'ليس من رأي كمن سمع'.. كان هذا أول ما نطقت به حين شاهدت الركام الهائل، والدمار الشامل الذي عم جنبات مدينة 'القنيطرة' السورية المحررة من أيدي الاحتلال الصهيوني.. البيوت سويت بالأرض، والمزارع تم تجريفها، ودور العبادة تم تخريبها عن عمد.. كل شيء في 'القنيطرة' كان يؤشر إلي بربرية المحتل الصهيوني.. الذي خرب الزرع، ودمر الحرث والنسل، وهجر الأهل من بيوتهم.. وترك 'القنيطرة' عبارة عن ركام كبير لا يستطيع مخلوق أن يعيش بين جنباته. حين سألت بعض أبناء 'القنيطرة'، والمرافقين عن سبب استمرار الوضع علي هذا النحو طيلة عقود من الزمن بعد ارتكاب الصهاينة لجريمتهم.. جاءني الرد: 'ان سوريا أرادت أن يظل الوضع كما هو عليه حتي يطلع العالم علي هذه النوعية من الاحتلال الغاشم الذي لا يترك شيئًا علي وجه الحياة'. رحت أتجول في أنحاء 'القنيطرة'، خرجت وحدي تاركًا الوفود المشاركة لكي أقف بين بقايا البيوت، ودور العبادة.. سرت علي قدمي لمسافات بعيدة.. كان كل شيء عن يميني ويساري مسوي بالأرض.. أنا هنا في منطقة عسكرية، وفي أرض ممنوع التجوال فيها بدون اذن مسبق من السلطات المختصة.. كان طريقنا إلي موقع انعقاد المؤتمر في جلسته الافتتاحية في 'ملتقي الجولان العربي والدولي'.. أما خارج هذا المكان فلا يحق لأحد التحرك.. بين الجنود وقوات الجيش التي انتشرت رحت اعبر وحدي.. واتجول باحثًا عن أحياء بين الركام والأنقاض ممن رفضوا مغادرة أرضهم.. من بعيد لاح لي شخص يجلس فوق سطح منزله.. توجهت إليه رغم بعد المسافة.. وسمعت روايته عما جري.. ... وللحديث بقية