلك العناصر، ومن يدعمونها، ممن يناصبون مصر العداء، إن في السر،أوالعلن.
أهداف معروفة، ومتكررة، منيت بفشل ذريع في السابق، وستلقي نفس المصير في الحاضر، والمستقبل.