ولدت ايزابيل ايبرهارت في فبراير 1877 في جنيف لأم أرستقراطية لوثرية روسية من أصول ألمانية، وأب لاسلطوي آلكسندر ولد في أرمينيا، وكان قسيسا ثم اعتنق الإسلام، كانت أمها زوجة لجنرال أرمل كبير في العمر كان متحصلا علي مناصب امبريالية مهمة، وبعض المؤرخين يؤكدون أن والد إيزابيل الحقيقي هو الشاعر الفرنسي الشهير آرثر رامبو لكن إيزابيل لم تكن متأكدة من كان والدها الحقيقي، فأخذ اسمها العائلي من جدتها من جانب والدها. لقاطة ايزابيل سببت لها مشاكل مادية وعاطفية وقد منعتها من حقوقها الوراثية وأدي به هذا إلي الشعور بالجفاء من قبَل أشقائها الذين كانوا يعادون أبيها، بالرغم من ذلك كانت ايزابيل متعلمة، في الرابعة عشر اهتمت باللغة التركية أولا قبل ان تتعلم وتتقن اللغة العربية، وتكاتب بها بعضا من كبار المستشرقين الروس المعاصرين لها، كما حصلت عل كتاب في النظام النحوي في اللهجة القبائلية وتعلمتها عبره، لقد كانت إيزابيل، ومنذ أن كانت صغيرة في السن، ترتدي الملابس الرجالية كي تمنح لنفسها حرّية أكثر، وكانت تحتقر ملابس النساء، ورغم محاولتها، كان جمالها البارز يكشف أنوثتها، كان منزل والدتها يعج باجتماعات اللاسلطويين، والعدميين والثوار من مختلف البلدان، لذلك فإنه ليس من المستغرب أن تخرج الفتاة متأثرة بفكرهم. عندما بلغت الخامسة عشرة من العمر قرأت اعلانا صغيرا نشره ضابط فرنسي مصاب بالسأم خلال تأديته الخدمة العسكرية في الجزائر، فسارعت للكتابة اليه، وسرعان ما نشأت بين الاثنين قصة حب عبر المراسلة، وقررت لقاءه فغادرت النمسا إلي الجزائر. وبعد رحلة طويلة وشاقة اكتشفت انه لا يطابق مواصفات فارس الاحلام الذي تخيلته. سافرت ايبرهارت إلي الجزائر لأول مرة في مايو 1897 مع أمها في محاولة للأثنين ببدأ حياة جديدة، بعدها اعتنقتا الإسلام هناك وانحازتا لهذا الدين. وكانت الأم قد اعتنقت الإسلام تحت تأثير ابنتها. توفيت أمها فجأةً في عنابة ودفنت تحت اسم فاطمة منوبية وفقا للتقاليد والإسلامية، بعد فترة قصيرة من وفاة أمها، انخرطت وتضامنت مع المسلمين في محاربتهم للاستعمار الفرنسي. بعد ذلك بسنتين توفي أبوها من سرطان الحنجرة في 1899 في جنيف، و قد كانت إيزابيل تمرضه في هذا الوقت. بعد انتحار أخوها فلاديمير، وزواج أغوستين أخوها بإمرأة فرنسية الذي لم يكن يلتقي معها في الأراء، انقطعت صلة ايزابيل إلي حدّ بعيد بحياتها الماضية. كتبت عن أغوستين أنه 'مرة والي الأبد، اتجه بخطواته إلي طريق الأغلبية الضالة'. ومنذ ذلك الحين، كما دونت في مذكاراتها، عاشت بقية عمرها في الجزائر، مقيمة فيها كلفتها زوجة أحد النبلاء الأوروبيين، ميدورا ماركيز، بالتحقيق في الوفاة الغريبة لزوجها الماركيز في تونس، فاكتشفت ايبرهارت المجتمع العربي بحرية لم تستطع أن تجرّبها كامرأة عندما ارتدت ملابس رجالية، تحت اللقب 'سي محمود السعدي' وهي تجول بلاد المسلمين تحقق في الجريمة. اعتبرت ايبرهارت الإسلام منالها في الحياة ومن خلال رحلاتها تعرفت ايزابيل علي الطريقة القادرية الصوفية السرية، التي كان أتباعها يحاربون الظلم الاستعماري في الجزائر ويساعدون ويطعمون الفقراء في هذا الوقت. في بداية 1901، هجم عليها رجل بسيف، وهو قطع يدها تقريبا في محاولة اغتيال، لكنها عفت عنه، ونجحت في الدفاع عن حياته. ويرجع السبب إلي الخلافات الداخلية الموجودة بين الطرق الصوفية، والاستعمار من جهة أخري، واستغلت السلطات الفرنسية الحادث وطردتها إلي مارسيليا، ويرجع البعض سبب ذلك إلي خشية السلطات من تحقيق إيزابيل في جريمة الماركيز. وتحول منفاها المؤقت إلي انتكاسة شجعتها علي كتابة العديد من مؤلفاتها. وتعرفت هناك علي جندي جزائري اسمه سليمان، والذي كان ينتمي لطريقة صوفية، فتزوجت به في 17 أكتوبر 1901، مما منحها الجنسية الفرنسية وحق الرجوع للجزائر. في الاشهر الاخيرة من حياتها اقامت ايزابيل في قرية عين الصفراء الموجودة قرب الحدود المغربية الجزائرية بهدف تغطية العمليات التي كان يقوم بها الجيش الفرنسي بالحدود المغربية، بسبب الصراع القائم بين الثائر بوحمارة وقوات السلطان المغربي عبد العزيز بن الحسن والقبائل العربية والزناتية المنقسمة بين هذا وذاك.، توفيت ايبرهارت في فيضان طوفاني في عين الصفراء يوم 21 أكتوبر 1904. كانت تقطن بيت مأجر في الصحراء مع زوجها، وانهار البيت الطيني في الفيضان، كان عمرها 27 سنة فقط، وجد عناصر الجيش الفرنسي، والذين كلفهم الجنرال ليوطي بعملية الانقاذ، وجدوا ايزابيل ميتة غرقا تحت انقاض بيتها، وكانت تمسك بيديها مخطوطا كبيرا هو عبارة عن كتاب تأملات وملاحظات خطت فيه مسارها ومسيرتها القصيرة والحافلة، وعنونته ب'المتسكع'، و توفي زوجها سنة 1907، ألفت عمال النهار، في ظل السلام الحار، وأخبار الجزائر، فقد كانت أكثر نساء جيلها تحررا تلك المستكشفة والكاتبة السويسرية التي حاربت المبادئ الاخلاقية الاوروبية واعتنقت الاسلام.