مع سخونة معارك تحرير دير الزور توترت العلاقات الروسية الأمريكية مجددًا بسبب قوات سوريا الديمقراطية الكردية «قسد» حيث بادرت روسيا بتحذير الولاياتالمتحدة من أنها سترد على قوات سوريا الديمقراطية، بعد أن اتهمتها بقصف قوات النظام السوري، كون القوات الكردية تتلقي دعماً أمريكياً في سوريا . وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيجور كوناشينكوف في بيان إن « القوات السورية تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون انطلاقاً من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث ينتشر مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأمريكية. وتابع أن أي محاولة جديدة من هذا النوع ستستتبع رداً «على الأماكن التي ينطلق منها إطلاق النار». واتهم مسلحو قوات سوريا الديمقراطية الذين يأتون من الشمال إلى دير الزور، لينضموا دون عوائق إلى تشكيلات «داعش»، مضيفاً أن وسائل المراقبة الروسية لم ترصد خلال أسبوع أي اشتباكات بين داعش وسوريا الديمقراطية!!! وأضاف كوناشينكوف، أن قوات الجيش السوري قامت بتطهير قرابة 16 كم مربع وبلدتين غرب الفرات من الإرهابيين، وأشار إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، أوقف تنفيذ عملية تحرير الرقة في ضوء نجاحات قوات الجيش السوري، مضيفاً أن أحياء مركز عاصمة داعش التي تشكل نحو 20 ٪ من مساحة المدينة، لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين. وهناك خلاف أمريكي روسي حول دعم قوات «قسد» خاصة بعد تأكيد طلال سلو الناطق باسم قوت سوريا الديمقراطية وصول عربات مصفحة أمريكية من نوع «اس يو في» لقوات قسد فيما أكد البنتاجون أن الدعم الأمريكي لقسد ليس قراراً لترامب وإنما هو قرار من الإدارة الأمريكية السابقة. وأكد البنتاجون أن هذا الدعم مقدم للمكون العربي في قوات سوريا الديمقراطية في إطار حملتها لمحاصرة الرقة وضمن صلاحيات الإدارة السابقة . ويأتي هذا الاعتراض الروسي علي الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية باعتبارها فرعا ًلحزب العمال الكردستاني التركي المصنف كتنظيم إرهابي لدي روسياوتركيا علي حد سواء وتنشر الولايات حالياً 500 جندى في سوريا، بصفة «مستشارين» كما تنشر مدفعيات ومقاتلات للمساعدة في القتال بناءً علي رؤية الرئيس السابق باراك أوباما بالاعتماد على الميليشيات الكردية التي تتبع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «pyd» في قتال تنظيم داعش. وتشكل محافظة «دير الزور» حاليا مسرحاً لعمليتين عسكريتين الأولى يقودها النظام السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد داعش في الريف الشرقي. لم تنتظر روسيا كثيراً إذ أوردت أنباء عن قصف روسي مكثف لقوات سوريا الديمقراطية حيث أكد المتحدث باسم عمليات التحالف الدولي ضد داعش الكولونيل رايان ديلون، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر هذا القصف ونشر صوراً للفريق الطبي التابع للتحالف وهو يعالج مصابي هذا القصف وأن الغارات الروسية استهدفت مواقع معروفة لقوات قسد ومستشاري التحالف فيما نفت روسيا الخبر قائلة إن طائراتها استهدفت فقط مقاتلي داعش . ورغم الاتفاق الروسي الأمريكي علي التزم النظام بالضفة الغربية للفرات والتزام قوات قسد بشرق الفرات إلا أن هناك سعيًا من قوات النظام للدخول في مناطق قسد رافضاً للاتفاق الأمريكي الروسي؛ حيث قالت مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، إن قوات الجيش ستقاتل أي طرف يمنعها من السيطرة على كامل البلاد، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا. وتعمل المقاتلات الروسية على تأمين غطاء جوي لعمليات قوات النظام جنوب دير الزور وغربها ضمن الاستعدادات للهجوم على الجانب الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة منها، وخضعت أجزاء واسعة من محافظة دير الزور منذ عام 2014 لسيطرة تنظيم الدولة في الوقت الذي سيطر فيه على قرابة 60 بالمائة من مركز مدينة دير الزور. وفرض التنظيم عام 2015 حصارا مشددا على الأحياء التي بقيت تحت سيطرة النظام السوري لكن الأخير تمكن من فك الحصار عنها. وتأتي هذه المواجهة المرشحة للتصاعد مع دخول تركيا في اللعبة بنشر تعزيزات ضخمة بالقرب إدلب وعفرين كما أكد الجيش السوري الحر أن 4000 من مقاتليه في عملية درع الفرات ينتظرون ساعة الصفر للتوجه لإدلب خاصة بعد السعي التركي لإعلان مناطق خفض التصعيد بنشر قوات مراقبة من تركياوروسيا وإيران ستنتشر علي حدود هذه المنطقة للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة ومراقبة الخروقات لوقف إطلاق النار . وتأتي هذه التعزيزات مع اقتراب تحرير مدينة الرقة تماماً من داعش إذ باتت قوات قسد والتحالف تسيطر علي أكثر من 80 ٪ من الرقة حيث تخوض هذه القوات منذ يونيو الماضي معارك عنيفة بدعم من التحالف الدولي لطرد داعش من الرقة .