«هناك إرهابى واحد فى هذا العالم يجب على الجميع أن يدرك هويته، وهو تونى بلير، أسوأ إرهابى فى العالم».. بتلك الجملة البسيطة أصابت شقيقة جندى بريطانى.. قُتل فى الحرب الغربية القذرة على العراق 2003م.. كبد الحقيقة، وذلك ردًا على السفاح «بلير» رئيس وزراء بريطانيا السابق الذى ارتدى عباءة التائبين وذرف دموع التماسيح، معلنًا أنه يتحمل المسئولية الكاملة عن كارثة غزو العراق، مقدمًا اعتذاره لأسر الجنود الذين قتلوا بتلك الحرب المجرمة!!. اعتذار السفاح «بلير»، جاء إثر إعلان نتائج التحقيق الذى استمر لتسعة أعوام بشأن التدخل العسكرى البريطانى فى العراق والذى أكد أن «الأسس القانونية لقرار بريطانيا بالمشاركة فى غزو العراق ليست مرضية، وإن بلير بالغ فى الحجج التى ساقها للتحرك العسكرى». وزاد رئيس لجنة التحقيق «جون تشيلكوت» إن المعلومات بشأن أسلحة دمار شامل مزعومة فى العراق والتى استخدمها بلير ليبرر الانضمام إلى الغزو الذى قادته أمريكا.. والذى أدى إلى الإطاحة بصدام حسين ومقتل 179 جنديًا بريطانيا..كانت مغلوطة لكنها قُبلت دون تفنيد؟!!. وهكذا انتهت المذبحة «الأمريكوبريطانية» ضد أهلنا فى العراق ب«اعتذار» من السفاح «بلير»، ومن قبله اعتذار آخر من السفاح الأكبر «جورج بوش الابن»، وكأن شعبًا لم يُذبح بلا رحمة ولم تُستبح أراضيه ولم يُطح بقيادته تحت زعم كاذب بوجود أسلحة دمار شامل!!. ولم ينس السفاح «بلير» أن يواصل كذبه-على هامش المؤتمر الصحفى الذى عقده للتعليق على تقرير «تشيلكوت»- حين قال نصًا:» أشعر بإخلاص على نحو لا يمكن للكلمات أن تعبر عنه لمعاناة أولئك الذين فقدوا أحباءهم فى العراق والعراقيين أنفسهم»!!. وهكذا غسل السفاح يديه المضرجتين بالدماء، وبعدها ربما ينام هادئًا قرير العين بعد أن أدى ما عليه وأرضى ضميره متناسيًا جريمته الشنعاء وسيره كتابع يشبه «الدمية التى تُحرك بالخيوط» للسفاح «بوش»!!. والغريب أن «بلير» لم يكتف بما سبق بل اعترف بأن «المعلومات الاستخباراتية وقت الغزو ثبت خطؤها، وأن ما حدث بعد الغزو بدا أنه أكثر تعقيدًا مما كنا نتصور»، مضيفًا: «هذه الأمة التى أردنا أن نحرر أبناءها من أشرار صدام حسين تحولت إلى ضحية للانقسامات الطائفية، وبسبب كل هذا فأنا أعبر عن حزنى وأسفى واعتذارى إلى حد قد لا تصدقونه».. ونحن بدورنا: لا نصدقك، ولا نثق بك، ولا يمكن أن نغفر لك وللسفاح «بوش» جرائمكما فى حق العراق وفى حق الأمة العربية مدى الدهر.