كشف وليام هيج وزير خارجية بريطانيا عن طلب دول عربية لم يسمها للتدخل العسكري من الدول الغربية لضرب ليبيا. وقال هيج اثناء لقائه مع رئيس الاتحاد الافريقي جان بينج الثلاثاء دور الاتحاد الافريقي ومساهمته في حل الازمة الليبية. ونقلت وكالة الانباء الكويتية "كونا" عن هيج قوله في تصريح صحفي عقب اللقاء "انه بحث مع بينج نتائج القمة الافريقية الأخيرة التي عقدت في مالبو الاسبوع الماضي والخطوات المقبلة للمحادثات المزمعه مع المعارضة في الخامس عشر من الشهر الجاري مرحبا بالجهود التي يبذلها رئيس الاتحاد الافريقي". واكد اهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد الافريقي لحل الازمة الليبية وسعيه نحو التوصل الي تسوية سياسية يدعمها المجتمع الدولي ، مشيرا الي وجود عدد من المقترحات المطروحة من الاتحاد الأفريقي يمكن العمل من خلالها لحل الأزمة الليبية الراهنة. وجدد تأكيد بلاده ومواصلتها دعم المجلس الانتقالي الليبي والاتحاد الأفريقي والعديد من الاتحادات الأوربي في جهودها لتأمين نقل السلطة في ليبيا. وعلي صعيد متصل انهت فرنسا عمليات انزال اسلحة بالمظلات الي الثوار الليبيين، التي اثارت انقسامات في اطار التحالف المعارض لمعمر القذافي، واعتبرت ان الثوار باتوا قادرين علي تنظيم امورهم بانفسهم. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي الثلاثاء لمجموعة من الصحافيين، "نشأ في ليبيا نظام سياسي يختلف عن التنظيم الموجود في طرابلس". واضاف "هذا هو السبب الذي يحمل علي القول ان عمليات انزال السلاح لم تعد ضرورية -كانت ضرورية قبل بضعة اسابيع- لان المنطقة تنظم شؤون حكمها الذاتي" الذي بات يتيح لها الحصول علي ما تحتاج من طرف ثالث. واوضح وزير الدفاع ان "الحكم الذاتي هذا يتيح لها اقامة علاقات مع شركاء خارجيين بما في ذلك عندما تريد الحصول علي عتاد للدفاع عن ذاتها. لكن ذلك ليس مهمة التحالف ولا مهمة القرار 1973" الصادر عن مجلس الامن الدولي ويتيح شن اعمال عسكرية لحماية المدنيين في ليبيا. وقد اعترفت باريس اواخر حزيران/يونيو بتسليم اسلحة فردية، "بنادق رشاشة وقاذفات صواريخ" للمتمردين الليبيين. واثار هذا القرار تحفظات البلدان الحليفة لفرنسا مثل بريطانيا، ومعارضة حادة من روسيا التي رأت ان قرارات الاممالمتحدة المتعلقة بليبيا "قد فسرت كيفما كان". والمح الوزير الفرنسي ايضا الي شكوك حول قدرة التمرد علي شن هجوم واسع النطاق علي طرابلس، موئل معمر القذافي. وكشف الوزير الفرنسي ان المتمردين ليس لديهم "اليوم من نظام ثابت، مركزي، يخضع في كل امتداداته الميدانية لسلطة موحدة". وقال ان "المجلس الانتقالي متلهف، لكن من الضروري ان يتطابق هذا التلهف مع الحقائق علي الارض". واوضح وزير الدفاع الفرنسي ان عمليات انزال اسلحة بالمظلات في منطقة جبل نفوسة الجبلية جنوبطرابلس كان استجابة "لطلب رسمي" من المجلس الوطني الانتقالي لتسليح مدنيين كان من المتعذر تزويدهم السلاح بطريقة اخري. واضاف ان عمليات انزال الاسلحة تمت "بقرار فرنسي من الرئيس وقائد الجيوش" نيكولا ساركوزي الذي انضم اليه رئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزيرا الخارجية والدفاع. واذ لم تعد عمليات القاء الاسلحة بالمظلات مفيدة، تبقي وظيفة المروحيات القتالية التي تستخدمها فرنسا وبريطانيا ضرورية كما قال الوزير الفرنسي لمنع قوات القذافي من التعرض للمدنيين. واحجم جيرار لونغي عن التكهن بموعد انتهاء النزاع. وردا علي سؤال عن احتمال انتهائه قبل 12 تموز/يوليو، موعد نقاش يليه تصويت مقرر في البرلمان الفرنسي حول استخدام وسائل عسكرية ضد القذافي، اجاب بالنفي. وقال ان "العقيد القذافي، بتحركه وتصرفه، لم يتخل عن القوة لتأكيد سلطته. لذلك نحن مضطرون للاستمرار في حماية السكان". واضاف "لم نعد نواجه وحدات نظامية وارتالا من المدرعات او مرابض مدفعية، هذا ما كنا نريده". واكد الوزير ايضا ان الحملة الليبية تكلف فرنسا حوالي "مليون يورو يوميا"، اي تكلفة اضافية تبلغ "104 ملايين خلال 100 يوم" انفق ثلاثة ارباعها علي الذخائر اما الربع الاخير فعلي الرواتب. وقال جيرار لونغي اخيرا انه "يرحب" بكل مساعي الوساطة، ايا تكن الجهة التي تقوم بها. واضاف "اذا قدم لي الدبلوماسيون حلولا، سأكون اسعد الناس لانها ستحفظ حياة رجالنا ومعداتهم".