«واشنطن» ترفض مشاركة «البشير» في قمة «الرياض» والرئيس السوداني يؤكد أنه اعتذر!! الأمن السوداني يوافق على طباعة صحيفة تتهم «ترامب» ب«التورط» مع حسناوات المخابرات الروسية!! وافق جهاز الأمن السوداني على طباعة عدد السبت 20 مايو 2017 من صحيفة يومية معروفة تحتوي على كلمات ساقطة مُسِيئة للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وعدد من الملوك والرؤساء المشاركين في القمة الأمريكية – الإسلامية بالرياض، وكان رئيس تحرير الصحيفة،الذي يشغل منصب نقيب الصحفيين السودانيين، سعيدًا بالمقال «المُتفق عليه» الذي يصف «ترامب» ب «الحقير.. الداعر» ..» العاشق حسناوات روسيا في الاستخبارات الروسية» .. «الذي وصل إلى السلطة بإرادة اليهود»، واعتبرت الصحيفة أن «لقاء الملوك والرؤساء في قمة الرياض لا قيمة ولا معنى له»، وقال كاتب المقال إن ترامب لا يمكنه إلغاء كل ما توصل إليه السودان مع المخابرات الأمريكية والكونجرس (!!!) ، وهاجم الكاتب الملوك والرؤساء المشاركين في قمة الرياض التي وصفها ب«القمة العبيطة»، ووصف ضيوفها بالمتهافتين على لقاء الرئيس الأمريكي، وهم حسب قوله، على النقيض من الرئيس السوداني الذي ترفع عنها واعتذر عن المشاركة!! وعندما نقول إن جهاز الأمن السوداني وافق على طباعة وتداول صحيفة صادرة بترخيص رسمي من الدولة، فهذا يعني أنه وافق على محتواها وأقر ما بها من مواد صحفية، والمعروف أن عدم الرضا عن أي صحيفة لدى السلطات السودانية يساوي المصادرة المؤقتة أو الدائمة، وهذا لم يحدث في حالة الصحيفة التي تضمنت مقالًا يصف الرئيس الأمريكي ب «الحقير.. الداعر» ..» المتورط مع حسناوات الاستخبارات الروسية»..!!! الصحيفة السودانية الرسمية التي أساءت ل«ترامب» وضيوف قمة الرياض، هي ذاتها التي نقلت تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير لصحيفة «الشرق» القطرية في عدد الثلاثاء 16مايو 2017م، التي احتفل فيها مبكرًا بلقائه المرتقب مع «ترامب»، وأكد أن حضور القمة الإسلامية - الأمريكية المقررة بالرياض، التي يشارك فيها الرئيس الأمريكي، «يُعد نقلة في علاقات السودان مع المجتمع الدولي»، وقال البشير إن «القمة رد على من يحرضون الدول على عدم دعوته لمؤتمرات دولية على أراضيها»، وأضاف البشير: «في المؤتمرات الماضية كان الأوروبيون يرفضون المشاركة في أي قمة يحضرها الرئيس السوداني، ويمارسون ضغطًا كبيرًا على الدول لعدم دعوته، بما في ذلك القمم الإفريقية». وتابع البشير قائلًا: «كوني الآن أشارك في قمة فيها ترامب، أعتقد أن هذه نقلة كبيرة جدًا في علاقاتنا مع المجتمع الدولي، وأكبر مؤشر لمن يخوفون الآخرين أنني أشارك في قمة يشارك فيها الرئيس الأمريكي». وخرج البشير على قواعد التعامل بين أجهزة المخابرات وصرح بما نقله له مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني عقب عودته من زيارة للولايات المتحدةالأمريكية، وقال إن «ال C I A هم من يطلبون رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب» .. واعترف البشير أن جهاز الأمن السوداني كان يرفع تقارير إلى المخابرات الأمريكية للتأكيد على ما يرى أنه «تعاون في مكافحة الإرهاب»، وقال: «نعم كان اتهامًا سياسيًا ولكن ظللنا نحو 16 سنة نرفع ل C I A تقارير بأن السودان لا يرعى الارهاب بل إنه متعاون في مكافحة الإرهاب»! جاءت تصريحات البشير لصحيفة «الشرق» القطرية رغم أن السفير الأمريكي في الدوحة ومعه سفيرا كندا واستراليا قاطعوا مراسم افتتاح «منتدى الدوحة السابع عشر» الذي بدأ جلساته صباح الأحد 14 مايو 2017، وأعلنوا أن سبب المقاطعة هو ظهور اسم «البشير» ضمن قائمة من سيتحدثون في المنتدى، وقال أحد الدبلوماسيين في تصريح صحفي «الرئيس السوداني مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، لذا لن يكون من الملائم حضور كلمته». دفعت تصريحات البشير لصحيفة «الشرق» السفارة الأمريكية في الخرطوم إلى إصدار بيان بتاريخ 17 مايو 2017، يهاجم الرئيس السوداني في عقر داره وعلى أرضه، وأكد البيان رفض الإدارة الأمريكية مشاركة البشير في قمة الرياض، وأوضحت سفارة واشنطن في الخرطوم «أن الولاياتالمتحدة اتخذت موقفها فيما يتعلق بسفر الرئيس السوداني عمر البشير، وهي تعارض الدعوات أو التسهيلات أو الدعم للسفر لأي شخص يخضع لأوامر اعتقال المحكمة الجنائية الدولية البارزة، بما في ذلك الرئيس البشير»، وأكد البيان أنه «لم يطرأ أي تغيير على إدراج السودان في قائمة الولاياتالمتحدة الراعية للإرهاب»، وأضافت السفارة: «لقد كان واضحا تماما مع حكومة السودان حول الخطوات التي يجب اتخاذها لكي ننظر في رفع الأسماء من القائمة، وكذلك ما هو مطلوب لإحراز تقدم في تخفيف العقوبات الاقتصادية». تجاهلت الحكومة السودانية البيان الأمريكي واستمرت تصريحاتها الرسمية التي تؤكد مشاركة البشير في قمة الرياض ونقلت «وكالة أنباء السودان» خبرًا حول «تسلم الرئيس عمر حسن البشير رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز دعوة لحضور القمة الإسلامية الأمريكية» .. ورغم هذا التصريح لم يتم إدراج «البشير» فى القائمة الرسمية لضيوف القمة!! ونقلت الصحف السودانية عن ربيع عبد العاطى، القيادي فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان، قوله إن البشير سيصل إلى العاصمة السعودية السبت 20 مايو، وإنه ليس واضحًا ما إذا كان سيلتقى الرئيس ترامب أم لا، مشيرًا إلى أن البشير سيرحب بمثل هذا اللقاء. الأربعاء 17 مايو أكد وزير الخارجية السودانية إبراهيم غندور للصحفيين في جنيف أن «البشير» سيسافر إلى المملكة العربية السعودية يوم الجمعة 19 مايو، وعندما سألته «وكالة الصحافة الفرنسية» عن أمر مشاركته في «قمة الأحد التي تجمع ترامب بقادة دول عربية ومسلمة»، أجاب بأنه «مدعو»..!! واستمرت الإدارة الأمريكية في نفي الأنباء التي تتردد عن مشاركة البشير في القمة، وقال مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية، لصحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس 18 مايو، إن الولاياتالمتحدة تعارض دعوة الرئيس السودانى عمر البشير فى لقاء الرئيس دونالد ترامب بزعماء الدول العربية بالسعودية، وقال مسئول رفيع بالبيت الأبيض في تصريحات صحفية، الجمعة 19 مايو، إن الإدارة الأمريكية تلقت تأكيدات سعودية بأن الرئيس السوداني عمر البشير لن يشارك في القمة الإسلامية الأمريكيةبالرياض. ونقلت شبكة «ياهو نيوز» عن مساعد رفيع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تكشف عن اسمه قوله :»إن ترامب لا يرغب بوجود البشير في القمة»، وأضاف: «إن الرئيس الأمريكي ماض إلى الاجتماع وهو يتوقع أن البشير لن يكون موجودًا هناك، ونحن لا نريده هناك ولا نعتقد أنه سيكون هناك.. نحن نقدر للمضيفين السعوديين عدم دعوته والطلب منه ألا يكون هناك». وذكر موقع «سودان تربيون» الإخباري أنه رصد عدم إدراج اسم «البشير» حتى وقت متأخر من ليل الخميس، ضمن قائمة المدعوين التي نشرتها وزارة الخارجية السعودية على موقعها الإلكتروني. وقبل 48 ساعة من افتتاح القمة، وبالتحديد في صباح الجمعة أعلنت وكالة الأنباء السودانية «سونا»، أن الرئيس السودانى عمر البشير ، قدم اعتذاره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن حضور القمة الإسلامية - الأمريكية التى تعقد فى العاصمة السعودية الرياض لأسباب خاصة، وقالت الوكالة إن البشير كلف مدير مكتبه وزير الدولة بالرئاسة السودانية الفريق طه الحسين، بتمثيله فى القمة والمشاركة فى كافة فعالياتها. وتمنى البشير للقادة المشاركين، أن تكلل القمة بالنجاح، بما يخدم مصالح الإنسانية وقضاياها، وتحقيق الأهداف التى عقدت من أجلها، وأن تحقق الأمن والسلام الدوليين!!! وأكد المدير العام للإدارة السياسية والإعلامية بالقصر الجمهوري عبد الملك البرير ل «سودان تربيون» أن «عدم مشاركة الرئيس البشير في القمة قرار مدروس وتقديرات الرئيس الرصينة هي في الصالح والقرار ليس عشوائيا لتفويت الفرصة على المتربصين»، وأضاف «المهم تحققت الدعوة ولم يستثن الرئيس». والحقيقة الواضحة أن الإدارة الأمريكية اعترضت ورفضت مشاركة الرئيس السوداني في قمة الرياض، وهذا هو المعلوم علم اليقين للدائرين في الدائرة الضيقة من «البشير».. لكنهم في النهاية دفعوه إلى «ورطة» ليست هي الأولى وقد لا تكون الأخيرة!!!