يشهد العالم الان العديد من التحديات الهامة التى تدفع بعض الدول فى دخول صراعات متعددة سواء اكانت هذه الصراعات " اقتصادية او دبلوماسية او عسكرية " من أجل السيطرة على منابع البترول لتأمين اقتصادياتها . و على هامش هذا الحراك الملموس و الاهتمام بالبحث عن بدائل جديدة للطاقة . توصل المهندس "حسن او حشيش" الباحث بالمركز القومى للبحوث الى اكتشاف منبع جديد للطاقة و صديق للبيئة دون ان يسبب اضرار او تلوثات للبيئة الاسبوع قامت بمقابلة الباحث المصرى للتعرف على هذا الاكتشاف العلمى الجديد . وقال " او حشيش " فى بداية حديثة ان يشيد بدور الاعلام فى دعم الابحاث العلمية والباحثين اللذين يسعون الى اكتشافات هدفها خدمة الوطن . وقال "الباحث " ان في الوقت الحاضر يحتاج العالم إلى الطاقة الجديدة والمتجددة مع انخفاض سعرها علما بأن البترول هو من الطاقة غير المتجددة . ويوضح " الباحث " ان زيادة الطلب العالمي للطاقة ادى الى زيادة معدلات استهلاك الوقود الأحفوري ، مشيرا الى ان استنفاد هذا الوقود وحرقه يؤدى الى زيادة معدل انبعاثات العوادم الضارة مما يؤدى إلى ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي . ويؤكد "ابو حشيش " ان جميع الأبحاث الان تتجه إلى البحث عن وقود بديل منافس لمنتجات البترول و غير ملوث للبيئة . ويؤكد "الباحث " ان كل هذه التحديات والاحتياجات للبترول كانت عاملا فى البحث والاكتشاف موضحا انه توصل الى انه يمكن استخراج وقود حيوى من نبات "الجاتروفا " مشيرا الى ان مصر لديها فرص كبيرة للاستفادة من الجاتروفا في انتاج الوقود الحيوي للاستهلاك المحلى والمنافسة في تصديره للدول الأوروبية ، كما يمكن الاستثمار في هذا المجال بزراعته وإقامة مصانع لاستخلاص الزيت الحيوي من النبات وانشاء نظم للتسويق العالمي وهذا يعني ايجاد صناعة جديدة توفر آلافا من فرص العمل للشباب واشار " ابوحشيش " انه يمكن زراعة الجاتروفا في الظهير الصحراوي ، و فى الغابات الشجرية المجاورة لمناطق تحتاج إليه كبديل للبترول رخيص السعر ، كما أنه يعد وقودا آمنا وصديقا للبيئة ويتيح الإستخدام الاّمن لمياه الصرف الصحى كما يمكن زراعته في الطرق وعلى وداخل المدن للزينة وأيضا السكك الحديدية و الترع والمصارف والأماكن المهجورة. ويؤكد "الباحث " ان زراعة الجاتروفا نجحت على مياه الصرف الصحي وذلك ضمن المشروع القومي للاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحى حيث تجود زراعتها فى الأراضى الملحية والرملية ، كما تتحمل الأراضى القلوية والصخرية وكذا درجات الحرارة المرتفعة والصقيع وتحتاج القليل من الماء مما يبشر بنجاح زراعتها في انحاء الجمهورية وخاصة فى الغابات الشجرية ويقول "الباحث " ان محصول الشجرة الواحدة بعد سنتين من الزراعة 3- 4 كجم من البذور التى ستستخدم فى استخراج الوقود الحيوى ، كما يتوقع زيادة المحصول بزيادة عمر الأشجار و الذي تصل إلى 12-18 كجم /شجرةٍ ويزداد الإنتاج بعد مرور خمس سنوات من الزراعة كما ان عمر شجرة الجاتروفا يصل الى 50 سنة وتقل الإنتاجية تدريجيا بعد ذلك ويصل طولها أحيانا إلى عشرة أمتار . ويوضح " ابو حشيش " ان من اهم استخدامات الزيت المستخرج من نبات الجاتروفا ( البترول الاخضر) استخدامه كوقود حيوي ، كما يستخدم للإضاءة و عدة أغراض صناعية أخرى. واضاف " الباحث " ان شجيرة الجاتروفا لها استخدامات متعددة فهي علاوة على إنتاجها المتميز للزيت الحيوي فهي تستخدم كسور وسياج للمزارع لحمايتها من اعتداءات الحيوانات على المحاصيل الحقلية وكذلك لها إمكانيات متميزة في مقاومة انجراف التربة بالرياح و يؤكد "ابو حشيش " أن هذا الزيت النباتي يعتبر جزءا أساسيا لتوفير الاحتياجات الواعدة التجارية إما مفردا أو بعد خلطه مع الديزل. كما يوضح ان تكلفة الزراعة هى 1900 جنية للفدان في السنة الأولي ثم 1000 جنيه في السنه الثانية وتقل تدريجيا الي مراحل النضج ويؤكد الباحث ان الدراسات البحثية نجحت في تحقيق نتائج مذهلة في اكبر الموسسات البحثية بالدولة " المركز القومي للبحوث" بشعبة البحوث الهندسية بقسم الهندسة المكانيكية وتحت اشراف الأستاذ الدكتور سعيد محمد على أستاذ الطاقة والقوي الميكانيكية بجامعة الازهر والأستاذ الدكتور كمال احمد عابد أستاذ الطاقة والقوي الميكانيكية بالمركز القومي للبحوث والدكتور محمد صابر الباحث بالاحتراق الداخلي والمحركات بالمركز القومي للبحوث حيث تمكن المهندس الباحث " حسن أبو حشيش" بتصنيع طرق عديدة لاستخلاص الزيت من تلك الأشجار لاستخدامها في المحركات و الافران ومصانع الاسمنت والعديد من الاستخدامات الأخرى كوقود. وايضا قام تصميم وتصنيع واختبار أنظمة مستمرة ذو كفاءة لإنتاج الزيت من بذور الجاتروفا. منها وسائل الاستخلاص الميكانيكية، الهيدروليكية والكيميائية وجهاز الاستخلاص بالتسخين كما تم تصميم عصارات حلزونية و هيدروليكية لعصر بذور الجاتروفا لانتاج زيت الجاتروفا. بالمقارنة بين طرق الاستخلاص المختلفة تبين ان افضل الطرق للحصول على اعلى كمية من الإنتاج هي طريقة العصر باستخدام العصارات الحلزونية. و يؤكد الباحث " ان افضل استخدم لهذا الوقود الحيوي للجاتروفا كوقود بديل استخدامه دون اجراء اى تعديل على المحرك هي نسبة 20% كما يمكن استخدامه بنسبة 100% ولكن بعد اجراء بعض التعديلات. كما ان باستخدام الوقود الحيوي للجاتروفا فان اول أكسيد الكربون الغاز السام الناتج من عملية الاحتراق داخل المحركات سيقل تقريبا بنسبة 48% عن الوقود الحالي ، كما ستقل الجسيمات الناتجة من انبعاثات العادم بنحو اقل من 47 % من انبعاثات الجسيمات الكلية من وقود الديزل. وأيضا سيقل الهيدروكربونات وانبعاثات العادم من إجمالي المواد الهيدروكربونية (العوامل التي ساهمت في تشكيل السحابة السوداء والأوزون) في المتوسط بأقل من 67 % عن وقود الديزل. واوضح الباحث ان زراعة الجاتروفا ستساعد في توفير الاكسجين الناتج من تلك النباتات بكميات كبيرة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون الناتج من استخدام الزيت الناتج منها كوقود لاضعاف مضاعفة كما ستساعد في تنقية الجو وأيضا عمل تعادل في درجات الحرارة والرطوبة وأيضا التخلص وتنقية مياة الصرف الصحى ، أيضا ستوف المساحات الخضراء على عكس البترول المستخرج من باطن الأرض فهو مصدر للتلوث فقط .