لعل ما يدبر للشعب المصري حرباً إعلامية خارجيه أحياناً بقدر ما هي حرب داخلية يقودها للأسف تجار دين جندوا الدين من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية وأجندات غربية لنهب الثروات أو لتحقيق غايات عقائدية. فتجار الدين هم الذين يتصدرون المشهد في كل العصور ولهم كل الاشكال والوجوه فمنهم من يرتدي ثوب العصر الجينز والتيشرت ويتحدث بعقلية قرون مضت والاخر متمسك بالجلباب القصير والغترة واللحية الكاثة الطويلة وزيادة في اضافة مصداقية للشخصية فمن الممكن ان يصبع اللحيه بالحنة الحمراء مع اعطاء الزبيبة في مقدمة الجبهة حجم اكبر معظهم ليس من خريجي الازهر ولم يدرس علوم الدين في كلياتها المتخصصة بل تعلم علي يد احد تجار الدين الكبار وهكذا تورث المهنه من واحد لوحد وفي خلال مرحله التسليم والتسلم يتم تغييب عقول البسطاء وتشديد وتصعيب الدين عليهم حتي يظلوا دائما في حاجة لهؤلاء المتاجرين بالدين. والسؤال ماذا قدم لنا تجار الدين الذين صدعونا ليل نهار علي الفضائيات والصحف؟ قدموا لنا جيل من التكفيرين المهوسيين بالجنس والكارهين لكل حضارة وتقدم ناقمين علي الدولة واجهزة محاربين ومعرقلين للتقدم. قدموا لناعادل أبو النور السيد سليمان، 48 عاما، بائع حلوى بمنطقة فيكتوريا، والشهير ب«عادل عسلية» قاتل صاحب محل الخمور يوسف لمعي كشفت التحقيقات أن المتهم لا يجيد القراءة والكتابة وثقافته محدودة بشكل عام وبالأمور الدينية بشكل خاص، ويدوام علي دروس دينيه عند احد المشايخ الذين يظهرون علي الفضائيات والتكفيري الاخر احمد سعيد قاتل القص سمعان رزق تلميذ ايضا لاحد المشايخ الذين يتباهون بفتواهم بمنع تهنئة الاقباط وخلافة. فقد أخذ بعض الشيوخ المعروفين والذين يملكون ثروات بالملايين تتاجر بديننا الإسلامي بطريقة لا يمكن التغاضي عنها، وخير دليل على ذلك، ما يطرح حالياً وما نشاهده عبر شاشات الفضائيات من يدافع عن الإسلام فيما هو يطعن فيه ويقوم بتاليف فتاوي تشجع علي قتل الأبرياء تنفيذا لمخطط خارجي فهؤلاء يجدون في الدين وسيلة، ليكون عبارة عن تجارة يكسبون من خلالها الأموال الطائلة باستمرارهم في عملياتهم الإرهابية والسيطرة على العقول تحت مسمى الدين. إن الرؤية المستقبلية لتجار الدين وهم يعتبرون سماسرة الغرب في تأزيم الشارع في مصر تتركز مهمتهم في الحصول على هذه الأموال بهدف إنشاء تنظيم ذي صبغة دينية، والبدء بزرع بعض المفاهيم العقائدية التي تتواءم مع توجهات مرضى النفوس في تلك المجتمعات وجعلهم الجنود لهذا التنظيم، وإمدادهم بكل ما يحتاجونه وذلك بمعاونة وبتخطيط لدول ذات نفوذ قوي على كافة الأصعدة، ومن هنا تبدأ إدارة هذا التنظيم بما يتناسب مع الأوضاع المحلية أو الدولية. وبالتالي، فإن تجار الدين ومن يدعمونهم يشكلون خطراً على المجتمعات، ليست الإسلامية فحسب، بل على المجتمعات الغربية التي تتعدد فيها الأديان، لا سيما أن الشرارة التي تطلق منها العمليات الإرهابية التي تقاد من قبل تجار الدين هي صبغة طائفية النزعة، تهدف للتفرقة وخلق الفتنة بين الشعب الواحد، من خلال استهداف منشآت أو تجمعات لمناسبة دينية يكون فيها تنفيذ تلك العمليات هدف رئيسي لتحقيق غايات الغرب بها، فمثل هذه التنظيمات التي تدار من قبل تجار الدين لا يحتاجون سوى نفوس مريضة وعقول ناقصة لا يكون للضمير مكان في الأنفس والقلوب،