استيقظت مصر صباح الخميس على فاجعة مؤلمة هي اختفاء الطائرة المصرية القادمة من باريس، حيث أعلنت شركة مصر للطيران فقدان الاتصال بالطائرة فوق البحر المتوسط، وبعدها ترددت اقاويل عن العثور على أجزاء متناثرة من جسم الطائرة بالبحر، إلا ان الشركة نفت ذلك ولم يعرف مصير ركاب الطائرة ، حتى كتابة هذه السطور وإن كان من الأرجح انهم فى ذمة الله. مشهد اخر حزين ينضم الى ما شهدته وتشهدة ارض الكنانة من مآسٍ متلاحقة، وربما النقطة الوحيدة التي يستفاد منها أن مآسي الطيران لا يمكن التحكم فيها مهما كانت قوة أو ضعف الأجهزة الأمنية. فالطائرة كانت قادمة من باريس وتحديدا مطار شارل ديجول الاكثر تامينا على مستوى مطارات العالم، ولم يحل ذلك دون سقوطها الغامض، ولم تشكك أجهزة الإعلام العالمية في قلة الأمان في المطار الفرنسي ولم تقم مناحة لمقاطعة مطار شارل ديجول مثلما فعلت حين سقطت الطائرة الروسية بعد مغادرتها مطار شرم الشيخ. وهذا دليل على أن الإعلام الغربي يكيل بمكيالين، ويتعامل مع مصر بأسلوب متغطرس مستفز متجاهلا أن إجراءات الأمن فيها على مستوى عالٍ من الكفاءة، وأن كل ما يقال عن ضعفها لا يعدو مجرد تخمينات أو اقوال لحاقدين على الكنانة وشعبها، فخبراء الطيران وهم يدافعون عن فرنسا ويستبعدون ان ماحدث وراءه، فيما سارعوا إلى كيل الاتهامات والتنكيل بمصر عند سقوط الطائرة الروسية مطالبين بمقاطعة مطاراتها ومحذرين السياح من التوجه إليها. ولا يعنى كلامي هذا جزمنا بأن سقوط الطائرة المصرية بعد مغادرتها مطار شارل ديجول ناجم عن حادث إرهابي، فمثل هذه النتيجة تستبق الأحداث والنتائج، وسيظهر كل شيء حين العثور على الصندوق الأسود وتفريغه. فقط أريد أن أقول لكل من أتهمنا بأننا مخترقون من الإرهاب، وأن مطاراتنا غير آمنة، يعلمون تمام العلم ان الارهاب موجود فى كافة انحاء العالم ولا يعرف حدودًا ولا وطنا، فالفكر الإرهابي الضال موجه للعالم ككل، ولا يختص بدولة بعينها، وهو حين يحصد الأرواح لا يفرق بين احد. ولا يفوتني أن أشير إلى أن هناك فصيلا من الشامتين بيننا فرح لما يحدث من مأساة غير عابيء بآلام الثكالى واليتامى، الذين فقدو عائلهم، وقد أنساه حقده على الدولة مصريته ووطنه، ولهؤلاء اقول إن مصر لن تهتز بحادثة، فقد شهدت على امتداد 7 آلاف سنة حوادث جسام اشد وطأة، فلم تهتز ولم تسقط لكنها وقفت دائما شامخة متقبلة أقدارها بإيمان عميق، كان معينها على اجتياز الكوارث والمصائب والعودة بقوة أكبر، ومصر محمية باذن الله وبسواعد ابنائها وجيشها العظيم وقائدها الحكيم . ولهؤلاء وأولئك أقول إن مسيرة بناء الوطن لن تتوقف، فلتقولوا ما تشاءون قوله فقط تذكروا أننا نؤمن بالمثل القائل :"الكلاب تنبح والقافلة تسير".