ظهر المشتبه بارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية، القائد العسكري من صرب البوسنة، راتكو ملاديتش، أمام المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي بهولندا اليوم، في أول جلسة علنية تعقدها للاستماع إليه، لتبدأ بذلك مسيرة محاكمة أحد أبرز المتهمين بجرائم إبادة في البوسنة، بعدما ظل هارباً لمدة 16 سنة. بدا ملاديتش في المحكمة وقد ظهرت عليه علامات التعب، وارتدي بدلة رسمية رمادية داكنة، في حين سعي المحامي الموكل بالدفاع عنه إلي القول بأن صحة موكله غير جيدة، وتحدث ملاديتش بأسلوب غاضب، وقال إنه لم يقرأ وثائق القضية، وأنه بحاجة لشهرين لفعل ذلك، كما اعترض علي هوية محاميه قائلاً، "إنه لا يعرفه". ورد القاضي علي ملاديتش بالقول، إنه لم يثر معه هذه القضايا بعد، وإنما سأله عمّا إذا كان قد تلقي الوثائق وفهم ما فيها، ومن ثم سأله حول ما إذا كان يرغب في أن تقرأ المحكمة عليه الوثيقة، فرد ملاديتش بالقول: "لا أريد أن يقرأ أحد علي ولا حتي جملة واحدة". وبعدها أخبر القاضي ملاديتش أنه سيقرأ عليه بياناً ملخصاً حول مضمون الوثائق والتهم الموجهة إليه بالإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في البوسنة، وقام القاضي بقراءة البيان، بينما أنصت ملاديتش دون ظهور انطباعات محددة علي وجهه. وبمجرد انتهاء القاضي من قراءة لائحة الاتهامات، توجه إلي ملاديتش بالقول: "هل تريد أن ترد الآن أم تختار تأجيل ذلك - وفق القوانين - لمدة 30 يوماً؟"، فرد ملاديتش بالقول: "أريد أن أحصل علي نسخة مما قرأته من اتهامات مهينة.. أحتاج لمراجعتها مع المحامين وسيلزمني أكثر من شهر لقراءة هذه الكلمات الوحشية والقاسية" فرد القاضي بأن القانون لا يسمح بأكثر من 30 يوماً، وقام بتحديد جلسة ثانية في صباح الرابع من يوليو المقبل. وكانت صربيا قد سلمت ملاديتش إلي محكمة جرائم الحرب بعدما خسر استئناف القرار الثلاثاء. وقالت الناطقة باسم مجلس محكمة الدائرة الجنائية التمهيدية الخاصة بجرائم الحرب في بلغراد، دوشيتسا ريستيتش، إن المحكمة "رفضت شكوي دفاع راتكو ملاديتش، كشكوي غير قائمة علي أساس"، مؤكدة علي قرار استيفاء الشروط لتسليم ملاديتش إلي محكمة لاهاي، وفقاً لما ذكره موقع الإذاعة الصربية علي الإنترنت.