قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا لم تنته بعد, وإنها "معقدة وخطيرة". وذكرت تقارير إعلامية عربية في وقت سابق الخميس أن جامعة الدول العربية قررت تعليق إرسال مراقبين جدد إلي سوريا, في أعقاب هجوم استهدف فريقها في اللاذقية الاثنين الماضي. وقال مدلسي في تصريحات خلال زيارته لمقر الأممالمتحدة بنيويورك بمناسبة انتقال رئاسة مجموعة ال77 من الأرجنتين إلي الجزائر صباح الخميس حول استقالة أنور مالك العضو الجزائري في بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا إن تشكيل أية بعثة للمراقبين يتطلب عادة تعيين ممثلين عن الدول وعن المجتمع المدني. وأضاف أنه علاوة علي المراقبين الجزائريين العشرة الذين يمثلون الدولة الجزائرية جندت جامعة الدول العربية أعضاء يمثلون منظمات غير حكومية من بينهم أنور مالك. وأوضح أنه نتيجة للمعلومات المتناقضة حول الوضع في سوريا أضحي مهما بالنسبة للجامعة العربية وجود فريق من المراقبين بهدف الحصول علي تقييم موضوعي للأحداث فيها, مشيرا في نفس الوقت إلي أن مهام هذه البعثة "لم تنته بعد". ولفت مدلسي إلي أن البعثة تدخل في إطار الخطة الرامية إلي التوصل إلي وقف أعمال العنف, وإطلاق سراح المعتقلين, وانسحاب الجيش من المدن, والتنقل الحر للمراقبين العرب والصحافة. وفي نفس الوقت يري وزير خارجية الجزائر أنه حتي وإن بدأت الحكومة السورية في تطبيق جزء من هذه الالتزامات فإن هذا يبقي غير كاف, مؤكدا أن ما يجب استخلاصه من التقييم الأول لهذه البعثة, هو أنه ينبغي تدعيم الفريق المشكل حاليا من 163 عضوا بمضاعفة عدده ومن الناحية اللوجيستية أيضا. وقال وزير خارجية الجزائر إن تقييما ثانيا لبعثة المراقبين سيجري يوم 20 يناير الجاري وإنه قد يتم اتخاذ بعض المبادرات من أجل تحسين مسار وساطة الجامعة العربية. وردا علي سؤال حول ماتردد عن معارضة الجزائر, لأي شكل من أشكال العقوبات ضد سوريا خلال مداولات اجتماعات وزراء الشؤون الخارجية العرب, أوضح أن الأمر يتعلق فقط بتخفيف بعض العقوبات الصارمة المقترحة, بغرض عدم إلحاق الضرر بالسكان. وأضاف "عندما يكون من الضروري معاقبة نظام ما هل يجب معاقبة الشعب أيضا", مشيرا إلي تخفيف عقوبة النقل الجوي للمسافرين التي كانت صيغتها الأساسية تقترح إلغاء كل الرحلات الجوية بين سوريا والبلدان الأخري, وتم إقرار تخفيض عدد الرحلات من وإلي سوريا إلي النصف. في الوقت الذي تواجه بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في سوريا مزيدا من المتاعب اذ ان اثنين من اعضائها يعتزمان الانسحاب من البعثة او يهددان بذلك في غضون 24 ساعة لان مهمتهم لم تثبت فاعليتها في انهاء معاناة المدنيين. وقال مراقب عربي طلب ألا ينشر اسمه الاربعاء انه ربما ينسحب من البعثة وهو ما يكشف عن تصدعات في جهود السلام العربية. وجاءت تصريحاته بعد يوم من ابلاغ المراقب الجزائري أنور مالك قناة الجزيرة بأنه انسحب من البعثة لان مهمة السلام تحولت الي //مسرحية//. وكان انسحاب مالك ضربة للبعثة التي انتقدتها بالفعل المعارضة السورية ووصفتها بأنها كيان بلا أنياب يساعد الرئيس بشار الاسد في كسب الوقت. وتعثر عملها بالفعل بسبب هجوم علي المراقبين في مدينة اللاذقية الساحلية في غرب البلاد هذا الاسبوع ألحق اصابات طفيفة بأحد عشر مراقبا ودفع الجامعة العربية لتأجيل ارسال مراقبين اخرين الي سوريا للانضمام الي نحو 165 هناك. وطلب المراقب الذي كان يتحدث عبر الهاتف من سوريا عدم نشر اسمه لانه غير مسموح له بالتحدث لوسائل الاعلام. وبدأت مهمة بعثة المراقبة في 26 من ديسمبر كانون الاول وهي تهدف للتحقق من امتثال سوريا لاتفاق لوقف حملة علي الاحتجاجات المناهضة للاسد التي بدأت قبل عشرة اشهر وتقول الاممالمتحدة ان أكثر من 5000 شخص قتلوا فيها.