رئيس جهاز الإحصاء: المرحلة الأولى حققت المستهدف وجمعنا 70٪ من البيانات المطلوبة يواجه تعداد السكان لعام 2017-2018 العديد من التحديات التى تضرب مصداقيته وتشكك فى دقة البيانات التى تم الحصول عليها فى المرحلة الأولى له وأعلن الجهاز أنها بلغت 70 % من حجم البيانات المستهدفة إلا أن أرض الواقع تقول إن هناك مشكلة حقيقية تواجه الجهاز والقائمين عليه فى ضبط عملية التعداد وغياب الرقابة على مندوبيه فى المحافظات المختلفة، فبالرغم من إعلان الجهاز فى مرحلة الاستعداد لعملية التعداد عن توفير غرفة عمليات هى الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط وقد أطلقوا عليها غرفة «داتا كوم» لمراقبة أكثر من 48 ألف مندوب فى مختلف المحافظات أثناء جمع البيانات فإن الواقع العملى أثبت أن مندوبى التعداد فى مختلف محافظات الجمهورية ليس لديهم أى وسيلة اتصال مع الجهاز أو أى وسيلة أخرى سوى المشرف عليهم الذى يطلب منهم فى كثير من الأحيان تخطى المنطقة أو الحى الذى تواجههم فيه المشكلات أو يقابلون بالرفض من المواطنين. والجدير بالذكر أن هذا التعداد رصدت له الدولة موازنة كبيرة تصل إلى أكثر من 700 مليون جنيه من المال العام ولأول مرة بإشراف ودعم مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى صرح فى أكثر من مناسبة بأهمية البيانات التى سوف يصدرها الجهاز عن التعداد السكانى فى مصر بكل مراحله، فعلى سبيل المثال حدثت مشكلات عديدة مع مندوبى التعداد فى العديد من المناطق مثلًا فى محافظة الجيزة فى مناطق مشيخة الطالبية والعمرانية والهرم وفيصل جاءت الشكاوى على لسان مندوبى الجهاز ل«الأسبوع» ومنهم عزيزة محمد السيد إبراهيم وهى مندوبة الجهاز فى مشيخة الطالبية بفيصل بالجيزة والتى حكت لنا بمرارة عن التحديات الصعبة التى تواجهها منذ ان أنضمت لعملية التعداد السكانى منذ أكثر من 6 أشهر بعد حصولها على دورة تدريبية فى الجهاز، حيث قالت: بعد أكثر من 4 أشهر من العمل فى المرحلة التجريبية بالجهاز انتهاء بالمرحلة الأولى للتعداد ونحن نواجه مشكلات لا حصر لها أولها رفض المواطنين للتعامل معنا بسبب شكوكهم فى هويتنا كمندوبين عن الجهاز، حيث إن «الأى دي» أو تعريف الهوية التى يمنحها الجهاز للمندوبين لا تشير من قريب أو بعيد إلى حقنا القانونى فى جمع البيانات من المواطنين مما تسبب فى تعرضنا أنا وزملائى للاعتداء بالضرب والتوبيخ من قبل حراس العقارات «البوابين» والمطاردة أحيانا ومن بعض السكان بل ان الأمر وصل إلى طردنا من أحياء كاملة لم نستطع أن نعود إليها مرة أخرى وبالتالى سقطت من حساب التعداد..! وتضيف عزيزة : إن الجهاز تعامل معنا على طريقة «عمال السخرة» حيث إننا نعمل منذ أكثر من 4 أشهر حتى الآن أنا وزملائى الذين تصل أعدادهم إلى 10 آلاف يغطون محافظة الجيزة ولم نتقاض أجورنا التى تم الاتفاق عليها مع الجهاز وهى 2000 شهريًا حتى انتهاء التعداد فى شهر أغسطس عام 2018 بل وصل الأمر ببعض الزملاء إلىالتحفظ على التابلت الخاص بالجهاز كمقابل لأجره الذى لم يتقاضاه أصلًا وهناك من أضطر إلى أن يترك عمله فى التعداد وتنازل عن كافة حقوقه كتابيًا بعد عمله لأكثر من 5 أشهر فى الجهاز..! وأضافت عزيزة : إنه لا توجد علاقة بين المندوب الموجود فى الشارع والجهاز إلا من خلال المشرف المتابع للمجموعة أو المشيخة ولا صحة لما تردد أن للجهاز مندوبًا فى كل أماكن تواجده ويزلل له العقبات كما قالوا وييسر له الصعاب التى تواجهه فى عمله بالتعداد، فكلها أمور للاستهلاك المحلى فقط..! أما سارة أسامة أحمد عبد الصمد مندوبة الجهاز فطالبت بإعادة التعداد مرة أخرى لما فيه من أخطاء فادحة لا يمكن أن تمر مرور الكرام! وأن المشكلات التى يواجهونها تضرب مصداقية الأرقام والبيانات التى يحصلون عليها ويجعلها غير معبرة عن الواقع تمامًا !.. وتضيف: إن غياب الرقابة من قِبَلِ المشرفين على مجموعات جمع البيانات ليس لديهم ضمير ويعملون من منازلهم ! حيث نقوم بالاتصال بهم حينما نواجه مشكلة فى أحد الأحياء أو الشوارع فيطلبون منا بكل بساطة تخطى هذا الشارع أو الحى، وحينما نطالب بحقوقنا المادية يكون الجواب «لسه مفيش فلوس من وزارة المالية» كما أن هناك خصومات تصل إلى ما يقارب ال500 جنيه من إجمالى المكافأة التى تبلغ 2000 جنيهًا تحت مسمى ضريبة دخل ! على الرغم من أننا ليس لدينا عمل ثابت. وتقول بثينة أحمد المشرفة على مجموعة جمع البيانات فى مشيخة الطالبية بفيصل الجيزة إن هناك تهديدات تواجه العاملين فى التعداد خاصة فى المناطق النائية حيث يتعرضون للسرقة والتثبيت وأحيانًا كثيرة للطرد والضرب من قِبَلِ بعض البلطجية، ولا يستطيع الجهاز توفير الحماية اللازمة لهم مما أعطى رسالة سلبية للمندوبين بحالة لا مبالاة انعكست على عدم إصرارهم على الوصول إلى البيانات والمعلومات المطلوبة منهم بدقة.. ويروى أهالى بعض المحافظات عن مندوبى التعداد الذين ذهبوا إلى محافظة الشرقية لمعرفة عدد البقر والجاموس ولم يتطرق إلى معرفة عدد البشر!! وجاء رد اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز على التحديات والمشكلات التى تواجه مندوبى التعداد وتضر بسمعة البيانات المنتظرة من هذه العملية قائلًا: إن المرحلة الأولى للتعداد أنجزت المستهدف منها بنسبة 70% وهذه حصيلة جيدة كما اكد خبراء الإحصاء، مضيفًا: إن المشكلات والتحديات التى واجهت بعض مندوبى التعداد قد تم التواصل معهم وحلها وأن أكثر من 90% منهم قد حصلوا على رواتبهم أو جزء منها وإنه بصفة شخصية يتفاوض مع وزير المالية لعدم استقطاع ضريبة الدخل لمندوبى التعداد.. أما أحمد كمال مستشار رئيس الجهاز لشئون التعداد السكانى فقد أكد أن التعداد واجهته أزمة كبيرة فى بداية تعداد المرحلة الأولى بسبب تسرب أكثر من 5 آلاف مندوب من التعداد بعد حصولهم على دورات تدريبية مكثفة، مما اضطرنا للإعلان عن احتياجنا ل5 آلاف آخرين مما ألقى بمزيد من الأعباء المادية على عملية التعداد، كما أن المراحل المقبلة سوف يضطر الجهاز للإعلان عن احتياجه ل9 آلاف مندوب لتغطية الخريطة الجغرافية للتعداد حتى نستطيع الوصول إلى المناطق النائية التى تسقط من التعداد. ........................................ نقلا عن "الأسبوع" الورقى