ولد أحمد حسين في مارس 1911 بحي السيدة زينب بالقاهرة، وتلقي تعليمه الابتدائي في مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم انتقل منها إلي مدرسة محمد علي الأميرية. تبني أحمد حسين مع فتحي رضوان مشروع القرش، وذلك لحث كل مواطن مصري علي أن يتبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني آنذاك من آثار انخفاض أسعار القطن في الأسواق، ويمكن النظر إلي المشروع من أكثر من زاوية، فمن أهدافه 'نشر روح الصناعة الوطنية في كل مكان'، كما أنه كان بداية للأفكار الاشتراكية لدي الرجل، والتي تقوم علي فكرة إنشاء صناعات قومية يساهم فيها الشعب نفسه، وتكون مملوكة له. كما أن المشروع جاء في إطار معركة شهيرة عرفت في مصر بمعركة الطربوش، فمصر كانت تستورد الطرابيش إلي أن أنشأ محمد علي باشا مصنعا لتصنيع الطرابيش، لكن بعد تحالف الدول الغربية ضد مشروعه في مصر عام 1840م توقفت كثير من المصانع، ومن بينها مصنع الطرابيش، وعادت مصر إلي الاستيراد مرة أخري. اسس جمعية مصر الفتاة، ثم بدأت تتكون ملامح تلك الجمعية الوطنية إبان 'مشروع القرش'، وأعلنت رسميا تحت رئاسة 'أحمد حسين'، واتخذت من جريدة 'الصرخة' لسانا لها، وكانت جمعية ذات أهداف وطنية قد تصل إلي حد الحماسة المفرطة، ولعل ذلك يرجع إلي حالة الاحتلال التي كانت تعيشها مصر، فكان من مبادئها أن علي كل مصري أن يؤمن بأن مصر فوق الجميع، وأن يشعل القومية المصرية. في أواخر الثلاثينيات أولت مصر الفتاة اهتماما بالنواحي الاجتماعية، مثل تحسين مستوي العمال والفلاحين الذين بات الجوع يهددهم، ودعا أحمد حسين إلي أن ينتظم العمال نقابيا، ودعا إلي تأميم قناة السويس، وإعادة فرض الزكاة علي كل مصري، وتخفيف عبء الضرائب عن الفلاح. أوضح الحزب تمايزه في تبنيه الاشتراكية عن الشيوعية، فرأي أن الشيوعية تتنكر للماضي وتتنكر للدين، في حين أن الاشتراكية تري أن أساسها الدين، وكان أحمد حسين يؤكد دائما علي مبدأ الإيمان بالله تعالي، وأن الإسلام دين ودولة، وكان يرفع شعار: 'إن الإسلام يحرم الربا فهو يحرم الرأسمالية'، وأن الاستعمار هو ذروة الرأسمالية، وأن الاشتراكية هي ترياق الاستعمار. كان الحزب معترفا به، وكانت له صحيفة يلتقي من خلالها بالجماهير، فكان أكثر التنظيمات تمتعا بالنشاط العلني. أعتزل العمل السياسي، فعمل بالمحاماة فترة، ثم اعتزلها، وتفرغ للكتابة، وأصدر مجموعة من المؤلفات منها: 'موسوعة تاريخ مصر' في خمسة أجزاء، وإيماني، والأرض الطيبة، وفي الإيمان والإسلام، ووراء القضبان، ورسالة إلي هتلر، وحكومة الوفد، واحترقت القاهرة، والاشتراكية، وكتاب الطاقة الإنسانية - إصدار دار القلم، وهو أشهر كتبه علي الإطلاق، وتوفي أحمد حسين في سبتمبر 1982.