الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثبتت للعالم مدى الحفاوة والتقدير البالغ والصادق الذي يكنه الرئيس ترامب لمصر ورئيسها وشعبها وجيشها انطلاقا من تقييم حقيقي وواقعي مما تقوم به مصر من أجل استعادة استقرارها وأمنها بعد ثورة الثلاثين من يونيو وما حدث قبلها من أحداث بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير بل وبما تقوم به وحدها في تصديها للإرهاب الذي يعصف بالعالم ويضرب بلدانه بلا تمييز ، ودليل ذلك كل التصريحات القوية والمعبرة التي صدرت من زعيمين كبيرين يعملان من أجل أمن واستقرار العالم ومكافحة الإرهاب في شتى البلدان وإشادة الصحف والقنوات الإعلامية بهذا اللقاء النادر الذي جمع الرئيسين بالبيت الأبيض وعن الحفاوة والتقدير الذي أثنى الرئيس ترامب على الرئيس السيسي عندما ثمن دوره البطولي في مكافحة الإرهاب وتحذير العالم منه ، ولأن الكبار لا يقدرون إلا الكبار فقد كشف هذا اللقاء التاريخي اعتراف الإدارة الأمريكية الجديدة بحقيقة وخبايا الأحداث والمخططات التي كانت مرتبة ومبيتة لمصر على غرار ما حدث لدول الربيع العربي والمنطقة كاشفة المخطط الفوضوي والتخريبي الذي كانت تعده إدارة أوباما بمساندة دول إقليمية ودولية بالمنطقة وكاشفة أيضا الدول التي كانت تساند جماعة الإخوان الإرهابية للوصول للحكم في مصر ، وكيف أن مصر أفشلت بجيشها وشعبها هذا المخطط الغادر بعد ثورة الثلاثين من يونيو وتمكن مصر من تحقيق خطة طريقها بحنكة وثبات واقتدار وصولا إلى تعيين نجمها الساطع ورئيسها عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم ليبدأ مشوار العبور بمصر وسط ظروف وتحديات صعبة إلى بر الأمان وليصبح بطلا بجيشه وشرطته وشعبه في مكافحة الإرهاب والتصدي للتكفيريين وإعادة اللحمة والنسيج الوطني الواحد بين المصريين ثم بطلا في تحقيق الإنجازات العظيمة كشق قناة السويس الجديدة وغيرها من المشاريع العملاقة في شق الطرق الجديدة وبناء المدن الجديدة وبداية مشروع الإصلاح الاقتصادي والانفتاح على كافة الدول ومنها الدول العربية والأفريقية والعالمية وتحديث الجيش المصري ليكون صمام الأمان لمصر والعرب وسلام وأمن العالم . لقد عبرت صور اللقاء المتعدد عن طبيعة العلاقات الأمريكية والمصرية التي رجعت بعد طول تعمد وجفاء كان هدفها لوي مصر وإخراجها عن دورها الريادي والعربي وتنحيتها عن قضية فلسطين العادلة ولكن ذلك لا ولن يحدث والدليل هو إصرار الرئيس السيسي مع أشقائه العرب ورؤساء العالم المخلصين والعادلين على إرجاع الحق لأصحابه وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية بجانب الدولة العبرية وهو ما نقله الرئيس ترامب ضمن فاعليات الزيارة وبالتنسيق مع الملك عبد الله ملك الأردن الذي يزور أمريكا الآن ومن بعده الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ، كما أن المشاعر والاحترام المتبادل طوال الزيارة للرئيس السيسي لا يخفى على أحد ، وهو احترام كان قد تكون بين الرئيسين قبل أن يصل الرئيس ترامب إلى الحكم أثناء زيارة الرئيس السيسي لأمريكا ولقائه بالمرشح ترامب على هامش زيارته للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي وعن الوعود والعهود التي تبادلها الرجلين في حينه لنراها تتحقق اليوم في إعلان الرئيس ترامب تعاونه الكامل مع مصر وتقديم كافة المساعدات العسكرية والاقتصادية لها تقديرا على دورها الريادي بالمنطقة ودورها النزيه في نشر مبادئ قيم الحب والسلام بين سائر الشعوب انطلاقا من حضارتها وقيمها الضاربة في القدم . لقد أثبت الرئيس السيسي للرئيس ترامب وبما لا يدع مجالا للشك أن مصر هي مهد الحضارة ومهد القيم والمثل ومهد الأديان بل لقد أثبت له وهو مرفوع الرأس وواثق الخطى من أنها بلد الأمن والأمان والسلام ، والبلد الذي يمكن أن يعول عليه الكبار شريطة الندية والاحترام وإنصاف الدول المقهورة والمغتصب حقوقها بالعالم ، ولهذا فإن الزيارة ناجحة بامتياز عندما أخرست الألسنة التي تسيء إلى مصر ورئيسها من خلال المؤسسات الباطلة التي تروج لشعاراتها الكاذبة باسم حقوق الإنسان تجاه بلد حقوق الإنسان والأديان والأمان وحب الأخر الذي لا يضاهيه بلد في العالم ، لقد تمكن رئيسنا العظيم أن ينقل للأمريكان وللإدارة الأمريكية الجدية تطلعات المصريين لغد أفضل وتطلعاتهم لحل القضية الفلسطينية على أسس عادلة وغير منقوصة ، وأمنياتهم في عمل الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا لاسترجاع الأمان والأمن والاستقرار لدول المنطقة كسوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول الأفريقية ، وفوق كل ذلك أن الرئيس السيسي نقل للأمريكان كرامة وثوابت المصريين بعيدا عن الإفك والتضليل والكذب والتدخل في شئون الآخرين من أجل إفساد الدول ، ولهذا فقد نقل كل متطلباته ورؤاه عبر العديد من المؤسسات التي زارها مؤكدا على ثوابته التي لم ولن تتزحزح ومن ذلك زيارته لرئيس البنك الدولي لعرض جهود الإصلاح الاقتصادي بمصر التي بدأتها الحكومة المصرية منذ نوفمبر الماضي وغيرها من آفاق التعاون ، كما استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بواشنطن رئيس مجلس إدارة شركة جنرال الكتريك لبحث آفاق جديدة في مجال التعاون ، ثم رئيس شركة لوكهيد مارتن الأمريكية للصناعات العسكرية والقتالية وبالأمس التقى سيادته بعدد من رموز الجالية المصرية بأمريكا لطمأنتها كما تقابل سيادته ضمن جدول زيارته العديد من الوزراء وممثلي صنع القرار بالولاياتالمتحدة ، ولقاءات متعددة مع أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي ورؤساء عدد من اللجان بمجلس النواب والشيوخ لبحث وتعزيز روابط التعاون وشرح رؤية مصر الحالية والمستقبلية لشتى العلاقات بين البلدين ، وعارضا لأهمية دور كلا من مصر وأمريكا في حل القضايا الدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمات التي تعصف ببلدان الشرق الأوسط وعلى رأسها قضية الإرهاب التي تهدد أمن واستقرار العالم من أجل تحقيق الأمن والسلام لدول المنطقة والعالم .