سرت مئات الأمتار تحت أشعة الشمس الحارقة في هذا اليوم في مدينة 'القنيطرة' السورية المحررة .. توجهت إلي مسكن 'سعد نايل مرزوق' أحد سكان الجولان الذي عايش كل فترات المحن منذ العام 67 حين احتلت القوات الصهيونية ارض الجولان.. كان يحدثني بلغة حزينة ولكنها مليئة بالاصرار والتحدي.. طلب مني الصعود إلي سطح المنزل لأشاهد علي الطبيعة كل المناطق المحيطة في 'القنيطرة' والتي دمرتها القوات الغازية عن بكرة أبيها. راح 'سعد نايل مرزوق' يتذكر أسماء من صمدوا في المدينة بعد الاحتلال، وكيف واجهوا المحتل ورفضوا مغادرة منازلهم رغم قلة عددهم.. فقد اتسموا بالبسالة والصمود.. رافضين الخنوع للمحتل.. كان يحدثني عن الأسماء والذكريات وكأنه يقرأ شريطًا سينمائيًا تداعت أحداثه من امامه في تلك اللحظات. كان الرجل يتحدث ومن حوله احفاده وابناؤه الذين يسيرون علي ذات النهج.. يروي من الذكريات ما يكشف عن الاجرام الصهيوني في التعامل مع قضية الجولان المحتل.. ويرسم بما يقوله ملامح الصمود في الشعب السوري الذي ارغم علي أن يترك ارضه ووطنه ويغادر إلي مناطق أخري في سوريا، مكرهًا علي هذا الفعل الذي يخالف كل المواثيق والأعراف الدولية. تأثر كثيرًا «سعد نايل مرزوق» وهو يحكى قصة السيدة الشركسية السورية التي صمدت في وجه المحتل، وأعلنت منذ مابعد حرب الخامس من يونيو لعام 67 أنها لن تغادر بيتها حتي تتحرر الجولان أو تموت وتدفن في أرض الجولان .. رحت أسأل عن السيدة الشركسية لألتقي بها.. غير أن الإجابة جاءتنى: أنها غادرت إلي وجه ربها تعالي منذ فترة وجيزة.. ترحمت عليها.. ورحت أقطع الطريق عائدًا مرة أخرى إلي موقع المؤتمر الذي ابتعدت عنه كثيرًا.. غير أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن.. ولذلك قصة أخرى، وللحديث بقية