روى ابن كثيرٍ في(البداية والنهاية): "أنه مرَّ ذات مساء؛ في ليلةٍ شاتيةٍ عابثةٍ فاضحةٍ؛ زمهريرها أقسى من صقيع سيبيريا على جبل القرافة بقاهرة المعز؛ فسمع من على البعد حشرجةً وهمهماتٍ؛ فاختبأ خوفاً على حياته من العفاريت؛ فطنَّ في أُذُنَيه كلامٌ ليس من كلام المسلمين، ولا أهل الكتاب المُوَحِّدين؛ فرأى قائله؛ فكان أعور أغبر أزعر؛ وكان قطيع الحميرُ من حوله يناديه أبا سبسبة؛ فقال بلهجة التهديد والوعيد والزفيد: 11نوفمبر هو يوم الحسم يا جماعة؛ هو عودة مرسي العيّاط إلى كرسي الحكم؛ فقد رأيتُ رؤيا ميمونةً؛ كان فيها الإخوان يحملون الخزائن الذهبية، ويفتحون قصر الرئاسة، ويحكمون مصر من جديد؛ فهيا يا جماعة إلى الحور العين؛ فهنَّ ينتظرن الأزواج، والمعابثة والرفث والجماع؛ فلكل واحدٍ ممن يشارك في 11نوفمبر مائة من الحوريات! فهتف القطيع المحروم المبهوت المخدوع المنخوع: إلى الحور العين؛ إلى اللحم الحلال! لكنَّ أحد الإخوان المُتَعجِّلين قاطعهم قائلاً: ولكن يا سيدي؛ أنا أريد الآن حوريةً واحدةً؛ أذوق عُسِيلتها قبل موتي؛ فهل يتحقق حلمي؟! وصاح القطيع مثله: كلنا نريد حورياتٍ الآن يا مولانا؛ فمتى تسمحون لنا بالمعابثة قبل النزول للفوضى؟! فوجم الشيخ الإخوانجي؛ فلم يعرف كيف يرد على هذا، ولا على هؤلاء؛ وعلى الفور أجرى مهاتفةً في محموله(الثريا) وبعد ثوانٍ؛ وقف بين القطيع الشارد السادر الغادر؛ وهو يزف لهم البشرى العظيمة؛ فقد وافق فضيلة الإمام المرشد على إعطاء كل واحدٍ ممن سيشارك في الفوضى؛ إعطائه فتاةً أوربيةً مِلكَ يمينٍ وشِمالٍ؛ يعبث بها كيف يشاء، وظرفاً من البنكنوت الأخضر الأخضر؛ فهتف القطيع الحيواني الشهواني الإخواني؛ بصوت الرضا: الحمد لله على البشارة! وبالفعل؛ فما هي إلا دقائق؛ ودخلت مجموعاتٌ ومجموعاتٌ ومجموعاتٌ من خالعات بُرقع الحياء، وكاشفات الصدور والنهود والأرداف والظهور؛ من الشقراوات والبيضاوات والصفراوات والسمراوات والحمراوات؛ فهمَّ القطيع الجائع؛ وهمتّ المومسات؛ وحدثت المواقعات على الملأ؛ واحتسى القطيع الويسكي، والفودكا، والشمبانيا، والشيشة، والحشيش، والأفيون؛ وبعد ساعاتٍ من المجامعات الجهرية، والموبقات العصرية الشرعية حسب ميثاق الجماعة وفتاواها؛ ترك القطيعُ المرشدَ مع جواريه؛ وأخذ كل واحدٍ محظيته إلى بيته؛ ونسيَ الجميعُ يومَ الفوضى؛ فقد اكتفوا بالفوضى الشيوعية مع البنات الأوربية والدولارات الأمريكية! فلما جاء اليوم الموعود خرج مرشد الإخوان وجواريه، والبرادعي ومساعدوه، والقرضاوي وغلمانه، وأيمن نور وبطانته، والجوادي وزبانيته، وإبراهيم منير وأفّاقوه، وكانوا بالعشرات فقط؛ فتم القبض عليهم؛ وتقديمهم للعدالة الناجزة، بتهم التخابر، ومحاولة قلب نظام الحكم، وخيانة الدين والعروبة، ونشر الفوضى في البلاد، وتهديد الأمن والسلم الاجتماعي. ومن يومها؛ فلم تقم لشجرة الإخوان الملعونة قائمة في بَرِّ مصر على الإطلاق، وباتت نسياً منسياً"! لكنَّ الاعتراض الشديد على الرواية السابقة؛ جاء من قِبَل شيخ المؤرخين ابن جرير الطبري؛ إذ اعترض بقوةٍ على رواية ابن كثير؛ بل كذَّبه في دعواه قائلاً: "بل الرواية الصحيحة الأكيدة التي تحقَّقتُ منها بعد تمحيصٍ ومراجعةٍ وتدقيقٍ وتوثيقٍ؛ أنَّ الإخوان بعد سماحهم بحدوث يوم المعابثة الكبير الكبير؛ اشتدَّ الهمُّ والنَّكَدُ والغمُّ على المرشد الإخواني السابق محمد بديع في محبسه؛ فقد كان يود من أعماقه؛ أن يكون قائد يوم المجامعة العظيم قبل يوم الفوضى المزعوم؛ فما كان منه إلا أن أصدر عدة تويتات وتغريدات وفوسبوكّات على النت قائلاً: لا تُصدِّقوهم لا تصدقوهم؛ فأنا المرشد، والمرشد أنا؛ وكل ما حدث من معابثات ومواقعات من دون إذني وإشارتي وموافقتي؛ فهي حرامٌ حرامٌ! وإزاء اعتراضه السافر؛ قام محمود عزت المرشد الحالي بالرد عليه، وتخطئته قائلاً له: ما لكَ وللإخوان! لقد انتهى عهدك البائد، وها هو ذا عهدي القائد؛ فأنا المرشد، والمرشد أنا، والمعابثات حلالٌ حلال؛ فهي شرعيةٌ شرعية، وهي لزوم تأليف القلوب، وتوحيد البنين والبنات على هدف التفريخ والتفخيخ والتجليخ، ولا يمكن جمعهم إلا بالمجامعة؛ فالمجامعة جمع وجِماع واجتماع ومجموع ومجمع وجامع وجامعة وجميع وجمع؛ وكلها صيغٌ مشهورة معروفة في الفصحى؛ فلا تثريبَ على الشباب؛ إنْ نحن أطلقنا لهم العنان؛ بممارسة الهوى تحت نظرنا وأمرنا وموافقتنا؛ فنحن المرشد، ونحن الجماعة، ونحن أهل الحل والعقد؛ لا أنتَ أيها الخارج الرافض الفاسق"! لكنَّ هذه الرواية لم تُعجِب ابن خلدون؛ فانبرى في(مقدمته) الشهيرة يطعن في ابن كثيرٍ، وفي الطبري؛ إذ ما لهما وللتاريخ؛ فللتاريخ رجاله، لا عياله! فقال بحدته وقسوته؛ وهو الجالس فوق جبل المقطم: "بل الثابت قطعاً وتوثيقاً ونقلاً؛ أن يوم المجامعة الكبير؛ لم يبدأ إلا بعد أن عابث المرشد محمود عزت محظياته على الملأ؛ ففاسق الإنجليزية، وضاجع الأمريكية، وواقع الفنزويلية، ولاعق التركية، وواطأ القطرية، وتحرَّش بالألمانية، وفضَّ الفنلندية، وعضَّ الكندية، وبضَّ الفرنسية، وخضَّ الإيطالية؛ فقام الشباب بهتك أستار البنات؛ وطرقع الجميع أنخاب الشراب؛ فقد أفتى الشيخ القرضاوي بحِلِّ الشراب فقط في هذا اليوم المبارك المشهود؛ فخمره حلالٌ، ومواقعته حلالٌ؛ حسب فتواه الشهيرة"! لكنَّ مؤرخ الإخوان فقط جمال عبد الهادي؛ الذي وقف في رابعة قبل ثلاث سنوات؛ فزعم زعمه الغريب العجيب المريب الظريب؛ أنه رأى رؤيا النصر؛ لقد رأى سيدنا جبريل يقود جيش الإخوان! فلم يصدقه فيها أحدٌ على الإطلاق! إذ قال بعنجهيته الطاغية الباغية: "بل الثابت لي بعد مراجعةٍ وتدقيقٍ وموازناتٍ؛ ورؤيتي لسي ديهاتٍ حقيقيةٍ؛ لهذا اليوم العظيم؛ أن المجامعات كانت داخل المقابر؛ لئلا تطلع الأنظار على العورات؛ فتمت المواقعات ضمن الستر الشرعي والسياج الأخلاقي؛ وبعد أن استغرقت العمليات حتى الفجر؛ قاموا جميعاً شباناً وشابات بصلاة الفجر؛ يؤمهم محمود عزت ووراءه جواريه؛ ثم انتقلوا إلى البيوت؛ تزفهم بشرى الفتح"! إلا أن المؤرخ/ عبد العظيم رمضان؛ ذكر في تاريخه الكبير؛ " أن العبث كان قبل الفجر وبعده؛ وأن العيال نسوا الخروج للفوضى؛ فقد اكتفوا بفوضى الأجساد والأكباد والأعياد؛ فقد صار 11نوفمبر عيداً عالمياً للمواقعات الشرعية الإخوانية الفوضوية"! في حين؛ أن المؤرخ الإخواني القح/ محمود عبد الحليم أكد أن المرشدين السابق والحالي للإخوان؛ لم يختلفا؛ بل اتفقا على الفتوى؛ بجواز الشراب والمعابثة؛ أملاً في الفوضى؛ وأن الكل عاثَ وباسَ وجاسَ وكاسَ وطاسَ وظاس وقاسَ وماسَ وهاسَ ولاسَ وتاسَ وداسَ وضاسَ وعاسَ وغاسَ؛ فلماذا الخوضُ والغيبة والافتئات والإفك في موضوع اللباس؟". بينما؛ ذهب المؤرخ الإخواني الليبي/ علي محمد الصلابي في كتابه(النصر يوم الرفث) إلى أن: "كل الروايات الأخرى؛ مغرضة؛ كتبها أعداء الإخوان؛ وأن المتفق عليه؛ بل المُجمع عليه؛ أن المجامعات كانت بزواجٍ عُرفيٍّ وافق عليه الشيخ القرضاوي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ وأن جميع نفقات الحفل والشراب والجماع؛ كانت بأموال قطرية تركية؛ وأن أردوغان أرسل للمحتجين مائة ألف غانية تركية؛ لتسخين المعركة، وضخ فتيل المنازلة، وبدء يوم المجامعة! وأن أنجيلا ميركل أرسلت لهم خمسة آلاف هيفاء ألمانية؛ لزوم شعشعة هذه الليلة الساخنة الوادعة! وأن هولاند أرسل لهم خمسة آلاف مومس فرنسية؛ لا يعرفن إلا لغة الجنس والمخامرة والمعاشرة! وأن أوباما أرسل لهؤلاء الظامئين الكالحين الظالحين ألف شقراء أمريكية؛ لا يعرفن إلا لغة السرير، وما أدراك لغة السرير؛ مع القطيع الهائج الراهج الشاحج؟! لكنَّ الإخوان وثقوا جداً في العيال؛ وظنوا أنهم سيخرجون بالآلاف المُؤلَّفة؛ فلما حان وقت الفوضى المقرر؛ لم يخرج إلا المرشد، والقرضاوي، وقادة الجماعة الكبار؛ فتم اصطيادهم بكل سهولةٍ؛ وتم الإجهاز عليهم؛ فقد أخطأ الإخوان التقدير؛ وظنوا أن الشعب معهم؛ في حين أنه وقف ضدهم على طول الخط"!