يبدو أن فرعون مصر "مرنبتاح" سيظل قادرا على فعل الكثير حتى وقتنا الراهن، فالقطع الأثرية التى تركها لنا ليست قادرة فقط على إثارة الجدل بإخفائها بعيدا عن الأعين "عمود مرنبتاح فى القلعة منذ 2008 بزعم ترميمه" بعد نقله من مكانه الأصلى بمنطقة عرب الحصن بالمطرية وإخفائه داخل خيمة وألواح خشبية، انتظارا لنقله إلى المتحف الكبير، أما لوحته فى المتحف المصرى التى لم تسلم من محاولات مستمرة لسرقتها، وهى لوحة لا يمكن إخفاؤه "كعموده"! إلا أننا اكتشفنا أنها يمكن أن تكون عاملا من عوامل لفت الأنظار بعيدا بعد عاصفة الكشف عن أن جرد المخازن المتحفية بوزارة الآثار أسفر عن إثبات فقد 32 ألف قطعة أثرية، فقد جاء تغيير الاسم الموجود فى بطاقة تعريف المتحف المصرى للوحة مرنبتاح الابن ال 13 للملك رمسيس الثاني، من «لوحة إسرائيل» إلى لوحة «انتصارات مرنبتاح»؛ وذلك لما قيل إنه اكتشاف لخطأ فى الترجمة، وهو ما أثار جدلا واسعا واستفز المشاعر الوطنية وخاصة بعد ان علق على الأمر وزير الدفاع الصهيونى "ليبرمان"على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك. اللوحة المصنوعة من حجر الجرانيت الأسود تضمن النص المنقوش عليها ما يخص انتصارات الملك وأسماء القبائل والإمارات التى قضى عليها الملك وأخضعها لحكم مصر. وبقول الدكتور حجاجى إبراهيم العضو السابق لجميع لجان الآثار : لماذا فتح مثل هذه الأمور الآن؟! مؤكدا أن التاريخ هو التاريخ وأننا لا ننكر وجود أبناء نبى الله يعقوب وهو عليه السلام المسمى ب"إسرائيل" والذى افترى على اسمه بنسبة دولة صهيونية معتدية إلى هذا الاسم، وأكد حجاجى أنه كتب فى أحدث كتبه "تجديد فهم المعلومات فى الآثار والعاديات" فى صفحة 14 "الجدير بالذكر ان لمرنبتاح عمودًا فى المطرية كان يجلس فى ظله الدكتور عبد العزيز صالح أثناء حفائر عرب الحصن ويشير إليه ويقول "ابن مصر"، وقد قطعه المرمم الأسبانى إدواردو من قاعدته، وتم نقله إلى قلعة صلاح الدين الأيوبى عن طريق المستلمة إيمان عبد الفتاح "ايمان توماس" ولمرنبتاح ايضا لوح مرنبتاح " بنى اسرائيل" الذى نتحدث عنه هنا ويصور انتصاره على الليبيين" التمحو" والكنعانيين "الفلسطينيين"، والعسقلانيين، واليزريلين" واليزريلين هذه هى التى فسرها البعض بأنها "يزريل" والبعض قال "الإسرائيليين" ويشير حجاجى إلى ان مرنبتاح هو من طرد تلك القبائل، لكن القضية المثيرة للدهشة حقا أن يتم الآن اتخاذ قرار بتغيير وصف لوحة مكتشفة منذ خمسين عاما رغم الجدل القائم حول صحة الترجمة وذلك فى الوقت الذى اختفت فيه أكثر من 32 ألف قطعة أثرية، زعمت وزارة الآثار أنها القطع المختفية على مدار 50 عاما وأن أكثر من 95٪ من هذا الرقم يمثل قطعا أثرية، لم تدخل المخازن المتحفية لوزارة الآثار، وكان آخرها وأحدثها هى تلك القطع التى تمت سرقتها خلال حالة الانفلات الأمنى التى سادت البلاد فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وقال حجاجى إن هذا التقرير يمثل إدانة كاملة لكل الوزراء وامناء المجلس الأعلى للآثار السابقين وهى كارثة بكل المقاييس ألصقت بثورة يناير، والثورة منها براء مشيرا إلى ما كتبه فى مقال بإحدى الصحف فى 7 أبريل 2009 ساخرا من سرقة مخازن: سقارة والأقصر وتل الفراعين والقنطرة شرق وهى المخازن التى تم تعليق كارثة سرقتها على ثورة يناير والانفلات الأمنى فيما بعد، ويعود ابراهيم إلى قصة مرنبتاح التى يؤكد انه تم استغلالها، مؤكدا أن إسرائيل بالفعل تهتم كثيرا بمحو وإخفاء كل ما يخص تاريخ رمسيس الثانى وابنه مرنبتاح من الذاكرة، أو سلب هذا التراث وأخذه إلى دولة الكيان الصهيونى، وهو ما قامت به بالفعل عندما نهبت جزءًا من الآثار المصرية أثناء احتلالها لسيناء، بينما لا تتوقف عمليات التهريب من مصر ومحاولات سرقة المخطوطات والآثار، مشيرا إلى انه بالفعل تم ضبط حاويات فى عدد من الموانئ المصرية، وتم استبدال بعض الآثار، ليتم ترك المقلد لنا وتهريب الأصلى لصالح دول بعينها منها اسرائيل، وعن سر اهتمام دولة الكيان الصهيونى بلوحة مرنبتاح إلى حد إعلان وزير الدفاع الصهيونى ليبرمان أن تلك اللوحة كان يجب أن تكون فى متحف فى إسرائيل قال حجاجى أن القبائل المذكورة على اللوحة هم الكنعانيون، وكانوا عربا يعيشون فى فلسطين، وأيضا اليزريلون وهم من تقول إسرائيل: إنهم "إسرائيليون" حيث جاء بنى يعقوب إلى مصر فى عصر الانتقال الثانى فى فترة نبى الله "يوسف الصديق بن يعقوب " عليهما السلام وهى أيضا فترة الهكسوس وعزيز مصر، وبعضهم أقام فى صان الحجر وبعضهم فى فاقوس وولد سيدنا موسى فى فاقوس أيضا المسماة بجوشن أو أرض جاشان وهى على مقربة من تانيس"صان الحجر" ونزلت التوراة على سيدنا موسى فى الدولة الحديثة، ويزعم الصهاينة ان من ربى موسى هو رمسيس الثانى، والذى قال له: "أولم نربك فينا وليدا" كان هو "مرنبتاح" ابن رمسيس، وأنه كان هناك تنافس فى جامعة «أون» القديمة بين سيدنا موسى ومرنبتاح، وكان موسى أقوى منه، ويؤكد حجاجى انهم يظنون ان من طردهم من مصر هو مرنبتاح ويستشهد بالدكتور شوقى نخلة الذى سافر إلى فرنسا مع مومياء رمسيس الثانى الذى زعم الفرنسيون أنهم سيعالجونه، حيث تم استقبال المومياء استقبال الملوك فى المطار، مؤكدا ان موشى ديان ذهب لزيارة تمثال رمسيس للعلاج وضربه على رجله وقال له : "أتعبتنا فى مصر حيا وجئنا بك إلى هنا ميتا" مضيفا: "أخذوه سليما وأعادوه مريضا" مؤكدا أن التخلص من كل ما له علاقة برمسيس أو مرنبتاح "موضة" وإثبات العثور على آثار لبسماتيك " ادعاء أن تمثال المطرية الذى تم العثور عليه مؤخرا ليس لرمسيس وإنما لبسماتيك الأول" لا سيما أن بسماتيك الأول بالنسبة لهم هو من عزز تواجد اليهود فى جزيرة الفنتين فى اسوان بعد أن اعتمد عليهم ضمن الفرق التى استعان بها لطرد الغزاة، وأكد حجاجى أن البعثات الألمانية فى القاهرة تحاول جاهدة ايجاد آثار لبسماتيك و"حما" سيدنا يوسف وعائلته كآثار يهودية إسرائيلية فى مصر، على عكس رغبتهم فى تغييب كل ما يخص رمسيس الثانى ومرنبتاح كجزء من الذاكرة الحية التى تعزز فكرة الطرد من مصر، مشيرا إلى أن نقل تمثال رمسيس من ميدان رمسيس تم بزعم التلوث بينما تم ترميم إبراهيم باشا فى الأوبرا وهى نفس البيئة والظروف الملوثة وألقى تمثال رمسيس فى الصحراء معرضا لكل العوامل الجوية فقط لمجرد نقله من مكانه.. وأضاف حجاجى: إن اليهود فى حد ذاتهم كانوا مواطنين يعيشون فى مصر منذ دخول سيدنا يوسف وأسرته ثم سيدنا موسى وتيههم العظيم لأربعين سنة فى سيناء إلى أن هاجر من هاجر بعد عدوان 56، فليست القضية أن لهم آثارًا أم لا وهى قضية لا ينبغى إثارتها من الأساس؛ لأن إثارتها تندرج تحت الشو الإعلامى ومحاولات البلبلة لكن القضية أن دولة الكيان الصهيونى هى دولة مغتصبة تحاول إثبات ما ليس لها، واغتصاب مالا يخصها وإعادة كتابة التاريخ على الوجه الذى يحقق مصالحها، كما فعلت فى أرض فلسطين ذاتها، وكما تحاول ان تفعل فى البلدة القديمة فى القدس من تهويد وطمس للهوية وفى المسجد الأقصى بحفرياتها أسفله للبحث عن هيكلها المزعوم.