قال الكاتب البريطاني ديفيد غاردنر إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يصفه أنصاره بالطود الشامخ فيما يصفه معارضوه بالطاغية، قد وجد طريقه مرة أخري. وأضاف غاردنر، في مقال نشرته 'الفاينانشيال تايمز'، أنه وعلي خلاف كافة التوقعات، حتي تلك الآتية من داخل الحزب الحاكم، فإن أردوغان استطاع تأمين انتصار ساحق لحزبه 'العدالة والتنمية' في انتخابات الأحد العامة التي راهن عليها وكسب الرهان. وتابع غاردنر 'ينتظم هذا الانتصار في عِقْد من الانتصارات الأكثر إذهالا التي حققها أردوغان في سلسلة من الانتخابات.. ولكن إذا كان أردوغان استطاع في الماضي تحقيق انتصاراته عبر 'التجميع'، فهو في هذه المرة انتصر عبر 'التفرقة'، والثمن ستدفعه تركيا باهظا'. ونبّه إلي أنه علي الرغم من وجوب وقوف أردوغان علي مسافة واحدة من كافة الأحزاب، كونه رئيسا لكل الأتراك، إلا أنه لعب دورا غير خاف بهذه الانتخابات، تمثل هذا الدور في 'شحذ' الإسلاميين السُنة، والهوية التركية العرقية لحزب العدالة والتنمية وجمهوره الانتخابي، و'تغريب' قطاع كبير من الأقليات من العرق الكردي وال'علاهيين أشباه الشيعة'، المتجمعين في أحزاب معارضة منفصلة، إضافة إلي علمانيين منتشرين فيما بين هؤلاء. ومضي غاردنر قائلا إن 'أردوغان أساء استخدام سلطة الدولة عبر السيطرة علي المشاريع العامة والتفتيش الضريبي العقابي، وذلك للسيطرة علي الإعلام وتكميم أصوات المعارضة وتضييق الخناق علي الإعلام الاجتماعي'. واستطرد غاردنر 'لقد آتت تلك السياسة أُكُلها لصالح أردوغان، ولكن ما مدي إمكانية حُكْم تركيا المنقسمة علي نفسها والمحاطة بغبار الصراعات الطائفية والعرقية علي حدودها مع العراق وسوريا؟ وبعد مرارة الصراع الذي تجدد مع الأكراد، كيف يمكن لحكومة العدالة والتنمية أن تعيد هؤلاء المواطنين المنبوذين إلي ظل نظام سياسي مدني قائم علي التفاوض؟' ورأي الكاتب، في ختام مقاله، أن هذه الأمور يتعذر تحقيقها لا سيما في ضوء الوقوف علي المدي الذي بلغه اردوغان في التعدي علي سيادة القانون وتفريغ المؤسسات التركية من مضمونها، حتي وإن لم يكن اللوم في ذلك منْصبًا عليه وحده.