بدأ الحديث العلنى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية عن الحرب المقدسة التى يسعى إلى شنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورجال حكمه ضد المسلمين ويناقش مفكرون ومحللون الأفكار والخطوات المتسارعة التى يتخذها ترامب ورجاله لإشعال حرب عالمية ضد المسلمين تشبه إلى حد كبير الحروب الصليبية التى أشعلتها أوربا ضد المسلمين بحجة الدفاع عن بيت المقدس. وتنطلق هذه الحرب الفتاكة والمدمرة تحت شعار حماية أمريكا من الإرهاب الإسلامى المزعوم الذى يعبر كل مسلم إرهابى حتى لو ثبت العكس فلا قيمة للمعلومات أو الحقائق التى تنشرها الصحف أو المراكز الأمريكية أو حتى أجهزة الاستخبارات التى تنفى عنك هذه الصفة أو تثبت أنك مفيد ومهم للأمن القومى الأمريكى. ولتحقيق ذلك يتحرك ترامب ورجاله للقضاء على الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى باعتبارها أدوات غبية وتعمل ضد مصالح البلاد، كما يعادى القضاء الأمريكى ويتهمه بالجهل ويتحرك سريعًا لصناعة وتأسيس جهاز مخبارات موازِ يضمن من خلاله تسريب المعلومات التى يريدها والتى تحقق هدفه. ترامب الذى أعلن صراحة أنه لا يستبعد الخيار العسكرى ضد إيران لا يفعل ذلك لأن إيران تهدد الأمن القومى الأمريكى أو لأنها تشعل بغباء حقير المنطقة بحروب طائفية أو لأنها تهدد إسرائيل بتجاربها الصاروخية ولكن فقط لأن تدمير إيران فى هذا التوقيت يعنى تدمير كل منطقة الخليج بعد أن نجحت أمريكا فى تفخيخ كل شبر وكل إنسان فيها. النظام الإيرانى دمر المنطقة العربية كما لم يدمرها عدو أو غازِ من قبل وتعاون مع أمريكا أكثر مما تعاونت معها إسرائيلى لفى تدمير الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة الإسلامية ولكننا نفعل الشأن نفسه إن تعاونا مع ترامب لتدمير إيران. أمريكا ساقت العرب كالقطيع لتدمير العراق وهى تحاول أن تفعل الشىء ذاته مع إيران بعد أن استخدمتها لتدمير العراق وسوريا. إيران يمكن عقابها عربيًا وإقليميًا عبر حصارها ومقاطعتها إذا فشلت جهود وقف حروبها الطائفية، كما يمكن هزيمة ميليشياتها عسكريًا وأفكارها لكن استباحة تدميرها ستكون حتمًا مقدمة لتدمير ما تبقى من أمة العرب. كبير المخططين الاستراتيجيين لترامب، ستيف بانون، قال فى صيف عام 2014، وفى خطاب له فى الفاتيكان،: «نحن على شفا صراع وحشى شديد الدموية، وإن لم يتكاتف الحاضرون هنا فى الكنيسة، ويشكلون نوعًا من الميليشيا الكنسية، ليس لحماية معتقداتنا فقط، ولكن للقتال باسمها ضد هذه البربرية الصاعدة، فإن ذلك سيقضى على كل ما ورثناه من معتقدات منذ آلاف السنين. أعتقد أننا الآن فى المراحل الأولى من حرب عالمية ضد الفاشية الإسلامية». وبانون الذى يدعو لحرب صليبية عالمية مقدسة ضد المسلمين ينتمى إلى المعسكر اليمينى المتطرف، ويُعادى السامية والمسلمين وضد الهجرة، ويدعم السيادة للمسيحيين البيض، وهو أحد أبرز دعاة اليمين البديل، وهى حركة تؤمن بتفوق الجنس الأبيض، وقد شبهه بعض المحللين الأمريكيين ب«جوزيف غوبلز» وزير الدعاية لهتلر النازى. وللرجل فضل كبير فى فوز ترامب، لكونه رئيسًا لحملته الانتخابية.