أكد أحمد صالح باحث المصريات أن المعلومات التاريخية تكشف أن الملكة 'نفرتيتي' تزوجت من الملك 'اخناتون' وأنجبت له 6 بنات ولم تنجب له ولدا ولايوجد أي تأكيدات عما إذا كانت نفرتيتي ابنة 'أي' خال اخناتون، أم هي أميرة غير مصرية، وتكون هي نفس الأميرة الميتانية 'تادوخيبا'، ولم يستطع التاريخ تأكيد أي من تلك المعلومتين. وقال صالح - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن المؤكد تاريخيا هو أن نفرتيتي أنجبت لإخناتون 6 بنات وهناك صور للبنات مع اخناتون ونفرتيتي في المناظر، ولم يظهر توت عنخ أمون في منظر واحد يجمعهما، كما لم يصور توت عنخ آمون في منظر واحد مع نفرتيتي مما يؤكد أنها ليست أمه ولا علاقة له بها مما يطرح تساؤلا عن نظرية 'نيقولا ريفز' الذي افترض أن توت عنخ امون دفن في مقبرة تخص نفرتيتي. وأضاف أنه لا توجد إشارة واحدة في آثار الملك توت عنخ أمون تشير إلي تواجد نفرتيتي في مقبرته، لافتا إلي أن كرسي العرش وبعض المناظر وآثار مقبرته تشير إلي إعادة استخدام الآثار للملك توت عنخ أمون وهي تخص شخصا آخر ولكن لم يتم تحديد أنها تخص نفرتيتي خاصة وأنها سواء اختفت في العام ال 12 أو ظلت حتي العام 16 من حكم اخناتون فإنها ظلت طوال حياتها في تل العمارنة بالمنيا ولم تغادرها إلي الأقصر، وربما هي دفنت في تل العمارنة وليس الأقصر وليس هناك معلومة واحدة تكشف أن الملك توت عنخ أمون نقل جسد اخناتون أو نفرتيتي أو بنات نفرتيتي إلي الأقصر. وأوضح صالح أنه حتي الآن لا نعرف أين يوجد جسد نفرتيتي ولسنا متأكدين في أنها دفنت في الأقصر أم في تل العمارنة، ولا يستطيع أحد حتي الآن يؤكد بدفنها في الأقصر، مشيرا إلي أن هناك نظريات كثيرة حول موتها ودفنها ولكن حتي وقتنا هذا لم يتم العثور علي جسدها بشكل مؤكد ولا والديها ولا بناتها وبالتالي معرفة مصيرها سيكون بشكل صعب حتي في ظل تقنية حمض ال دي إن ايه. ولفت إلي أنه في عام 1898 عثر الأثري الفرنسي فيكتور لوريه علي جسدي امرأتين في مقبرة الملك امنحتب الثاني بالأقصر وهذين الجسدين هما المرشحين ليكون أحدهما جسد الملكة نفرتيتي وأطلق علي أحدهما السيدة العجوز وعلي الأخري السيدة الشابة، وفي عام 2001 اعتقد أن السيدة العجوز هي جسد الملكة نفرتيتي بسبب عمرها الذي يتراوح بين منتصف الثلاثينيات إلي الأربعينيات أو بسبب أسنانها التي تشير إلي أن عمرها ما بين 29 إلي 38 سنة وهو العمر المتوقع لنفرتيتي عند الوفاة، ولكن فيما بعد اتضح أن المرأة العجوز هي الملكة 'تي' بسبب العمر وخصلة الشعر التي تشبه خصلة شعر وجدت في صندوق بمقبرة توت عنخ أمون وكان هذا الصندوق يحمل اسم الملكة 'تي'. وتابع أنه منذ عام 2003 دارت النظريات علي أن السيدة الشابة هي الملكة 'نفرتيتي وبدأت الباحثة الإنجليزية جوان فلتشر بالمقارنة بين التمثال النصفي للملكة نفرتيتي بمتحف برلين وبين جسد الأميرة الشابة واستنتجت أن الأميرة الشابة هي نفرتيتي، ولكن أغلب الباحثين رفضوا النظرية، وأشاروا إلي أن تحليل 'دي ان ايه' سيكون حاسما في هذا الموضوع، في حين أن زاهي حواس في عام 2003 أوضح أن جسد الأميرة الشابة ليس لامرأة وإنما لشاب وبالتالي يبقي التحقق من هويتها معضلة حتي إذا تم استخدام تحليل 'ال دي ان ايه' بسبب عدم العثور علي جسد نفرتيتي أو علي جسد أحد من بناتها ولا يعرف من هم والديها، فبماذا ستقارن نتائج هذا التحليل. وعن رأيه الخاص حول نظرية نيقولا ريفز، أكد صالح أنها مرفوضة حين يحدد ريفز بأن مقبرة الملك توت عنخ أمون في الأصل كانت مخصصة لنفرتيتي ولكنها قد تكون مقبولة في أن مقبرة توت عنخ أمون أعيد استخدامها لصالح الملك توت عنخ أمون وقد تخص شخصا آخر غير معروف وسوف يؤكد فحص المقبرة بالرادار هذه المعلومة، موضحا أنه كان يجب علي الأثريين المصريين الرد علميا علي تلك النظرية. ومن المقرر أن يصل عالم المصريات البريطاني نيقولا ريفز للقاهرة غدا الأحد لبدء استعراض نظريته الأثرية المتعلقة بدفن الملكة نفرتيتي داخل إحدي الحجرات الخلفية لمقبرة الملك توت عنخ آمون، حيث سيتم بعد غد الاثنين بدء إجراء أعمال المعاينة الميدانية داخل المقبرة الموجودة بوادي الملوك بمحافظة الأقصر في حضور نخبة من علماء المصريات التابعين لوزارة الآثار، ومن المقرر أن يعقد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار يوم الخميس القادم مؤتمرا صحفيا لإعلان ماتوصلت إليه المناقشات الآثرية.