تزايدت وتيرة الحديث عن اللغز الخفي المتسبب في الكوارث التي تشهدها مصر بين الحين والآخر..وتفاقم الأمر خطورة بعد الأحداث المؤسفة..والتي أودت بحياة أكثر من سبعين شهيدا ..ومئات المصابين من شباب مصر. وقعت الكارثة في إستاد بور سعيد..وعلي أرض قلعة المقاومة..المدينة الباسلة"بور سعيد"..وجاء رد الفعل من القاهرة وعواصم عديدة..فجر الحدث الجلل مشاعر الغضب في أوساط كل المصريين..وراحت قلوبهم تعتصر من هول الفاجعة الأليمة التي حلت ببعض شبابها..غير أن المتخفين خلف لافتات الغضب..راحوا يسلكون دربا آخر..غير الشعور الحزين الطبيعي الذي عم نفوس كل المصريين. راح هؤلاء يستثمرون أجواء الغضب الهائلة لينفذوا مخططاتهم العدوانية ضد مصر وأمنها..وبدلا من البحث عن الفاعل الحقيقي..راح هؤلاء يوجهون إتهاماتهم سابقة التجهيز إلي العسكر..وقوات الأمن..وهذا وإن كنا لانعترض عليه في ظل تعدد دوائر الشبهات..إلا أن مانعارضه..وندينه..ونتصدي له..هو تلك المحاولات الإجرامية لحرق مؤسسات الدولة..وإشعال نار الفتنة والتخريب في ربوع الوطن..وهي أهداف لاتخفي علي أحد من النابهين والمدركين لحجم مايخطط لمصر..ومايحاك ضدها من مؤامرات. ففي الوقت الذي إرتفعت فيه رايات وهتافات الألتراس أمام وزارة الداخلية..راحت رابطة الألتراس تنفي صلتها بالمشاركة في الإحتجاجات..كما نفي شباب الثورة أن يكونوا قد شاركوا في عمليات الإعتداء التي وقعت أمام الداخلية..وهنا بات السؤال الذي يطرح نفسه..من وراء هؤلاء الذين يخربون ويدمرون..ويحطمون كل شيء ويعملون علي حرق وزارة الداخلية بمن فيها. إنهم ولاشك المأجورون الذين إرتكبوا العديد من الجرائم السابقة..وهم أنفسهم من أشعلوا فتيل الأحداث في بور سعيد..ثم انتقلوا ليشعلوا لهيب النار في وسط القاهرة وسائر محافظات مصر..لووصلنا إلي هؤلاء لتغلبنا علي اللغز الخفي الذي حارت فيه البلاد.