اكد أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي في كلمته التي ألقاها اليوم بالجلسة الخامسة لدور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الأول على شكره لمصر العروبة ، حاضنة العمل العربي المشترك ، قيادة وحكومة وشعبا ، على استضافتها لأعمال البرلمان العربي وجلساته، لما فيه خير واستقرر ونماء مصر والأمة العربية جمعاء. كما قدم العزاء للرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري بضحايا الطائرة المصرية المنكوبة ، داعيا الله أن يتغمد أرواحهم بالرحمة والغفران ، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، مشيدا بدور القوات المسلحة المصرية، في محاربة الإرهاب وحفظ أمن واستقرار مصر. وأكد رئيس البرلمان العربي إن الوقت الراهن الذي تواجه فيه أمتنا العربية، أخطارا محدقة تهدد أمنها القومي ،وتحديات جسيمة محلية وإقليمية ودولية،تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب العربي، والتحكم في مصيره، يحتم علينا كممثلين له أن نبذل قصارى جهدنا في عمل عربي مشترك يرقى إلى مستوى الحدث، مشيرا الى ايمانه بالتعاون والاتحاد في مجابهة هذه التحديات، مؤكدا أنهما السبيل الأوحد للخروج بأمتنا العربية من أزماتها الداخلية ، أوما يحاك ضدها من مخططات خارجية ، وان التوجهات الحكيمة للقيادة العربية، وبالأخص توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، في تعزيز العمل العربي المشترك، وانشاء مجالس التنسيق العربية المشتركة،كمجلس التنسيق السعودي المصري، ومجلس التنسيق السعودي الإماراتي، خير دافع لنا من أجل تفعيل هذه الشراكة العربية على المستوى البرلماني وفي مختلف المجالات ،وبما يخدم الأمن القومي العربي ، وتطلعات وطموحات الشعب العربي. وجدد الجروان مطالبته للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بتطبيق القوانين الدولية لحل القضية الفلسطينية ، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وردع سياسات الكيان الصهيوني العنصرية تجاه الفلسطينين المنافية لكل القوانين الدولية ، من قتل واعتقال وتمييز ومصادرة الأراضي، واستمرار الاستيطان، كما دعا كافة برلمانات العالم للضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، بما يحقق العدل ويخدم مساعي السلام في المنطقة والعالم أجمع، كما دعاهم لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة، مؤكدا على دعمه لمساعي توحيد الصف الفلسطيني بين كافة الفصائل الفلسطينية. واكد رئيس البرلمان العربي على ان الوضع المزري للاجئين السوريين، في بعض الدول المجاورة والمآسي التي يتعرضون لها في بعض الدول الأوروبية ،وما يواجهونه من تسكين في أماكن لا تصلح للاستخدام البشري، يدعونا للعمل الفوري والعاجل من أجل وقف هذه المسرحية الهزلة، وإدراكا للمسؤولية الإنسانية والبرلمانية والأخلاقية وانطلاقا من الدور الذي يضطلع به البرلمان العربي، أطلقنا "مبادرة البرلمان العربي لحماية حقوق اللاجئين السوريين" والتي تسعى للتعاون مع المنظمات البرلمانية والإقليمية والدولية، والحقوقية والإغاثية، من أجل إيجاد حل عاجل وفوري لحماية حقوق اللاجئين السوريين، في ظل تزايد الانتهاكات والمآسي الإنسانية التي يتعرضون لها. وفي هذا السياق اشاد بانشاء دولة الامارات العربية المتحدة،مخيما للاجئين السوريين في اليونان، داعيا للمزيد من مثل هذه المبادرات الإنسانية. اوضح الجروان ان البرلمان العربي يسعى للحصول على العضوية الكاملة في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط ، دعماً للمصالح العربية في المنظمات الاقليمية، أسوة بالبرلمان الأوروبي، وهو الأمر الذي أكد إمكانيته، رؤساء البرلمانات والوفود العربية، من خلال وجود توجه لتغيير النظام الداخلي للجمعية. وطالب رئيس البرلمان العربي بفرض وقف اطلاق نار شامل وكامل في سوريا، حقنا لدماء اشقائنا السوريين ، كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، و التوقف الفوري عن عملية التجاذبات السياسية، على حساب دماء الشعب السوري، والعمل الجاد من أجل انهاء هذه الأزمة التي دخلت عامها السادس، ليعود الشعب السوري إلى أرضه، ويعيش في أمن وحرية وسلام. كما طالب النظام الايراني بالكف عن التدخل في شؤون الدول العربية، واحترام مبدأ حسن الجوار، ووقف سياساته الهادفة إلى نشر بذور الطائفية البغيضة، واثارت البلبلات في مناطق مختلفة من الوطن العربي، مجددا الدعوة لإيران لانهاء الاحتلال، والتجاوب مع مطلب دولة الامارات العربية المتحدة، في حل قضية الجزر الاماراتيةالمحتلة ، طنب الكبرى، وطنب الصغرى ، وأبو موسى ، بالتفاوض المباشر ، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. واكد الجروان على وقوفه مع الشعب العراقي الشقيق في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها، من قبل عصابات داعش الإرهابية ، والمعاناة من آثار الحصار المفروض على بعض المناطق، خاصة ما يعانيه المدنيين في مدينة الفلوجة ، مؤكدا على ضرورة عدم المساس بالمدنيين العراقيين وعدم الزج بهم في دوامة الصراع مع المنظمات الارهابية، وتأجيج الطائفية، كما دعم تطلعات الشعب العراقي في التنمية والازدهار، لما فيه خير العراق وعودته لحاضنته العربية. كما اشاد برعاية دولة الكويت الشقيقة للحوار اليمني ، والرؤية الثاقبة والدبلوماسية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ، من أجل دعم مسار الحوار اليمني ، آملين إن تفضي هذه المفاوضات، إلى ما فيه دعم إرادة الشعب اليمني الشقيق ، وتحقيق الأمن والسلام والحرية لكافة أبناء اليمن. وطالب المجتمع الدولي برفع الحصار عن تسليح الجيش الليبي ،بحيث يتمكن من مقاتلة الإرهاب وفرض القانون ،وحماية الشعب الليبي الشقيق،وتحقيق الأمن والأمان، مؤكدا على دعمه للبرلمان الليبي المنتخب المعترف به دوليا، كما نقف خلف الشعب الليبي ،في مسعاه للحوار وللمصالحة وحل الأزمة . كما دعا إلى دعم الدول العربية الأفريقية الأقل نماءا ، كجزر القمر وجيبوتي والصومال، من أجل الحفاظ على هويتها العربية التي تعتز بها، حماية لها من أطماع الدول الساعية إلى عزلها عن محيطها وانتماءها العربي، مشيدا في الوقت نفسه بجهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر وجمهورية السودان، في دعم هذه الدول، مطالبا بالمزيد من هذا الدعم ، وبالأخص في مجالات الصحة، والتعليم، والخدمات العامة، لما فيه خير ومصلحة شعوب هذه البلدان العربية الأصيلة. وتطلع الجروان للقمة العربية القادمة المزمع عقدها في جمهورية موريتانيا ، من أجل تعزيز العمل العربي المشترك ، في ظل الظروف الراهنة، وبما يحقق ما يصبوا إليه الشعب العربي من أمن والاستقرار و تنمية ونماء وازدهار.