يحتفل اليوم الخميس الآلاف من المواطنين وأتباع الطرق الصوفية بالليلة الختامية لمولد العارف بالله السيد البدوى بمدينة طنطا وسط إجراءات أمنية مكثفة خاصة فى محيط الساحة الأحمدية ومنطقة سيجر بطنطا، والتى تشهد انتشار الخيام المستقبلة لمريدي ومحبي السيد البدوى والذين جاءوا للاحتفال بمولده الذى ينتهى الاحتفال به رسمياً غدا الجمعة بالحفل الذى يحييه المنشد الدينى ياسين التهامى. بوابة الأسبوع رصدت أهم مظاهر الاحتفال بالمولد حيث يجتمع آلاف المريدين وأتباع الطرق الصوفية فى أكبر مؤتمر دينى يجمع هذا الحشد من محبى آل البيت وأولياء الله الصالحين فى حضرة شيخ العرب قطب الأقطاب وسط تهليل وتكبير وتسبيح وتحميد. الإجراءات الأمنية المكثفة كانت لها دور كبير فى تأمين الاحتفالات بالمولد وهو ما جعل الآلاف يحرصون على حضور المولد من محافظات عديدة من الوجهين البحرى والقبلى وبعض الدول العربية من أتباع وأنصار أولياء الله الصالحين. ومن أسيوط حرص أتباع الطريقة الأحمدية الشناوية على أن يشدوا رحالهم إلى مدينة طنطا سنوياً لحضور المولد الأحمدى حاملين أمتعتهم ومتعلقاتهم وتاركين همومهم ومشاكلهم الحياتية بغية خدمة زوار البدوى حيث يقومون بتجهيز وطهى الطعام وتقديمة للمارة. هكذا الحال مع الكثير من اتباع الطرق الصوفية الذين يأتون لخدمة الزوار ثم يشدون الرحال إلى مولد آخر. أما الزوار أنفسهم فقد أبدوا ارتياحهم هذا العام من التواجد الأمنى المكثف والتأمين للاحتفالات لتفويت الفرصة على العناصر الإرهابية لإفساد جو الاحتفالات مثلما حدث منذ عامين. أما داخل خيام الذكر تتمايل الأجساد بشكل بديع ويأتى الزائرون من كل حدب وصوب وتعلو تنهدات الهائمين فى حب آل البيت وتمتلئ الشوارع والحوارى فى مدينة شيخ العرب بينما تشهد السرادقات آلاف من الصوفيين يتمايلون على أنغام مديح المنشدين فى حلقات الذكر. أما حلقات الذكر فلا تفرق بين غنى وفقير فجميعهم حفاة الأقدام الأجساد تتمايل خلف بعضها فى صفوف متوازية ولكل واحد منهم عالمه الخاص وطريقته فى التعبير يهدأ صوت المنشد وأنغام المزمار فتهدأ الحركة ثم يعلو الصوت فتشحذ الهمم والجميع يسرع الإيقاع بشكل لا يوصف لا تستطيع وصفه. المشهد داخل المسجد الأحمدى ربما لا يختلف كثيرا عن خارجه من ناحية الأعداد الكبيرة من الزوار إلا أن أهمية المسجد التاريخية تجعل كل من أتى للمولد يحرص على زيارة المسجد وخاصة ضريح العارف بالله السيد البدوى لما له من كرامات كثيرة فضلا عما يحتويه المسجد من آثار ومقتنيات داخل إحدى الغرف المشيدة بمقصورة نحاسية لضريح البدوى وبها مجموعة من آثاره منها مسبحته التى يبلغ طولها 10 أمتار وبها ألف حبة كل واحدة تختلف عن الأخرى وهى أطول مسبحة فى تاريخ الإسلام . يرجع الاحتفال بمولد البدوى إلى أن أتباعه حضروا إلى طنطا لتقديم واجب العزاء بعد وفاته عام 675 ه عن عمر 79 عاما في عهد الظاهر بيبرس البندقدارى وكان عددهم بالآلاف فلم تتسع المدينة في ذلك الوقت لهم فنصبوا خيامهم خارجها وحولها وظلوا ثلاثة أيام ثم رحلوا وتوالت السنين وظلت هذه العادة مستمرة حتى صارت ثمانية أيام وتغير الموعد من شهر أغسطس الذي مات فيه البدوى إلى شهر أكتوبر الذى ولد فيه.