كنا قد كتبنا في مقال سابق عن ضباع الوطن وقصدنا بهم جماعة الإخوان الإرهابية ومن علي شاكلتها بالعالم، والآن نكتب عن تماسيح الوطن ونقصد بهم هؤلاء الذين عرقلوا مسيرة الوطن لسنوات طويلة في عهد مبارك بعد أن مصوا دماء المصريين وأضاعوا الفرص والعيش الكريم علي جيل بأكمله حرمت مصر من مواهبهم وطاقاتهم بعد أن قام تماسيح الوطن بالاستيلاء علي مقدرات الدولة وحقوق الناس من خلال ممارسة الفساد والإفساد وانتشار الرشوة والمحسوبية واستغلال المناصب والوظائف العليا لصالحهم علي حساب مصالح الشعب والوطن، وها هم نراهم يعودون للظهور مرة أخري بعد أن قامت الثورة لتطهيرهم ومحاولة استرجاع الأموال والمنافع التي أخذوها وسرقوها بدون وجه حق حتي امتلأت خزائنهم بأموال الوطن مقابل الطبقات الكادحة والفقيرة التي ظلت تعيش في القبور والعشوائيات وهم يحلمون بأنبوبة الغاز ورغيف الخبز وعمل شريف يقتاتون منه حتي لا تتحول أولادهم بسبب المعاناة والظلم والفقر فريسة للتطرف والإرهاب والإدمان والبلطجة، إن تماسيح البشر ونقصد بهم هؤلاء الذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أخطر بكثير من التماسيح الطبيعية لأن تماسيح البشر تأخذ ولا ترحم ولا يملئ عيونها إلا التراب إنها تماسيح تعيش علي مص دم الغلابة والبسطاء وتعيش منعدمة الضمير والقيم وهي تحلم بالنفوذ والجاه والخلود بعكس التماسيح الطبيعية التي برغم نهمها لأكل اللحوم فإنها تترك لغيرها من الحيوانات الصغيرة والطيور ما تبقي، أما التماسيح التي تعيش بيننا فإنها تأكل الأخضر واليابس وتريد أن تجعل الوطن بمقدراته وثرواته ووظائفه العليا حكرا لها ولأولادها وهي تمارس الفساد باعتباره فنا وحقا لها يورث للأبناء والأحفاد ولو علي حساب نهضة الوطن وفقر وظلم أبنائه ليستمر الفساد والإفساد والمحسوبية بلا رادع، ونحن الآن أمام استمرار الإرهاب ورجال النظام القديم نعيش رغم ثورة الثلاثين من يونيو بين عالمين عالم الافتراء وعالم الافتراس، الافتراء علي الدين من كذب وزور وبهتان وقتل وإرهاب وتخريب باسم الدين من خلال جماعة إرهابية تخادع أنفسها وتخادع الناس وتتلاعب وتتقرب للناس باسم الدين، وافتراس من خلال تماسيح الوطن من رجال مبارك الذين مازالوا يسعون للعودة من جديد لمص دماء الناس وتأخير مسيرة الوطن برغم تقدمه الآن مع فن بيع الوهم للمواطنين ويفعلون ذلك وهم متناسين لما فعلوه في حق الوطن فهم الذين أخروا الصناعة وشجعوا الاستيراد، وهم الذين استولوا علي أراضي وممتلكات ومصانع الدولة وباعوها بأبخس الأثمان، وهم الذين استولوا علي مناصب ووظائف الدولة لعهود طويلة حتي ظلموا جيلا بأكمله، إنهم ورغم ما فعلوه نراهم يسعون للعودة الآن وهم يتقربون بسبب اقتراب الانتخابات البرلمانية من خلال التقرب إلي الناس وهم يظرفون الدمع كالتماسيح التي سريعا ما تنقض علي فرائسها عند إتاحة الفرص، وفوق كل ذلك نراهم يكذبون وينافقون عندما يظهروا أمام الناس وأمام الإعلام وهم يباركون الثورة ويدعون البطولات بها ويرفعون شعاراتها وينفون عن أنفسهم كل التهم والجرائم التي وجهت لهم، لقد آن الأوان أن تتخذ الدولة من خلال رئيسها البطل المواقف الحاسمة والقوية والغاضبة تجاه كلا من التماسيح والضباع والعمل علي تأميم ثرواتهم وممتلكاتهم بعد أن سرقا ونهبا وخربا الوطن من أجل أن يشعر الشعب بالإصلاح والاطمئنان علي ثرواته ومقدراته وتحقيق كل حقوقه وأيضا الحفاظ علي الدين والوطن من كلا الوحشين لأنهما سبب ما نحن فيه من بلاء وما نحن فيه من مستنقع اقتصادي وسياسي وأخلاقي واجتماعي نعيش وعندها سوف يتمكن الرئيس من العبور بالوطن والسفينة من دون هؤلاء إلي بر الأمان.