كواحد من الشعب أحس بخطر الخيانة و«الأخونة».. وكمسئول عسكرى أتيح له معرفة الكثير الذى لا يريح حاضرًا ومستقبلًا مستدلًا على ذلك من مؤشرات تتجه إلى كم هائل من المخاطر التى تحف بجوانب الطرق المؤدية لمصير مصر المجهول.. كانت غضبته، وكان قراره الوطنى الشجاع بالتخلى عن دور موالاة السلطة الفاشية واختيار الانحياز للشعب صاحب الشرعية الحقيقية.. وعرفانا منا بجميل موقفه، واعترافًا بفضل تضحياته لبينا نداءه، ومنحناه تفويضًا لمواجهة ما يهدد مصر والمصريين.. وقد تأكد خلال عام كامل جرت فيه من الأحداث ما جعل ترشحه للرئاسة ضرورة.. تكونت الائتلافات، وعُقِدَت المؤتمرات الشعبية والحزبية منادية المشير «عبد الفتاح السيسى» للترشح لرئاسة الجمهورية.. فهو فى ذلك الوقت رجل الضرورة.. وما زال.. خرجت الملايين تعطيه أصواتها فى صناديق الانتخاب بحرية وشفافية فحصل على 97% من الأصوات وأصبح رئيسًا للجمهورية.. دعمناه وما زلنا ندعمه، وسنظل داعمين له -ليس لشخصه- ولكن ليصب هذا الدعم فى مصلحة الدولة.. حفاظًا عليها من التفكك، وحرصًا عليها من تشرذم وضعف قواها ومؤسساتها السياسية والأمنية.. وعلى مدى عشرين شهرًا مضت تحقق الكثير من الإنجازات التى لا ينكرها إلاّ جاحد أو حاقد أو جاهل.. مشروعات كبرى ربما لا تؤتى ثمارها على المدى القريب لكنها استوعبت الآلاف من العمالة العاطلة.. واستطاع «السيسى» أن يتحرك وفق جدول دقيق ورؤية حقيقية فى زيارات واستقبالات للعديد من رؤساء الدول التى أعاد علاقاتها بعد خمولها فترات طويلة.. وإقامة علاقات جديدة مع بعض الدول.. مما يؤدى إلى اتساع مساحة التبادل الاقتصادى والتجارى والثقافى ومن ثم استعادة مصر لمكانتها الدولية وريادتها فى المنطقة العربية.. ولا ننكر عودة الأمن (تدريجيًا) بصورة متزايدة وهو المطلب الأهم للمواطن وللمستثمر الأجنبى.. ولكن.. هل يلمس المواطن فى حياته اليومية جديدًا يمنحه قدرًا من التفاؤل بمستقبل أفضل؟! هذا ما يشغلنا فى الواقع ويحتاج إلى أن يعمل الجميع.. أفرادًا وحكومة.. بروح الفريق من أجل البناء.. وأن يعجل البرلمان بمناقشة الطلبات المقدمة من النواب (المعبرة عن إرادة الشعب).. وسرعة اتخاذ القرارات والتشريعات اللازمة التى تصلح فساد «الشخصية المصرية»، وتعالج ما أصابها من (عطب أخلاقى) خلال السنوات الخمس الأخيرة.. ليعيد إليها ما كانت عليه من قيم ومبادئ وسمات مميزة أبهرت العالم قديمًا.. وبالتوازى مع أعمال البرلمان نحن فى حاجة ملحّة إلى دعم مقابل من القيادة السياسية والوزراء كل فى مجاله يتمثّل فى التخلّى عن سياسة القبضة «الرخوة» و«اللينة» التى تتسم بالنعومة الزائدة خاصة مع بعض الفئات التى يغريها التسامح وغض الطرف عن ممارساتها التى تفوح منها رائحة التآمر على الدولة بارتكاب المزيد ككثرة الاحتجاجات والإضرابات وتعطيل العمل فى وقت يلزم فيه التكاتف والعمل الجاد بلا توقف.. وللأسف.. يشارك بعض الإعلاميين هذه الفئات فى تصديرهم للشحنات السلبية للمواطن.. من خلال دس السم فى العسل.. أو التشكيك فى كل إنجاز بإنكار وجوده أصلًا أو التلميح إلى عدم جدواه. بل يصل الأمر إلى القول إنه يحقق خسائر كبيرة ولا نفع من إقامته.. ناهيك عن إبراز وتسليط الضوء على السلبيات فقط وتشويه صورة مصر خارجيًا.. خلاصة القول: إنه بالرغم من أن هؤلاء (المحبِطين) من أبناء الوطن ولهم كافة الحقوق وحرية إبداء الرأى وأن على الدولة احتواءهم فإن ذلك لا يصلح فى كل الأوقات.. ولا يتناسب مع كل الفئات.. فكما أن التسامح والحنو والاحتواء لها ما يبررها أحيانًا فهناك أيضًا ما يبرر اللجوء للشدة واستعمال الحزم والضرب بقبضة قوية (بالقانون) أحيانًا أخرى.