ينفرد الدكتور محمد حسين هيكل بين أبناء جيله وكلهم هامات سامقة في عالم الأدب والفكر بأشياء حاز بها السبق والريادة، فسبق غيره في تأليف أول رواية عربية بقصته المعروفة “زينب”، وفتح لأصحاب القلم والبيان كتابة التاريخ الإسلامي على نحو جديد يجمع إلى جانب العمق والتحليل العرض الجميل، والأسلوب الشائق، والربط المحكم بين أحداث التاريخ. وكتب أيضًا أدب الرحلة، وسجَّل خواطره وما يجول في نفسه في كتابه الرائع “في منزل الوحي”، ودوَّن مذكراته السياسية، وما شاهده وشارك فيه من أحداث في كتابه “مذكرات في السياسة المصرية”. وحاز هذا السبق وهو غير متفرغ للعمل الأدبي، فقضى حياته كلها إما رئيسًا لتحرير جريدة أو وزيرًا في وزارة، أو زعيمًا لحزب، أو رئيسًا لمجلس الشيوخ، أو محاميًا في قاعات المحاكم. وإليك عزيزي القارئ بعض المعلومات عن حياته وإنجازاته - ولد محمد حسين هيكل فى قرية كفر غنام فى مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، مصر. - درس القانون فى مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها فى عام 1909م. - حصل على درجة الدكتوراه فى الحقوق من جامعة السوربون فى فرنسا سنة 1912م التى سافر إليها للدراسة على نفقته الخاصة. - عمل فى المحاماة 10 سنين، كما عمل بالصحافة. اتصل بأحمد لطفى السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهم. - كان عضوا فى لجنة الثلاثين التى وضعت دستور 1923، أول دستور صدر فى مصر المستقلة وفقاً لتصريح 28 فبراير 1922م. - اختير وزيراً للمعارف فى الوزارة التى شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيراً للمعارف مرة ثانية سنة 1940م فى وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى فى عام 1944م، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م. - اختير سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيساً له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. - تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعى حتى يونيو 1950م - تولى أيضاً تمثيل السعودية فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م. - كما رأس وفد مصر فى الأممالمتحدة أكثر من مرة. - توفي يوم السبت 5 جمادى الأولى 1376 ه الموافق 8 ديسمبر 1956م عن عمر يناهز 68 عامًا.