أصدر الأسطورة (هيكل)، كتابه، (الانفجار 1967)، عام 1990، عن أحداث، حرب 1967، وقام هيكل، ليذكرنا بجريمة الخيانة العظمى، واتهام (مصطفى أمين)، بالتجسس لحساب أمريكا، وقام بنقل محضر خاص، بلقاء بين الزعيمين، المصري، (جمال عبد الناصر)، والباكستاني، (ذو الفقار على بوتو)، يدين فيه الزعيم (عبد الناصر)، (مصطفى أمين)، وينقل ل(ذو الفقار على بوتو)، وقائع القضية، كدليل دامغ، على تأمر أمريكا، ضد مصر، ومحاولاتهم المستميتة، وألاعيبهم المستمرة، للتخلص من حكم الزعيم الخالد، عبد الناصر. تبدو العلاقة بين الأسطورة هيكل، و الأستاذ، مصطفى أمين، معقدة، وسر تعقيدها، أنها بدأت من جانب، مصطفى أمين، ولا يجب أن ننسى أصالة هيكل، حيث كان طوال فترة المحاكمة، والسجن، كان على اتصال دائم، بمصطفى أمين، وقام بتوكيل محام للدفاع عنه، فضلا عن أن هيكل، كان يمده فى سجنه، بكل مستلزماته من أقلام، وأوراق، وغذاء، ودواء، وحاول هيكل، أكثر من مرة مع الزعيم عبد الناصر، أن يخفف الحكم على مصطفى أمين، والاكتفاء بكشف عمالة، مصطفى أمين، وتركه يرحل خارج مصر، ولكن عبد الناصر، رفض رفضا قاطعا، وقال الزعيم، للأسطورة، إنه لا يستطيع العفو عن الجواسيس، واستمر هيكل، مساعدا، ومساندا، لأسرة مصطفى أمين، أثناء محنته، وأزمته. وفى منتصف السبعينيات، أصدر (صلاح نصر)، مدير المخابرات العامة المصرية، الأسبق، كتابا، عن قضية مصطفى أمين، بعنوان: (عملاء الخيانة.. وحديث الإفك)، كتب فيه تفصيليا، وقائع، وأحداث، قضية تجسس، مصطفى أمين، كاملة، ولم يكتف، صلاح نصر بذلك، بل قام بالرد على كتاب، مصطفى أمين، (سنة أولى سجن)، الذي سرد فيه وقائع، وأحداث كاذبة، عن تعذيبه، وتعذيب آخرين، فى السجن، وأثبت صلاح نصر، أن مصطفى أمين، نقل ما أورده فى كتابه الكاذب، من وقائع تعذيب زائفة، من كتاب (غسيل المخ)، للكاتب الأمريكي، (إدوارد هنتر)، طبعة نيويورك عام 1966. وذكر صلاح نصر، في كتابه، أن جهاز مكافحة التجسس، فى العهد الملكي، كان يحتفظ بملف خاص، لمصطفى أمين، حول علاقته المشبوهة، بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، كما خصص مدير المخابرات المصرية، الأسبق، فصلا كاملا، فى كتابه، باسم، (المهرب)، وذلك بسبب تهريب، مصطفى أمين، لكثير من الأوراق الهامة، والأموال، خارج مصر، بعلم جهاز المخابرات المركزية الأمريكية، ونشر صلاح نصر، فى كتابه، صور القبض على مصطفى أمين، متلبسا مع ضابط المخابرات الأمريكية، (الدبلوماسي، بروس تايلور أوديل). والغريب في الأمر، أن مصطفى أمين، لم يرد حتى وفاته، على هيكل، أو صلاح نصر، ردا مباشرا، ولكنه اهتم، وانشغل، وكرس حياته، لصياغة مجموعة كبيرة من الكتب، على شاكلة، (مذكرات اعتماد خورشيد)، و(مذكرات برلنتى عبد الحميد)، كما توجه لقيادة قطيع من الكتاب، والصحافيين، لتشويه ثورة 23 يوليو، مع قائدها، الزعيم الخالد، (جمال عبد الناصر)، متهمين إياه، بأبشع التهم، وحتى بعد وفاة مصطفى أمين، استمر هذا القطيع، بمواصلة أدوارهم المزيفة، ومبادئهم الزائفة، في الهجوم على عبد الناصر، وعهده، ونظامه، والتباكي على براءة مصطفى أمين، المزعومة. أريد القول.. إن الكاتب الصحفي الكبير، مصطفي أمين، كان يعمل فعليا، جاسوسا، لدى المخابرات الأمريكية، وأن هؤلاء الذين شكوا، وتشككوا، وتشابكوا، أصبح لهم أن يتأكدوا، بل يتيقنوا، بصحة، وصدق، ويقين الواقعة المشئومة، ليس استنادا على رائعة الأستاذ الأسطورة، (محمد حسنين هيكل)، (بين الصحافة والسياسة)، وليس على كتب، ومذكرات، ووثائق، صانع المخابرات المصرية، ومؤسسها، وقائدها، (صلاح نصر)، بل إن الدليل القديم، هو ملفات المخابرات المصرية، العريقة، والدليل الجديد، هو ملفات المخابرات الأمريكية، من خلال الكتاب الذي صدر في الولاياتالمتحدة، وهو كما نعلم، ويعلم المثقفون، أنه كتاب ضخم، بل موسوعة، تقدم تاريخ الوكالة، منذ نشأتها، عام 1947، وحتي نهاية عصر جورج بوش الابن، حيث ركز مؤلف الكتاب، (تيم وينر)، علي خيبات الأمل، لدى المخابرات الأمريكية، وعملياتها الفاشلة، فضلا عن قيامه لسنوات طويلة، بتتبع، وكتابة، وتغطية، أنشطة المخابرات الأمريكية. جدير بالذكر.. أن هذا الكتاب، قد حصل علي جائزة (بوليتزر الأمريكية)، الصحفية المعروفة، تقديرا، واعترافا، بأهمية، ودقة، هذا الكتاب، (ميراث من الدماء.. تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية)، الذي وصل إلى أكثر من 700 صفحة، تتناولت وقائع، وأحداث، جرت علي مدى 16 قائدا، للمخابرات الأمريكية، أهم ما كشف عنه هذا الكتاب التاريخي، هو صلة مصطفي أمين بالمخابرات الأمريكية، حيث كانت ال«سي آي إيه»، تدفع المال، مقابل الحصول علي معلومات، ونشر تقارير إخبارية، تؤيد السياسة الأمريكية، كذلك يؤكد الكتاب، بالدلائل، والوثائق، والتسجلات، والاعترافات، أن مصطفي أمين، ضمن قائمة، من تدفع لهم المخابرات الأمريكية، مبالغ مالية، وأن (بروس أوديل)، كان يتقابل منتظما، مع مصطفي أمين، في شقته بالزمالك. مستشار بالسلك الدبلوماسي الأوربي