أكد المهندسون العرب تضامنهم الكامل وتأييدهم للإجراءات التي تقوم بها السلطات المصرية في حربها ضد الإرهاب، حيث أكدوا أن " الإرهاب لا دين ولا وطن له". واصطف المهندسون تحت شعار (المهندسون العرب ضد الإرهاب) استجابة لدعوة مصرية تقدم بها طارق النبراوى نقيب مهندسي مصر إلى رؤساء الهيئات الهندسية ونقاباتها الأعضاء في اتحاد المهندسين العرب لعقد اجتماع طارئ في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوبسيناء ، بعدما رأى ضرورة أن يحدد مهندسو الوطن العربي وممثلو الهيئات الهندسية العربية موقفهم تجاه ما تتعرض له المنطقة، وخاصة مصر، من تحديات؛ تؤثر على جميع الشعوب العربية. ودعا رئيس اتحاد المهندسين العرب ضياء التوفيقي خلال أعمال الجلسة الاستثنائية للمجلس الأعلى لإتحاد المهندسين العرب تحت شعار (المهندسون العرب ضد الإرهاب) والتي اختتمت مساء اليوم في مدينة شرم الشيخ إلى ضرورة تكاتف الدول العربية والتلاحم من أجل وقف مؤامرات "الإرهاب الأسود". وأكد تضامن المهندسين العرب مع مصر في كافة الإجراءات التي تتخذها لمجابهة الإرهاب ، وقال "لقد تعرضت مصر لأضرار جراء العمليات الإرهابية والتي تهدف إلى إلحاق الضرر بالسياحة ليكون له أثر سلبي على الاقتصاد الوطني ، لا سيما وأن المنطقة تتعرض لأزمات مالية". وأضاف " إن اجتماع اليوم رسالة واضحة للجميع بأن الجسد العربي واحد إذا أصيب جزء منه تداعي الجميع لنصرته والأخذ بيده واضعين في الاعتبار الأواصر التاريخية التي تجمعنا، وأدعوكم للتفكير سويا في خطوات عملية لحماية هذه الأواصر وحماية أمتنا من مخططات تفتيتها ، تبدأ من هنا من شرم الشيخ وتمتد إلى كل المدن العربية من المحيط إلى الخليج". ووقف نقيب مهندسي مصر طارق النبراوى منتفضا وتحمل معالم وجهه الحسم ، قائلا "جئنا إلى هنا لنبعث رسالة الأمل إلى شعبنا وأمتنا ، ونؤكد أننا قادرون على العمل والبناء وسط أصعب الظروف وأحلكها ، ونبني في الحرب كما نبني في السلم". وشدد على ضرورة التعاون المشترك والتنسيق على المستوى القومي بين اتحادات النقابات العربية ، معتبرا أن ذلك "يعد جسرا لعبورنا معا من الأزمات التي تريد أن تخنقنا جميعا لكي نعلن استسلامنا لما يدور من مخططات تستهدف أمن المنطقة وسلامة أراضيها وأهلها وهذا لا يجب أن نسمح به". بينما قال الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي إن محاربة الإرهاب ليست فقط بمنع إمداده بالمال والسلاح وقتاله بل بموقف إسلامي واضح يفك الالتباس بين التنظيمات التي تأخذ من الاسلام ذريعة لتنفيذ أهدافها ، داعيا إلى ضرورة أن تتخذ المؤسسات الإسلامية في جميع الدول العربية خطة موحدة لتفنيد أعمال المتطرفين الإرهابيين وإثبات أنها تخالف الشريعة الإسلامية ولا تمت لها بصلة. كما حث وسائل الإعلام العربية على نشر صورة الإسلام الصحيحة وتفنيد حجج المتطرفين ونشر ثقافات التسامح والمحبة بين شعوب المنطقة. من جانبه، شدد سامح عاشور نقيب المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب في كلمته على ضرورة محاربة صانعي الإرهاب ممن يحركوا الإرهابيين ويمولونهم ويؤمنونهم ، محذرا من تداعيات وخطورة تغافل هذا الجانب. وقال " الإرهابيون وصانعوهم ، كلاهما لا يقل خطورة عن الآخر .. ويجب تناول قضية الإرهاب بشمولية وبكل عناصره ، وآلا نقف عند رصده فقط والحديث عن وجوده". وطالب بضرورة اتخاذ مواقف واضحة تجاه الدول الداعمة للإرهاب، مستطردا بالقول " من خلق تنظيم داعش وحركة طالبان صانع واحد يهدف إلى تمزيق الأمة العربية". وعلى جانب آخر من الجلسة ، أفرد المهندسون العرب في كلماتهم مساحات لتناول الشأن الفلسطيني ، حيث وجهوا التحية إلى شعبها العظيم الذي وقف عصيا أمام آلات وممارسات الاحتلال الغاشمة . وقال نقيب مهندسي مصر طارق النبراوى " في ظل الظروف العصيبة التي تجتاز الأمة وفي ظل التآمر الدولي على مصائرنا ، دولا وشعوبا ، وبشكل ممنهج ومدروس يزداد الاحتلال الاسرائيلي إمعانا في العدوان والإجرام بحق إخواننا في فلسطينالمحتلة ، فتتضاعف معاناة الشعب الفلسطيني رغم كل ما يبديه من مقاومة باسلة وتضحيات مستمرة في مواجهة آلة القتل الصهيوني سواء في غزة أو الضفة الغربية أو سائر المدن الفلسطينية". في حين طالب أمين عام اتحاد المهندسين العرب بضرورة إنهاء الإنقسام بين صفوف الفصائل الفلسطينية لمواجهة الاحتلال ، محذرا من تداعيات خلافاتهم على قضيتهم.