القلق والتوتر يسود بين أولياء الأمور... أعلنت معظم البيوت المصرية حالة الطوارئ فى ظل اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة والتى لم يتبق عليها سوى أيام قليلة وتبدأ يوم الأحد الموافق 4 يونية المقبل، المعروف أن امتحانات الثانوية العامة تصاحبها حالة من التوتر والقلق يضاف إليهما هذا العام حالة الصيام الذى يعيشه الطالب خلال شهر رمضان الكريم لتكون المحصلة قلقًا، وتوترًا، وصيامًا ومذاكرة، كل هذه الأمور اجتمعت فى وقت واحد، الأمر الذى ترتبت عليه مشقة كبيرة لطالب الثانوية العامة. وحول أجواء الامتحانات مع الصيام خلال الشهر الفضيل، وهل جعلت الأسرة تغير من طقوسها الرمضانية والعادات التى تعودت على فعلها خلال شهر رمضان. تقول إيمان مختار والدة الطالب زياد وهى «مدرسة علوم بإحدى المدارس الخاصة»: «إن تجربة الامتحانات مع الصيام تجربة جديدة على الطلاب وبالتأكيد ستكون صعبة عليهم، لاسيما أن بعض المدرسين سيقومون بعمل مراجعات ليلة الامتحان خلال فترات الظهيرة مما يحمل الطلاب مشقة أخرى إضافة إلى مشقة الصيام». وتضيف: إن الشىء الوحيد الذى قد يخفف من حدة تلك المشقة هو جو الروحانيات فى شهر رمضان قد يريحها بعض الشىء ويبعث حالة من الراحة والهدوء ولكنها تخشى عدم توافر الإمكانات «المراوح والديسكات» المريحة داخل المدارس التى يؤدى بها الطلاب الامتحانات مما يمثل عبئًا آخر؛ مشيرة إلى أن ظروف الامتحانات جعلتها غير قادرة على استضافة والديها هذا العام كما كانت تفعل قبل ذلك، حيث كانا يقضيان معها الشهر الكريم نظرًا لظروفهم الصحية وتقدم العمر بهما وبسبب حالة الطوارئ التى تعيشها الأسرة تغير الوضع فى رمضان هذا العام ليبقى والداها فى منزلهما على أن تقوم بإعداد الطعام وإرساله لهما. أما بتول والدة الطالب مهند وهى «ربة منزل» فتقول: «إن الحالة النفسية مهمة جدًا للأولاد خلال هذه الفترة مما جعلها تغير من طقوسها المعتادة وهى التجمع مع العائلة والإفطار الجماعى فى أول أيام رمضان لتظل هى مع مهند على أن يذهب والد مهند واخوته للإفطار مع العائلة، مضيفة: أن وجودها بجانب ابنها يشعره بالأمان كما أنه أحق بهذا الوقت سواء للمذاكرة أو الراحة بعض الشىء». بينما تقول سماح والدة الطالب محمد هشام: إنها لن تشعر برمضان هذا العام فى ظل أجواء الامتحانات كما أنها أعلنت حالة الطوارئ وألغت فكرة عازم أو معزوم، الأمر الذى جعلها ترفض التجمع أول أيام رمضان سواء مع عائلتها أو عائلة الزوج. أما هدى والدة الطالبة سهيلة فتقول: إن الأسرة تعيش حالة من التوتر كلما اقترب موعد الامتحانات، الأمر الذى جعلها لم تقم بأى تجهيزات ولا أى ترتيبات لهذا الشهر، كما كانت تفعل من قبل كما أنها ألغت الإفطار الجماعى الذى كانت تعده لعائلتها فى أول أيام رمضا، ن كما رفضت حضور أى إفطار للعائلة؛ لأنها فى حالة انشغال تام بجو الامتحانات والمراجعات. على العكس تقول منى عبد الموجود والدة الطالب أشرف: إنها تعيش حياتها بشكل طبيعى وتمارس طقوسها الرمضانية المعتادة من صلاة وقراءة قرآن حتى تعطى لابنها طاقة إيجابية وأنها تحاول دائمًا أن تشعره بأن امتحانات الثانوية العامة مثلها مثل أى امتحانات مر بها ولا تحتاج لجو القلق والتوتر ولكنها تحتاج لهدوء الأعصاب والتركيز، مشيرة إلى أن الطالب فى هذه الأيام فى مرحلة حل نماذج وترتيب أفكار وليس فى مرحلة تحصيل لأن تحصيل المعلومات والمذاكرة بدأت منذ شهر يوليو الماضى أما الآن فالطالب فى مرحلة خروج للمعلومات التى قام بتحصيلها على مدار عام كامل، وهذا ما جعلها تبعد عن إعلان حالة الطوارئ حيث قضت أول أيام رمضان مع العائلة كما شجعت ابنها على إقامة صلاة التراويح ثم الذهاب إلى المراجعات التى تحددت مراجعاتها بعد الثانية عشرة صباحًا؛ مضيفة: أن المشكلة الحقيقية عدم توافر الإمكانات بالمدارس الحكومية التى يقوم الطلاب بأداء الامتحانات بها وأنها تناشد المسئولين عن المدارس توفير أماكن آدمية تتوافر بها مراوح تساعد الطالب على تجاوز حالة الحر مع الصيام والامتحانات. بينما ترى رانيا مجدى محاسبة بإحدى شركات القطاع الخاص ووالدة الطالبة نادين أن الامتحانات فى نهار رمضان شىء مرهق للغاية وقد يؤثر على حالة التركيز التى يعيشها الطلاب؛ فهم يصومون لأكثر من خمس عشرة ساعة متواصلة دون ماء أو غذاء يعطى لهم طاقة مما يكون له تأثير سلبى على أداء الطلاب. ومن جانبه يقول دكتور أحمد نوير استشارى التغذية العلاجية إن الاهتمام بالسوائل بالإضافة إلى الفاكهة والخضار ومنتجات الألبان يزيد التركيز لدى الطلاب لتجاوز هذه الفترات الصعبة كما يجب تجنب وضع الكثير من البهارات فى الأكلات الخاصة بطلاب الثانوية العامة لأنها تشعرهم بالعطش وكذلك تجنب المقليات مع التقليل من شرب المنبهات مثل الشاى والنسكافية والقهوة وعلى العكس يزيد من العصائر المكسرات التى تساعد على التركيز بشكل كبير.