أصاب الروائي الإنجليزي الشهير «جورج أورويل» كبد الحقيقة حين قال إن: «الكتاب الجيد هو الذى يقول لك ما كنت تعرفه سلفاً».. وهو ما ينطبق تماماً مع كتاب «الإخوان المسلمين.. التهديد في الشوارع الخلفية» والصادر أواخر شهر يناير المنقضي للكاتبة الأمريكية « كاثى هينرز». وقيمة الكتاب ليست فقط في التأكيد على ما نعرفه سلفاً من تاريخ الجماعة الأسود، بل يقدم معلومات جديدة عن أدوارهم الخفية وأدواتهم في التغلغل داخل المجتمع الأمريكي بشكل عام ولا سيما وأن الكاتبة «ضابطة شرطة متقاعدة» ولها خبرتها المعتبرة في تتبع الحوادث الإرهابية والمنظمات المرتبطة بها مما أهلها لتتبع المنظمات المرتبطة ب «الإخوان» واستراتيجيات تغلغلها بأمريكا خصوصاً من خلال الجمعيات ؟!! )1( باطمئنان بالغ، يمكننا أن ندخل الكتاب الجديد في منظومة الكتب التي صدرت خلال العقود الماضية وفضحت علاقات الإخوان بالمؤسسات الغربية - رسميةً كانت أم استخباراتية - منذ نشأة الجماعة، ومنها: كتاب «ريتشارد ميتشل» )جماعة الإخوان المسلمين( وكتاب المؤرخ البريطاني «هيوارث دون» )الدين والاتجاهات السياسية في مصر( واللذان كشفا توثيقاً عن علاقة حسن البنا بالسفارة البريطانية. وكذلك كتاب )العلاقات السرية.. تواطؤ بريطانيا مع الإسلام المتشدد( وفيه يفضح الباحث البريطاني «مارك كيرتس» التواطؤ بين الجانبين للتخلص من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟!! )2( إذا كنا في مصر نتهم «أوباما» وإدارته بالتواطؤ مع جماعة الشر الإخوانية منذ إزالة حكمها الفاشي إثر ثورة 30 يونيو 2013م، فإن «كاتي هينرز» كانت أقل وطأة تجاه الرئيس الأمريكي إذ اكتفت فقط بأن تتهمه ب «السذاجة وقصر النظر»، وهو ما مكن أتباع الجماعة من الصعود الملحوظ بإدارة «أوباما» ووضعهم «على أعتاب السلطة في كل منعطف»؟!!. فقد تشعبت أذرع الجماعة داخل البيت الأبيض، وفي «البنتاجون»، وفي الكثير من المؤسسات الحيوية إلى درجة أنهم باتوا يظهرون علناً عبر قيام «المنظمات الإخوانية» بتنظيم مؤتمرات لقبول التبرعات كإحدى أنواع الدعم المادي، كما تفعل «كير» و«ماس» وغيرهما من المنظمات الإخوانية؟!! )3( تتعجب الكاتبة من التناقض الصارخ الذي تقع فيه إدارة «اوباما» في تعاملها مع الإرهاب، ففي الوقت الذي تعلن فيه أنها تحارب الجماعات الإرهابية )القاعدة- داعش- حماس- حزب الله( تغضّ الطرف عن الإخوان وهي الجماعة الأم والحاضنة لكل تلك الجماعات؟!. وكشفت عن تغاضي الإدارة الأمريكية عن اتهام ال «إف بي آي» الصريح لمنظمة «ماس» بأنهما من أذرع الإخوان المسلمين بالولايات المتحدة؟!!.