التصدي للحركات والجماعات والتيارات الغير قانونية التي تستغل غالبا من جهات خارجية كوسيلة ضغط لابتزاز الدولة ولإرباك القائمين علي إدارتها أصبح أمرا ضروريا حتى لا تتعثر مصر في الخروج من أزمتها أكثر من ذلك،المواجهة هي الحل لأن ما كان مقبولا من هذه الكيانات الغير مشروعة أيام 25 يناير لم يعد مقبولا الآن خاصة ونحن بصدد إرساء دعائم دولة القانون التي تتطلب وجود مؤسسات قادرة علي إصدار تشريعات واتخاذ قرارات وإجراءات لتفكيك وحظر هذه الكيانات أو علي الأقل تقنين وجودها وتوفيق أوضاعها وتوثيق أنشطتها مما يسهل علي الأجهزة المعنية متابعتها للتدخل في الوقت المناسب لحماية المجتمع من أضرارها المحتملة. علي رأس هذه الكيانات الجماعة السلفية التي نشأت علي أساس ديني ومع تطور المشهد في مصر نزلت حلبة السياسة بالمخالفة للدستور وأصبحت لاعبا أساسيا يحرك الأحداث في الاتجاه الذي يخدم مصالحها مرة عن طريق التحالف مع الإرهابية ومرة أخري بالسعي لعمل وزارة موازية لوزارة الأوقاف من خلال دعاة و خطباء ينتمون لهذا النوع من الفكر المتشدد الذي يستغل الدين و يبرر العنف ويعادي المرأة والأقباط و يكرس لفكرة هدم الإرث الثقافي للحضارة المصرية نعلم يقينا أن الدولة تخوض حربا ضد الإرهاب الإخواني لكن ينبغي ألا يشغلها ذلك عن خطر السلفية التي استبدلت المرجعية والزي الأزهري بالمرجعية الوهابية والغترة الخليجية التي أصبحت في شريعتهم رمزا للإسلام ، هذا التيار الذي يعلي من قيمة فقه الصحراء لازال يشكل خطرا علي مستقبل مصر لما يبثه من أباطيل وافتراءات و فتاوى تهدد السلم المجتمعي. توخي الحذر في التعامل مع المتسلفة حتمي والانتباه لأفعالهم ضرورة قصوى لضمان سلامة الدولة كما يجب ألا نغتر بارتدائهم قناع الوطنية و إدعاء تأييدهم للمشير عبد الفتاح السيسي فليس بتجربة التصويت علي الدستور ببعيدة فقد أعلنوا مرارا وتكرا أنهم سيصوتون بنعم ومع ذلك لم نري منهم شخصا واحدا أمام صناديق الاستفتاء ، هؤلاء يمارسون المراوغة والتضليل من منطلق سياسة إمساك العصا من المنتصف و الكذب من باب الضرورات تبيح المحظورات. لم يعد الأداء التمثيلي الهابط للسلفية ينطلي علي أحد حتى تلك المحاولة لتصدير القيادات الشابة _من أصحاب البدل الشيك_ للمشهد لإعطاء انطباع جديد وعصري عن التيار وإرسال إشارات للغرب بقدرتهم علي الاندماج في المجتمع و تقبل الآخر كانت فاشلة و مفضوحة. التنظيم السلفي يتلون كالحرباء حسب ما تقتضيه المصلحة والظروف انتظارا للحظة المناسبة التي تمكنهم من الانقضاض علي الدولة لتقويض أركانها وهدم مؤسساتها ل يقيموا علي أنقاضها دولة الخلافة المزعومة لتحقيق ما فشل فيه أبناء عمومتهم من الإخوان. أوعاد الدسوقي