عرض هيكل، قضية مصطفى أمين، في كتابه الوثائقي، (بين الصحافة والسياسة)، الذى أورد فيه تفاصيل خطيرة، عن قضية تجسسه، لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والتي تم تدعيمها بالوثائق، التى ثبتت فعل الخيانة، عليه، وتثير الشكوك أيضا، حول شقيقه على أمين، وقد تحدى مصطفى أمين، الأسطورة هيكل، أن يكذب ما ورد فى كتابه، (بين الصحافة والسياسة)، من وثائق، وأدلة، تدينه، وأنه سوف ينفى عمالته للأمريكان. وقد قام هيكل، بنشر مقالات الأستاذين، الأخوين، أمين، في كتابه، يمجدان الملك فاروق، والهجوم على حزب الوفد، كما قام الأستاذ، بنشر مقالاتهما، يمجدان، الزعيم جمال عبد الناصر، قبيل القبض على مصطفى أمين، بأيام معدودات، كذلك نشر هيكل، في نفس الكتاب، وثيقة تتكون من 60 صفحة، مكتوبة بخط يد مصطفى أمين، وبنفس أسلوبه المعتاد، المتعارف عليه فى الكتابة، هذه الوثيقة تتضمن، رسالة منه، للزعيم عبد الناصر، يقدم فيها اعترافًا خطيًا، بعمالته للأمريكان، طالبا العفو من الرئيس. قدم هيكل، تفنيدا، لادعاءات مصطفى أمين، الذي ادعى تعذيبه فى السجن، مستعينا بشهادة محامي مصطفى أمين، فى قضية التجسس، التي ذكرت تفاصيلها، في الحلقتين السابقتين، كما استشهد هيكل، بشهادات أصدقاء مقربين من مصطفى أمين، منهم الصحافى اللبناني، (سعيد فريحة)، وكذلك رئيس وزراء السودان، (محمد أحمد محجوب)، اللذان أكدا كلام هيكل، عن عدم تعرض مصطفى أمين، للتعذيب فى سجنه. ذكر هيكل في كتابه، أن مصطفى أمين، كان يقوم بتهريب الأموال للخارج، عبر أصدقائه، فى المخابرات الأمريكية، فضلا عن أنه كان يجيد فبركة الأكاذيب، ويصدقها، ويزيد عليها، ووصفه بأنه رجل لكل العصور، وأن قضية مصطفى أمين، هى القضية الأولى، فى سجلات المخابرات العامة المصرية، وأن وثائقها، وتفاصيلها، موجودة فى متحف المخابرات العامة المصرية، وجاء الإفراج، عن مصطفى أمين، ضمن صفقة، أفرج عنه، مع مجموعة من عملاء أمريكا، وإسرائيل، حيث تساءل هيكل، في كتابه، لماذا تأخر السادات، فى الإفراج عن مصطفى أمين، كل تلك المدة من 1970 حتى 1974 لو كان يعتبره بريئا؟، ولماذا أفرج السادات، عن مصطفى أمين، إفراجا صحيا، إذا كان واثقا من براءته؟، ولماذا لم يرفع مصطفى أمين، قضية يطلب فيها، إعادة محاكمته، لتبرئة ساحته، وتنظيف سمعته، من تهمة العمالة، والتجسس، والتخابر لصالح الأمريكان؟. كذلك قام هيكل، بنشر وثيقة، شديدة الخطورة، في ملحق وثائق كتاب، (بين الصحافة والسياسة)، عن على أمين، هى الوثيقة رقم 28، وهي عبارة عن مذكرة، بخط سامى شرف، وزير الدولة، مدير مكتب الرئيس، رفعها للزعيم جمال عبد الناصر، بتاريخ 3 يونيو 1970، قامت برصد مجموعة من التحركات، التي تتم ضد مصر، على الصعيدين الداخلي، والخارجى، ولكن هيكل، قد قام بالشطب على كلام سامى شرف، الذى رصد هذه التحركات، لاعتبارات، تتعلق بالأمن القومي، وقت صدور كتاب، «بين الصحافة والسياسة». ولكن على الطرف الأيسر، أعلى الصفحة، تأشيرة، بخط يد الزعيم عبد الناصر، كتب فيها: (لقد تقابل على أمين، فى روما، مع أحد المصريين، المقيمين فى ليبيا، وقال له: إن الوضع فى مصر سينتهى أواخر عام 70)، كما كان على أمين، هاربا من مصر، بعد تورط أخيه، مصطفى أمين، بالتجسس ضد مصر، لحساب أمريكا، في نفس الوقت، الذي كانت تحيط الشبهات، بعلى أمين، ففضل أن يبقى خارج مصر، ولكن، هنا سؤال هام: كيف علم على أمين، أن الوضع سينتهي فى مصر، أواخر عام 1970؟ وبالفعل، لقد توفي الزعيم الخالد، جمال عبد الناصر، في 28 سبتمبر 1970، أى نهاية عام 1970 تقريبا، وبوفاته انقلبت كل الأوضاع فى مصر، بل فى الوطن العربي، وكيف نما إلى علم (على أمين)، بوفاة الرئيس، جمال عبد الناصر، قبل وفاته بثلاثة أشهر؟، ومن هو هذا المصري، الذي قال له على أمين: إن الوضع سينتهي فى مصر، أواخر عام 1970؟ ولماذا كتب الرئيس جمال عبد الناصر، تلك التأشيرة بالذات؟، ولماذا تذكر على أمين، تحديدًا؟! وإذا ما قمنا بالربط بين هذه الوثيقة، واهتمام مصطفى أمين، بمعرفة الحالة الصحية، للرئيس عبد الناصر، وقيامه بإبلاغ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بذلك، فهل يكون للمخابرات الأمريكية، دور فى وفاة الرئيس عبد الناصر، خاصة أن كتاب، (ميراث من الدماء، تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية)، الذي يروي تفصيليا، قضية تجسس مصطفى أمين، ومحاولات الوكالة المستمرة، لاغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، والإطاحة بنظام حكمه. مستشار بالسلك الدبلوماسي الأوربي