في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت فرنسا فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها أمام الناخبين الفرنسيين في ربوع فرنسا للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي تأتي غريبة ومثيرة ومختلفة عن كل سابقتها والتي كانت وعلى الدوام سيجالا بين اليمين واليسار التقليديين ، ووسط صعود شخصيات لم تكن متوقعة ويميل معظمها للتشدد ، ولهذا تأتي هذه الانتخابات لتجعل الناخب الفرنسي. وبعد تخلي الرئيس هولاند عن الترشح لولاية ثانية أمام مشهد من الغموض وحيرة الاختيار ، ومن تجولنا بجانب مكاتب الاقتراع في باريس وضواحيها وحتى الساعة الرابعة من مساء اليوم لاحظنا مشاركة ضعيفة جدا لم تتجاوز ال35% من إجمالي التصويت وفق رصد المحللين والإعلاميين ، ويرجع ذلك بسبب النسبة الكبيرة من هؤلاء المترددين للذهاب لاختيار هذا أو تلك أو وضع الورقة بيضاء ، وعدم الذهاب هذه الجولة استعدادا للجولة الثانية الحاسمة والتي ستجرى في السابع من مايو المقبل ، ورغم تلك النسبة القليلة يتوقع زيادتها إلى 75% بعد الخامسة مساء اليوم وحتى الساعة الثامنة التي ستغلق فيها مكاتب الاقتراع والإعلان مباشرة عن المرشحين الفائزين بأعلى نسبة تصويت استعدادا لإجراء الإعادة ، وقد تقدم للرئاسة هذه المرة 11 مرشح أبرزهم وأفرهم حظا . وفق آخر استطلاعات الرأي ووفق مستجدات الأحداث الأمنية والسياسية اليمين التقليدي رئيس الوزراء الأسبق فرانسوا فيو ، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن ، ومرشح الوسط وصاحب حركة إلى الأمام إيمانويل ماكرو ، واليساري الريديكالي جان لوك ميلنشون ، وخامسا الاشتراكي بنوا هامون ، ويتصدر استطلاعات الرأي كلا من مارين لوبن ، وإيمانويل ماكرو ليأتي ميلنشون ثالثا وفرانسوا فيو رابعا ، ويأتي المشهد الانتخابي هذه المرة غير واضح المعالم حيث نتائجهم متقاربة وأمام عدم رضا الناخب الفرنسي وعدم رضاه عن المرشحين ، مما يجعل الاختيار مربكا ومحيرا وسط خطر الإرهاب الذي يضرب فرنسا وأخرها الحادث الإرهابي بشارع الشانزلزيه الذي أرخى بسدوله وقتامته على المشهد الانتخابي وساعد في تصاعد شعبية مارين لوبن رئيسة حزب الجبهة الوطنية ، وتوظيف معظم المرشحين لملف الأمن والإرهاب ضمن أولوياتهم ، مما يجعل الترقب والانتظار سيدا الموقف أمام تلك الانتخابات الغير محسومة النتائج هذه المرة وما تشهده من خلاف رئاسي محموم وهواجس أمنية غير مسبوقة جعلت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا تشد من أزرها وتعلق الآمال على نجاح مارين لوبن لتشكل نقطة التحول في أنظمة السياسة وتوجه الأحزاب في أوروبا ووفق أخر استطلاعات الرأي يصبح كلا من ماكرو ، الأوفر حظا للتأهل للمرحلة الثانية التي سيحسمها هؤلاء المترددين .